خيار دحلان: إسرائيل تبحث عن بديل لعباس

تناولت "معاريف"، اليوم الجمعة، مرة أخرى الاتصالات التي تجريها إسرائيل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي سابقا محمد دحلان، باعتبار أنه قد يشكل بديلا محتملا لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس، وقادرا على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.

خيار دحلان: إسرائيل تبحث عن بديل لعباس

تناولت "معاريف" في "موساف شباط/ ملحق السبت"، اليوم الجمعة، مرة أخرى الاتصالات التي تجريها إسرائيل مع رئيس جهاز الأمن الوقائي سابقا محمد دحلان، باعتبار أنه قد يشكل بديلا محتملا لرئيس السلطة الفلسطينية الحالي محمود عباس، وقادرا على التوقيع على اتفاق سلام مع إسرائيل.

" بذقن يكسوها شعره الرمادي الشائب، وقميص بلون الخاكي، جلس بروس كاشدان، ، في مقهى في تل أبيب يعج بالرواد. كاشدان هو دبلوماس إسرائيلي رفيع المستوى، وهو سفير إسرائيل المتجول في بدان الخليج، كما يطلق عليه في البرقيات التي يتم تسريبها من وزارة الخارجية الأمريكية لـ"ويكليكس". ورفض الحديث عن طبيعة تحركاته في الفترة الأخيرة.

بهذه الكلمات يستهل الصحافي الإسرائيلي، إيلي بيردنشتاين، مادته عن "خيار دحلان" الإسرائيلي. ويضيف: سألته لقد تركت عملك أليس كذلك؟ إذا بمقدورك الآن أن تتحدث أليس كذلك؟ لكن كاشدان، اليهودي البريطاني الأصل، قصير القامة، وقد احترق شعر وجهه لكثرة تعرضه لشمس الصحراء الحارقة رد قائلا: " ليس بعد". يتضح أن كاشدان بلغ سن التقاعد، ولكن بما أنه لم يكن له بديل، فقد جندته وزارة الخارجية عبر عقد عمل خاص.

قامت العلاقات بين إسرائيل وبعض دول الخليج على مصالح مشتركة لسنين طويلة، وظلت، باستثناء فترة ازدهار قصيرة، بعيدة عن الأنظار. فبعد اتفاق أوسلو وافقت قطر وعُمان عام 1996 على فتح مكتب تمثيلي لرعاية المصالح لإسرائيل. وقامت الإمارات العربية بإغلاق المكتب الإسرائيلي بعد الانتفاضة الثانية في العام 2001، وأغلقت قطر مكتبها في العام 2009.

لكن العلاقات بين دول الخليج وإسرائيل لم تتوقف، وتباينت قوتها بين فترة لأخرى وفقا للتطورات المختلفة. وكان نتنياهو صرح لشبكة تلفزة كندية، مؤخرا، أن دولا عربية كثيرة لا تعامل إسرائيل كدولة عدو بل كـ"دولة صديقة".

ويتضح الآن طبقا لما نشر في وسائل إعلام أجنبية ، أنه تجري لقاءات بين مسؤولين إسرائيليين مع نظرائهم من الخليج والسعودية يتم خلالها بحث قضايا أمنية إقليمية، عبر التعاون في قضايا الطاقة وشراء وسائل تكنولوجية متطورة. على الرغم من القلق العميق والمشترك لجميع دول الخليج إلا أنه يمكن القول إن كل واحدة من هذه الدول تفضل إقامة علاقات منفردة مع إسرائيل وبشكل سري دون إشراك باقي الدول بماهية هذه العلاقات.

ويمكن القول إنه لغاية اليوم، فإن هذه الدول لن تقبل برفع العلم الإسرائيلي على أراضيها،، ورفع مستوى العلاقات معها سيتم فقط في حال إحراز تقدم حقيقي في العملية السياسية.

بعد هذه المقدمة ينتقل مراسل "معاريف" إلى القول، إن الصحيفة علمت أن نتنياهو "أوفد وفي أوج المفاوضات مع الفلسطينيين، مبعوثه الخاص، المحامي يتسحاق مولخو للقاء المسؤول الفلسطيني السابق في السلطة الفلسطينية، محمد دحلان، الذي يعيش في المنفى في إمارة دبي، لكنه ليس واضحا بعد عدد اللقاءات التي جمعت بين الاثنين، لكن مصدرين على الأقل أقرا بأن مثل هذه اللقاءات قد عُقدت سابقا".

