أزمة إطلاق سراح الأسرى: الولايات المتحدة تبذل جهودا لمنع تفجر المفاوضات

مسؤول إسرائيلي: هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة.. الكرة الآن في الملعب الفلسطيني * تقديرات فلسطينية: إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى قد يخرج إلى حيز التنفيذ بعد أسبوعين..

أزمة إطلاق سراح الأسرى: الولايات المتحدة تبذل جهودا لمنع تفجر المفاوضات

كتبت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، أن كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية يواصلون المحادثات الماراثونية في اليومين الأخيرين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو، ومع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وذلك في محاولة لحل أزمة إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، وبلورة معادلة تتيح تمديد المفاوضات بعد التاسع والعشرين من نيسان/ ابريل.

ولفتت الصحيفة في هذا السياق إلى ما كتبه وكيل وزارة الأسرى والمحررين في السلطة الفلسطينية زياد أبو عين، والذي مفاده أنه لا يوجد موافقة إسرائيلية على إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى، معتبرا ذلك خرقا إسرائيليا، وتنصلا من التفاهمات التي جرت بين الطرفين بوساطة أمريكية.

كما أشارت الصحيفة في هذا السياق إلى لقاء وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، يوم أمس الأول في عمان، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لساعات طويلة، ومحاولته إقناعه بتمديد المفاوضات مع إسرائيل. وبشكل مواز تحدث كيري هاتفيا مع نتانياهو. كما واصل كيري إجراء محادثاته من روما، وهو بمعية الرئيس الأمريكي باراك أوباما، مع نتانياهو وعباس.

وأشارت أيضا إلى أن المبعوث الأمريكي مارتن إندك الذي يمكث في البلاد يواصل اتصالاته مع نتانياهو وتسيبي ليفني والمبعوث الخاص لرئيس الحكومة المحامي يتسحاك مولخو، ومن الجانب الفلسطيني مع صائب عريقات وعباس. وفي إطار هذه الاتصالات تنقل عدة مرات يوم أمس بين القدس ورام الله.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي قوله إن إسرائيل على استعداد لبذل جهود إضافية من أجل تمديد المفاوضات، ولكنه لم يفصل "هذه الجهود". وبحسبه فإن الأمريكيين يمارسون ضغوطا شديدة على الطرفين، وأن "هناك إمكانية للتوصل إلى صفقة، ولكن الكرة في الملعب الفلسطيني". على حد تعبيره.

وفي المقابل، نقلت عن مصادر فلسطينية قوله إن مارتن إندك قدم عدة اقتراحات لتشكل أساس لتمديد المفاوضات بين الطرفين لعدة شهور. ونقلت عن مسؤول فلسطيني قوله إنه بالنسبة لأبو مازن والقيادة الفلطسينية فإن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى يجب أن تكون مشمولة في أي معادلة، وذلك لأن الحديث عن تفاهمات تمت بلورتها مع الأمريكيين عشية تجديد المفاوضات.

إلى ذلك، كتبت الصحيفة أن هناك تقديرات فلسطينية تشير إلى أن إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى قد يتأجل لأسبوعين.

كما نقلت الصحيفة عن مصادر فلسطينية قولها إن خلافات حصلت في لقاءات واشنطن، التي جرت منتصف الشهر الجاري، حيث اقترح الأمريكيون تأجيل إطلاق سراح الدفعة الرابعة من الأسرى إلى 29 نيسان/ أبريل، وهو موعد انتهاء المفاوضات. وأن هذا الاقتراح رفض من قبل الفلسطينيين باعتباره خرقا للتفاهمات. كما أشارت الصحيفة إلى أنه طرحت إمكانية إطلاق سراح أسرى آخرين، بينهم مروان البرغوثي، وذلك كشرط لتمديد المفاوضات.

وكتبت "هآرتس" أن السلطة الفلسطينية قدمت للولايات المتحدة صيغا أخرى تشكل أساس لتمديد المفاوضات، وبضمنها إمكانية العودة إلى خارطة الطريق التي عرضها الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش، باعتبار أن الطرفين يريان فيها إطارا للمفاوضات.

كما كتبت الصحيفة أن الفلسطينيين يدعون بأنهم ينفذون التزاماتهم بموجب خارطة الطريق، وأنه على استعداد لتفعيل اللجنة المشتركة لمعالجة قضية التحريض مجددا، ولكنهم يتوقعون أن تفي إسرائيل أيضا بالتزاماتها، وعلى رأسها تجميد البناء في المستوطنات، وإزالة البؤر الاستيطانية غير الشرعية، وفتح المؤسسات الفلسطينية في القدس الشرقية.
 

التعليقات