"حكومة نتنياهو بينيت يعالون غير موجودة من اجل الديمقراطية أو السلام"

نتنياهو لم ينوجد في السياسة كي يحقق السلام من خلال اتفاق معقول، على حد تعبير بروفيسور شطيرنهال، بل جاء لتوفير غطاء "محترم" ل"البلطجية" ولتركيع الفلسطينيين بصورة لائقة، عبر مد عملية السلام الى اجل غير مسمى.

تحت عنوان "لا يريدون الديمقراطية ولا يريدون السلام" تناول البروفيسور زئيف شطيرنهال، استاذ العلون السياسية في الجامعة العبرية، في القدس، تناول وجهة نظر اليمين الاسرائيلي من مسألتي الديمقراطية والسلام، مشيرا الى ان اقطاب هذا اليمين وكتله، من نفتالي بينيت وحتى بوغي يعالون، لا يتواجدون في الحكومة ولا في الساحة السياسية اصلا من اجل الديمقراطية او السلام او الدفاع عن الضعفاء، بل من اجل تأبيد اسرائيل كدولة محتلة تصادر حقوق الانسان علانية وبدون تعقيدات.

الحرية والاستقلال من وجهة نظر اليمين الاسرائيلي مجتمعا، هي من حق اليهود فقط، وهكذا تحتل اسرائيل بالتدريج المكان الذي اخلته جنوب افريقيا كدولة ابرتهايد، وفقط الخوف من مقاطعة الدول التي لاتستطيع اسرائيل الحياة من دون دعمها هو ما يمنع تدهورها النهائي نحو دولة عرقية يهودية مع كل ما يترتب على ذلك من فصل عنصري. 

نتنياهو لم ينوجد في السياسة كي يحقق السلام من خلال اتفاق معقول، على حد تعبير بروفيسور شطيرنهال، بل جاء لتوفير غطاء "محترم" ل"البلطجية" ولتركيع الفلسطينيين بصورة لائقة، عبر مد عملية السلام الى اجل غير مسمى. وبعد ان تبخرت امكانية توجيه ضربة عسكرية لايران، لم يبق امام نتنياهو سوى طرح طلبات غير معقولة، مثل الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية، أي دولة يكون فيها الفلسطينيون مواطنين من الدرجة الثانية.

الفرق البائن هو ان اليمين يعرف لماذا وجد وما عليه فعله وهو يقوم بهذا الدور على اكمل وجه، ولكن ما هو مبرر وجود يائير لبيد ومجموعته وما هو الهدف من وجود حزب العمل وما هو الفرق بين يتسحاق هرتسوغ ولبيد ولفني؟ باستثناء وجود هرتسوغ في المعارضة.

  تلك الاحزاب التي يفترض ان تلعب دور المعارضة لا تقوم بهذا الدور، وفق استاذ السياسة الاسرائيلي، رغم ان بعضها موجود في المعارضة فعلا مثل حزب العمل. وبغياب المعارضة البرلمانية خلا ميرتس والاحزاب العربية فان منظمات المجتمع المدني- منظمات حقوق الانسان وجمعيات اليسار- تأخذ هذا الدور وتعمل على التصدي وفضح الطبيعة التامرية والعنيفة للائتلاف الحكومي في اسرائيل، كما يقول.

عشرات المنظمات مثل " سلام الان"، جمعية حقوق المواطن و"محسوم ووتش" تملأ هذا الفراغ الذي يخلفه غياب معارضة برلمانية ولذلك فهي تتعرض لحرب وملاحقة شرسة من قبل اقطاب اليمين وكتله البرلمانية وعلى المجتمع يقع واجب حمايتها.

التعليقات