وبحسب التقديرات، فإن إسرائيل معنية بالمحافظة على العلاقة مع محمد دحلان ، تمهيدا للحظة التي يرحل فيها أبو مازن عن رئاسة السلطة الفلسطينية. فهناك في إسرائيل من يرى بدحلان مرشحا جديرا بخلافة أبو مازن.

"تجري الاتصالات مع دحلان، أيضا على خلفية الاعتقاد السائد في القيادة الإسرائيلية بأن أبا مازن لن يكون قادرا على التوقيع على اتفاق دائم مع إسرائيل بل إن من شأنه أن يُفشل أيضا التحرك الأمريكي الحالي. وهناك من يعتقد في إسرائيل أن دحلان قد يكون شريكا للسلام خلافا لأبي مازن بل من شأنه أن يكون جسرا يربط بين غزة والضفة الغربية".

وبحسب الصحيفة فإن أحد ادعاءات معارضي التسوية مع الفلسطينيين هو أن أبا مازن لا يمثل الشعب الفلسطيني لأنه يمتنع عن إجراء انتخابات عامة. ادعاء آخر هو أن الفلسطينيين في غزة ليسوا تحت سيطرة وسيادة أبو مازن بل تحت سلطة حماس، ولذلك لن تكون هناك أي مصداقية لإقامة دولة فلسطينية إذا لم يتم إدراج قطاع غزة في اتفاق التسوية الدائم. وقد كان دحلان من قادة جهاز الأمن الوقائي في قطاع غزة ومنن قادة حركة فتح. وقد وجهت له، في حينه، انتقادات بأنه سمح لحماس بالسيطرة على قطاع غزة في العام 2007)، وفي تشرين الثاني/نوفمبر 2010 بدأت تظهر تقارير أفادت بأن دحلان عمل بالتنسيق مع مجموعات داخل فتح للإطاحة بأبي مازن، وعمل على تشكيل قوة عسكرية تساعده عند الحاجة في عزل رئيس السلطة الفلسطينية، كما وجّه دحلان انتقادات شديدة اللهجة لعباس.

ووفقا لتقارير مختلفة فقد كتب دحلان في رسائل وجهها للرئيس الأمريكي، أثناء الخلافات بينه وبين أبي مازن، ادعى فيها دحلان أن أبا مازن ليس شريكا للسلام خلافا له شخصيا. "ليس بمقدور أبي مازن أن يحقق السلام، أما نحن فقادرون على ذلك، لا بديل عن تغييره وتعيين شخص قادر على تحقيق السلام".

ولكن وبعد إجراء تحقيق وجلسات مختلفة تقرر فصل دحلان من عضوية اللجنة المركزية لحركة فتح، فيما تمكن دحلان في غضون ذلك من الوصول إلى الأردن ومن هناك إلى دبي.

ويواصل دحلان ، من دبي، محاولاته للتأثير على ما يحدث في السلطة الفلسطينية. ووفقا لتقارير مراسل الشؤون الفلسطينية في "معاريف"، آساف غفور، يقوم دحلان بتمويل نشاطات مختلفة في الضفة الغربية، وبضمنها تمويل ميليشيات في مخيمات اللاجئين. ويبدو حاليا أن التأييد لأبي مازن لا يزال كبيرا ويصل، وفق استطلاع نشر أمس إلى 60%، لذلك لا مجال حاليا للحديث عن الانتخابات.

في المقابل، تقر الصحيفة أن دبلوماسيين غربيين ممن يتابعون الشأن الفلسطيني ونشاط دحلان، قد سخروا عند سماع نبأ العلاقة التي تسعى إسرائيلي لتوثيقها مع دحلان. وقال هؤلاء: "إنه لا يوجد أدنى أمل بأن يعود دحلان للضفة الغربية، وأنه بعد نشر هذا الخبر، فإن الإحراج الذي سيلحق بإسرائيل من شأنه فقط أن يبعد دحلان عن هذا السيناريو أكثر فأكثر".

وقد رفض ديوان نتنياهو التعقيب على خبر اللقاء بين مولخو وبين دحلان.

التعليقات