قلق اسرائيلي على مستقبل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية

ما قاله المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الدميري، بأن القيادة الفلسطينية تدرس بتعمق امكانية وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل. ويواصل البرغوثي حديثه، لـ"معاريف"، مشيرا الى أن اللجنة الأمنية كانت هي التسوية التي وفرت لحماس استمرار السيطرة الأمنية في قطاع غزة.

قلق اسرائيلي على مستقبل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية

 اكثر ما يقلق اسرائيل من حكومة التوافق الفلسطينية عشية الاعلان عنها، هو مستقبل التنسيق الأمني مع السلطة الفلسطينية، الذي تضاربت التصريحات حوله بين الأطراف الرئيسية المشكلة للحكومة، فتح وحماس، ففي حين اعتبره الرئيس عباس من المقدسات قال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ورئيس وفدها الى اجتماعات المصالحة، موسى ابو مرزوق، بأن حركته وقعت على إتفاق يلغى التنسيق الأمني الذي لن يستأنف في ظل حكومة التوافق. وكانت حماس قد أعتبرت، دائما، التنسيق الأمني خدمة صافية لأمن اسرائيل وبلغت بتصريحاتها حد اتهام سلطة عباس بالتخابر مع اسرائيل ضدها وضد باقي فصائل المقاومة.

صحيفة "معاريف" التي تناولت الموضوع عبر تقرير نشرته في موقعها على الشبكة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد، نقلت على لسان عضو لجنة المصالحة الفلسطينية د. مصطفى البرغوثي قوله، ان صلاحيات وزير الداخلية المتمثلة بمسؤوليته عن الأجهزة الأمنية في حكومة التوافق، التي سيعلن عن تشكيلها اليوم الاثنين، ستصادر وتودع بأيدي رئيس الحكومة رامي الحمد الله، مشيرا الى أن لجنة أمنية تتشكل من فتح وحماس هي التي ستقرر سياسة الأجهزة الأمنية في قطاع غزة وفي أراضي الضفة الغربية الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية.

وفي السياق نقلت "معاريف" عن رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل قوله ان التنسيق الأمني، إن التنسيق الأمني هي القضية الأولى التي يجب أن تتوقف في أعقاب اتفاق المصالحة، وأوردت أيضا ما قاله المتحدث باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية، عدنان الدميري، بأن القيادة الفلسطينية تدرس بتعمق امكانية وقف التنسيق الأمني مع اسرائيل. ويواصل البرغوثي حديثه، لـ"معاريف"، مشيرا الى أن اللجنة الأمنية كانت هي التسوية التي وفرت لحماس استمرار السيطرة الأمنية في قطاع غزة.

ويؤكد أن حكومة التوافق سيعلن عنها  اليوم وذلك بعد تذليل العقبات التي برزت في الاونة الأخيرة، وفي مقدمتها قضية رياض المالكي الذي تتهمه حماس بانه تعاون مع القاضي اليهودي ريتشارد غولدستون، في صياغة التقرير الذي يحمل اسمه، وهاجم حماس في عدة محافل عامة، وكذلك موضوع الغاء وزارة الأسرى، وذلك بعد تنازل حماس في القضيتين.

في غضون ذلك  ورغم دعوة نتنياهو المجتمع الدولي الى عدم الاعتراف بحكومة التوافق الفلسطينية التي تشكل حماس، المصنفة اسرائيليا كتنظيم إرهابي،  جزء منها فان اسرائيل ترقب أساسا موقف الحكومة المنتظرة من مسالة التنسيق الأمني معها والتي يتحدد على ضوئها موقف الاجهزة الأمنية الاسرائيلية، وهوموقف يتمتع بثقل كبير في صنع السياسة الاسرائيلية.
واللافت انه وقت تتضارب فيه تصريحات حماس وفتح حول موضوع التنسيق الأمني مراوحة بين القدسية والخيانة تلتزم القيادتين العسكرية والسياسية في اسرائيل الصمت بانتظار الموقف الرسمي الفلسطيني.

التعليقات