جيش الاحتلال يبدأ خفض سقف التوقعات من الحملة العسكرية على الضفة

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال بدأ بخفض سقف توقعات الجمهور الإسرائيلي من الحملة العسكرية التي يشنها على الضفة الغربية في إطار البحث عن المستوطنين الثلاثة، كما تشير إلى مأزق الحكومة المعقد بما لا يقارن مع الجيش من جهة عدم تقديم شيء ملموس للجمهور مع استنفاذ الحملة العسكرية

جيش الاحتلال يبدأ خفض سقف التوقعات من الحملة العسكرية على الضفة

تشير التقارير الإسرائيلية إلى أن جيش الاحتلال بدأ بخفض سقف توقعات الجمهور الإسرائيلي من الحملة العسكرية التي يشنها على الضفة الغربية في إطار البحث عن المستوطنين الثلاثة، كما تشير إلى مأزق الحكومة المعقد بما لا يقارن مع الجيش من جهة عدم تقديم شيء ملموس للجمهور مع استنفاذ الحملة العسكرية.

كتب أور هلر في صحيفة "معاريف" الصادرة صباح اليوم، الأربعاء، أنه حتى اللحظة لا يوجد لدى جيش الاحتلال والشاباك ما يسمونه "مؤشرا إيجابيا" بشأن المستوطنين الثلاثة، رغم أن جنود الاحتلال قاموا بتمشيط محيط حلحول في منطقة الخليل بشكل دقيق جدا وفقما نصت عليه تعليمات الضباط.

وأضاف أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تعرف تفاصيل كثيرة عن المجموعة التي نفذت عملية الاختطاف، لم يتم نشرها، ولكنها ليست كافية وليست كاملة.

وتابع مشككا بالنتيجة أن جيش الاحتلال يستعد لأسابيع من التحقيقات وعمليات التفتيش، ويبدأ باستبدال قواته في منطقة الخليل بقوات أخرى، ولكن من المشكوك به أن يؤدي ذلك إلى نتيجة، حيث "في النهاية ستتحدث المخابرات"، في إشارة إلى تقارير سابقة تحدثت عن تركز العمليات مستقبلا على المستوى الاستخباري.

وأشار هلر إلى أنه للمرة الأولى، منذ "عملية الاختطاف"، تجاوز رئيس أركان الجيش بني غنتس البلاغات الثابتة التي تدلي بها أجهزة الأمن، يوم أمس، حيث صرح للمرة الأولى أمام الكاميرات بأنه مع مرور كل يوم تتزايد المخاوف بشأن مصير المستوطنين الثلاثة.

وبحسب الكاتب فإن ذلك يشير، عمليا، إلى أن هناك رغبة في إعداد الرأي العام الإسرائيلي لتقبل أن "احتمال انتهاء هذه القصة على أفضل وجه تتقلص في كل ساعة وفي كل يوم". ويضيف أن تصريحات غنتس تعبر عما يجري في داخل الغرف المغلقة، وليس فقط أمام الكاميرات.

من جهته، كتب عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس"، اليوم، أن غنتيس بدأ بخفض سقف توقعات الجمهور تدريجيا بشأن نتائج الحملة العسكرية التي يشنها الاحتلال على الضفة الغربية.

واعتبر أيضا أن تصريحات غنتس التي اعتبرت على أنها تأتي بهدف إعداد الرأي العام لتقبل إمكانية أن تنتهي الحملة بـ"أسوأ نتيجة، وهي العثور على جثث المخطتفين، أو ربما يستمر اللغز لشهور طويلة"، ليست بالضرورة وظيفة الجيش، ولكنه، في الوقت الذي يواصل فيه المتحدثون الرسميون تكرير فرضية أنهم على قيد الحياة، فإن غنتس اختار التوسع، وقال إنه "بموجب تجارب الماضي، والنتائج المختلفة التي تتضح من التحقيق الحالي فإن ذلك لا يبشر بالخير". ويتابع أن عدم وجود أي علامة تشير إلى أنهم على قيد الحياة قد يعي أن الخاطفين في تراجع، وربما يكونون خارج المنطقة. بيد أن هذه التقديرات ليست سائدة في وسط الأجهزة الأمنية.

ومن جهته قال أيضا إن الجيش أعلن أن الحملة ستستمر، ولكنه سيتركز في المهمة الأساسية، وهي البحث عن المستوطنين الثلاثة واعتقال المجموعة التي نفذت عملية الاختطاف، وهو ما اعتبره الكاتب على أنه تعبيرا رسميا على الاتجاه الذي بدأ في مطلع الأسبوع، وهو خفض عمليات الجيش، حيث أن اعتقال ما يقارب 300 من عناصر حركة حماس، وإعادة الأسرى المحررين في صفقة التبادل الأخيرة إلى السجن، واقتحام مكاتب المؤسسات والجمعيات التي يعتقد أنها تابعة لحركة حماس، قد استنفذ.

وأضاف هرئيل أن الجيش يبدو كأنه "اختار النزول عن الشجرة بشكل واع"، مشيرا إلى أنه منذ حملة الاعتقالات فإن الاحتكاكات مع الفلسطينيين تتصاعد في القرى والمدن الفلسطينية، وعليه فضل الجيش الحسم، وما يدل على ذلك قيامه بإرسال كتائب مشاة لتمشيط المنطقة المفتوحة شمال غرب الخليل، على حساب عمليات أخرى.

وفي المقابل، يشير الكاتب إلى مأزق الحكومة الإسرائيلية المعقد بما لا يقارن مع الجيش. وفي ظل عدم التوصل إلى طرف خيط استخباري فإن الضغوطات تتصاعد على الحكومة لعرض إنجازات ملموسة خلال الحملة.

كما أشار في هذا السياق إلى الانتقادات الدولية للحملة العسكرية واستشهاد أربع فتية فلسطينيين في المواجهات. ويختم الكاتب مقالته بالقول إن "بالنظر عن بعد، فإن الأخبار التي تأتي من إسرائيل تختلط بتقارير عن عمليات اختطاف وعلميات انتحارية فتاكة، ومجازر جماعية في سورية والعراق، وإلى حد ما في لبنان. وإن من يشاهد في التلفزيون من الغرب الأشرطة التي توثق إعدام مدنيين من قبل داعش في العراق وسورية، فإن الأسف على اختطاف ثلاثة فتية يتضاءل على هذه الخلفية".
 

التعليقات