إسرائيل تقول إنها تقدم مساعدات للأردن ضد "داعش"

مصادر أمنية إسرائيلية: "حكومة نتنياهو تعي قلق العائلة المالكة الهاشمية وتقدم لها المساعدات من جوانب عديدة وقت الحاجة"

إسرائيل تقول إنها تقدم مساعدات للأردن ضد

عناصر "داعش" في العراق

ذكر موقع "ديلي بيست" الالكتروني الأميركي، الأسبوع الماضي، أن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، قالوا لنواب أميركيين في اجتماع سري إنه لا يتوقع أن يكتفي تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" ("داعش") باحتلال أجزاء من العراق وأنه يتطلع إلى الأردن أيضا، وحذروا من أنه إذا شعر الأردن بأنه مهدد فإنه سيجند الولايات المتحدة وإسرائيل إلى جانبه.  

ووفقا للموقع الالكتروني الأميركي، فإن دبلوماسيين إسرائيليين أبلغوا نظرائهم الأميركيين بأن إسرائيل ستكون مستعدة لشن عملية عسكرية "من أجل إنقاذ المملكة الهاشمية".

ونقلت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأحد، عن مصادر أمنية إسرائيلية قولها إن حكومة بنيامين نتنياهو "تعي قلق العائلة المالكة الهاشمية وتقدم لها المساعدات من جوانب عديدة وقت الحاجة، لكن لا يتوقع اشتعال الأوضاع بصورة تؤدي إلى تدخل إسرائيل في الفترة القريبة المقبلة".

وأضافت الصحيفة أن العلاقات الإسرائيلية – الأردنية توثقت على خلفية الهزة السابقة في الشرق الأوسط، وهي الحرب الأهلية السورية التي استوعب الأردن في أعقابها قرابة مليون لاجئ من سورية.

ووفقا للصحيفة فإن تهجمات الملك الأردني عبد الله الثاني ضد إسرائيل على خلفية العملية السياسية المتعثرة مع الفلسطينيين "تكاد تكون قد توقفت بالكامل".

ولفتت الصحيفة إلى تقارير تناقلتها وسائل إعلام عالمية، جاء فيها أن إسرائيل تمد الأردن بمساعدات استخبارية واقتصادية، وأن طائرات استطلاع إسرائيلية بدون طيار تنفذ طلعات جوية عن الحدود الأردنية – السورية، من أجل مساعدة الأردن في إحباط هجمات محتملة من الشمال، وسواء من جانب المتمردين في سورية أو من جانب الجيش السوري، الذي قالت "هآرتس" أن احتمال حدوث مثل هذا السيناريو قد تضاءل بعد كبح الأردن لتصريحاته ضد نظام بشار الأسد.

وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أنه يتواجد في الأردن حاليا سرب طائرات "اف-16" وقرابة ألف جندي أميركي، ويشكلون رأس حربة لوجيستي لاحتمال تدخل أميركي لتوفير حماية سريعة للأردن في حال تدهور الوضع عند الحدود مع سورية.

وتتجه الأنظار حاليا إلى العراق، في أعقاب استيلاء عناصر "داعش" على مناطق فيه، وتهديد قادة هذا التنظيم الإسلامي المتطرف بشن غزوات ضد الأردن ومهاجمة الملك الأردني بصورة شخصية. وسيطر عناصر من "داعش" على معابر حدودية بين العراق والأردن، فيما انطلقت، مؤخرا، مظاهرات في مدينة معان ضد الحكومة الأردنية ورُفعت خلالها أعلام "داعش".

وقالت الصحيفة إنه على ضوء هذه التطورات فإنه "في حال حدوث تصعيد، من الجائز أن يطلب الأردن مساعدة إسرائيل، لكن الأخيرة ستنفذ ذلك بصورة غير معلنة بقدر الإمكان، من أجل عدم إثارة انتقادات في العالم العربي بأن الأردن حليف إسرائيلي".

واعتبرت المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هارئيل، أن "الحرب في العراق تعيد رسم انتشار القوات في المنطقة، وتفتح الباب أمام إبرام تحالفات مصالح مؤقتة. ومثال بارز على ذلك هو رسم منطقة تفاهمات جديدة بين الولايات المتحدة وإيران، لأن كليهما مهتمتان بكبح جماح داعش، في الوقت الذي تبحث فيه الدولتان في اتفاق دائم للجم البرنامج النووي الإيراني".

وأضاف هارئيل أن "الأردن وإسرائيل يشاهدان بقلق الأحداث الحاصلة في العراق. والانقلابات الإقليمية تقود إلى نشوء نوع من الائتلافات الغريبة، وإن كانت جزئية ولفترة محدودة فقط". 

 

التعليقات