هآرتس: وثيقة أمريكية تدعي أن شارون كان على استعداد لتسوية بشأن القدس

من التفاصيل يتضح أنه لم يكن مستعدا للتفاوض حول القدس، وإنما الحديث عن شعفاط وأبو ديس وبيت حنينا * ويشترط أن "تقوم السلطة الفلسطينية بمحاربة الإرهاب"..

هآرتس: وثيقة أمريكية تدعي أن شارون كان على استعداد لتسوية بشأن القدس

عنونت صحيفة "هآرتس"، الصادرة صباح اليوم الاثنين، صفحتها الرئيسية بالحديث عن وثيقة أمريكية تفيد أن رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق أرئيل شارون كان قد عبر عن جاهزية لما أسمته "تسوية بشأن القدس". بيد أنه يتضح أن الحديث عن شعفاط وأبو ديس وبيت حنينا، وأن شارون لم يكن مستعدا لإجراء مفاوضات حول القدس، التي وصفها بـ"العاصمة الأبدية لإسرائيل"، كما شدد على رفض عودة اللاجئين إلى داخل الخط الأخضر، وأصر على إبقاء الكتل الاستيطانية موصولة بإسرائيل.

وكتبت الصحيفة أن وثائق وزارة الخارجية الأمريكية، إضافة إلى وثائق داخلية لدائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية، والتي سربت في السنوات الأخيرة، تكشف أن شارون كان قد تعهد لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بـ"القيام بإجراءات إضافية في المستقبل"، وأنه عبّر أمام مسؤولين أمريكيين عن جاهزية لــ"نقل أحياء عربية في القدس إلى السيادة الفلسطينية".

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى أنه في السادس والعشرين من تشرين أول/ أكتوبر 2004 صودق على خطة فك الارتباط بعد جلسة عاصفة في الكنيست. وأضافت أنه في الشهور التي تلت ذلك التقى شارون مع عدد من أعضاء الكونغرس، وعرض عليهم خطته السياسية.

وأضافت الصحيفة أن مجموعة من البرقيات التي أرسلت من السفارة الأمريكية في تل أبيب إلى وزارة الخارجية الأمريكية في واشنطن، وسربت لموقع "ويكيليكس"، تظهر أن شارون كان قد خطط قبل شهور من فك الارتباط من قطاع غزة لما أسمته "العملية السياسية الكبرى التالية".

وفي الثلاثين من تشرين الثاني/ نوفمبر 2004، التقى شارون في مكتبه مع السناتور تشاك هيغل (وزير الدفاع الأمريكي اليوم)، والسناتور جو بايدن (نائب الرئيس الأمريكي باراك أوباما اليوم). وبحسب البرقية الأمريكية فإن شارون قد شدد أمامهما على أنه ملتزم بالسلام رغم الصراع السياسي الداخلي في إسرائيل. وبحسبه فإنه "بعد وفاة عرفات نشأت فرصة جديدة يمكن معها تنفيذ فك الارتباط بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية".

وقال أيضا إنه "في حال نفذ فك الارتباط من قطاع غزة بنجاح، فمن الممكن تطبيق خارطة الطريق على مراحل". والحديث هنا عن خطة الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، والتي بموجبها في المرحلة الأولى يجري العمل على تهدئة أمنية، وفي المرحلة الثانية تقام دولة فلسطينية بحدود مؤقتة، قبل التوقيع على الحل الدائم في المرحلة الثالثة.

وتابعت الصحيفة أنه بتاريخ 27/12/2014 قال شارون للسناتور جو ليبرمان في مكتبه إنه بعد فك الارتباط فهو معني بالعودة إلى "خارطة الطريق"، ولكنه شدد على أن شرط التقدم السياسي هو "الحرب الفلسطينية على الإرهاب". ونقل عنه قوله "لا أتوقع من أبو مازن أن يكون صهيونيا، ولكنه يجب عليه أن يتخذ خطوات ضد الإرهاب".

كما نقلت "هآرتس" عن السفير الأمريكي في حينه دان كيرتسر أنه يتضح من أقوال شارون أ،ه لم ينو التوقف عند الانسحاب من قطاع غزة، وإنما كان ينوي القيام بخطوات بعيدة المدى في الضفة الغربية بما في ذلك القدس.

وكتب كيرتسر في حينه أن "شارون عرض المواضيع المهمة بالنسبة له في الحل الدائم: اللاجئون الفلسطينيون لن يعودوا إلى إسرائيل، والكتل الاستيطانية ستبقى موصولة بإسرائيل بناء على اتفاق مع الرئيس بوش، وإسرائيل لن تجري مفاوضات حول القدس عاصمتها الأبدية بشكل يؤدي إلى تقسيم القدس". وبحسب كيرتسر فإن شارون قال إنه "يدرس إمكانية نقل بضعة أحياء عربية جرى توطينها بعد حرب 1967، ولكنه شدد على أنه لن يسلم جبل الهيكل وجبل الزيتون ومدينة داوود". على حد تعبيره.

وبحسب "هآرتس" فإنه يمكن التخمين بأن كيرتسر قصد الأحياء المحيطة بشرقي القدس مثل شعفاط وأبو ديس وبيت حنينا والتي كانت قائمة قبل الحرب، وتوسعت بشكل كبير بعدها.

وبحسب برقية كيرتسر فإنه بتاريخ 10/01/2005 اجتمع شارون مرة أخرى مع بعثة أعضاء في الكونغرس برئاسة بايدن، وأنه صرح بأنه "في حال قام الفلسطينيون بدورهم في مجال الأمن، فسيكون بالإمكان العودة إلى خارطة الطريق". مضيفا أن "ذلك يستغرق بضعة سنوات، وأنه يمكن التوصل إلى حل دائم، وفي حال قام الفلسطينيون بالخطوات المطلوبة فسوف يحصلون على دولة بحدود مؤقتة بالتزامن مع بدء المفاوضات حول الحل الدائم".

إلى ذلك، تشير الصحيفة إلى أن تقديرات شارون بشأن قطاع غزة لم تكن صائبة، حيث أنه صرح بتاريخ 14/03/2004 للسناتور كارل ليفين بأنه لا يتوقع أن تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، مضيفا أن "حماس ستخشى من تلقي ضربات أشد بعد الإنسحاب من القطاع".
 

التعليقات