"حالة إجماع قومي في إسرائيل في التماثل مع اليمين"

تحت عنوان "لماذا يتماشى الوسط مع اليمين" كتب زئيف شطرنهل في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، متناولا حالة "الإجماع القومي" في إسرائيل في التماثل مع مواقف اليمين، واصفا أن مصيبة المجتمع الإسرائيلي تكمن في الطينة التي جبل منها العاملون في السياسة الإسرائيلية

تحت عنوان "لماذا يتماشى الوسط مع اليمين" كتب زئيف شطرنهل في صحيفة "هآرتس" اليوم، الجمعة، متناولا حالة "الإجماع القومي" في إسرائيل في التماثل مع مواقف اليمين، واصفا أن مصيبة المجتمع الإسرائيلي تكمن في الطينة التي جبل منها العاملون في السياسة الإسرائيلية.

وكتب أنه في ظل إمكانية أن تقوم في أجزاء من العراق وسورية "كيان إرهابي جديد"، والتهديدات الماثلة منه على استقرار الأردن، فإن "الموضة الأخيرة" في وسط "المعتدلين" في "الوسط" و"يسار الوسط" يدعون إلى التماثل مع موقف اليمين باسم "الإجماع القومي".

وبحسبه فإن مقتل المستوطنين الثلاثة عزز هذا التوجه، وأن المأساة هي في الفرصة والذريعة لشن هجوم في الجبهة الداخلية والانقضاض مجددا على "إسرائيل كدولة قانون، وتحاول، من الناحية الرسمية على الأقل، أن تضمن المساواة لجميع مواطنيها".

وكتب "لكن وفي السياق العام، وفي نهاية المطاف فإننا نعود مرة أخرى إلى نفس الأسلوب: "ما لا يأتي بالقوة سيأتي بالمزيد من القوة"، بناء استيطاني أكثر من الأراضي المحتلة، وضم أراض أكثر، وزيادة عدد المستوطنين اليهود في القدس المحتلة، والمزيد من الإذلال للسكان المحليين، وحقوق أكثر للمستوطنين، رغم أن المنطق يفرض توجها معاكسا".

ويتابع أنه بينما تستمر المواجهات في الضفة الغربية، فإن المصلحة القومية الإسرائيلية تفرض إقامة دولة فلسطينية، وليس بدافع الرضوخ للضغوط، وإنما بدافع الاعتراف بأن ذلك جيد لليهود. وبحسبه فإن المخاطر الجديدة تلزم بالتقارب أكثر مع الفلسطينيين، وربما تكون هذه فرصة للبدء بالتعامل معهم للمرة الأولى على قدم المساواة، والاعتراف بشرعية حقوقهم وبطموحاتهم للحرية، وفحص كيف سيردون على ذلك، فربما يكونون يريدون العيش بهدوء وبكرامة أيضا. ويتساءل في هذا السياق عمن يمكن أن يعتقد أنه يمكن في هذه الأيام احتجاز مجموعة قومية في ظروف احتلال كولونيالي، وتضليلهم بامتيازات اقتصادية، بزعم أنهم سيبيعون حقوقهم وأمانيهم مقابل حياة أسهل قليلا".

وبحسبه فإن مثل هذا الاعتقاد يعكس نفسية محق شاباك يقول: "قل لي ماذا يحدث في القرية، وتحصل على تصريح عمل". ويضيف أنه لا غرابة في أن ذلك هو توجه عصابة المستوطنين والناطقين باسمهم، ولكن أن يتبنى بقايا "الجابوتنسكيين"، أمثال موشي آرنس" هذا الاستخفاف بالآخرين فإن ذلك يعني أن ذخيرتهم نفذت.

ويضيف في هذا السياق أن رئيس الحكومة يدعو المجتمع الدولي إلى إقامة "دولة كردية"، ويتساءل: "لماذا لا يستحق الفلسطينيون ما يستحقه الأكراد؟ وفقط لأن الاستقلال الكردي مريح لنا، بينما الاستقلال الفلسطيني ينفي الاستيطان؟".

ويخلص في نهاية مقالته إلى القول إنه من أجل تجربة سياسة جديدة فإن ذلك يتطلب نخبة سياسية أخرى. ويضيف أن السؤال"لماذا لا يوجد في الوسط قوى قادرة على التفكير في تغيير النظام القائم" لا يزال بدون إجابة قاطعة، بينما الحقائق غير مختلف عليها: "الواقع يشل السياسة الإسرائيلية المبنية على المطابقة والرعب من مستقبل غير معروف، والوضع القائم أفضل في نظر المزدحمين في الوسط مقارنة بالمخاطر القائمة في تغيير الاتجاه. ومهما كان الوضع القائم سيئا فهو قائم ومعروف، في حين أن إجراء تحول حاد ينطوي على رعب غير معروف".

ويتابع أن "الجميع اعتادوا على الاحتلال، وكثيرون في الوسط يكرهون العنف اليومي، والوحشية تجاه السكان المدنيين، ومن الأطفال الذين يطلق عليهم النار بدافع الدفاع عن النفس من قبل جنود يرتدون السترات الواقية ومسلحين من رؤوسهم عن أخمص أقدامهم". ويضيف أنه في المقابل فإن كل أعضاء الكنيست، الذين كانوا في "اليسار" في الماضي، بينهم أعضاء حزب "العمل" و"يش عتيد" يلتزمون الصمت وهم ببساطة عاجزون. ويلخص أن "مصيبة المجتمع الإسرائيلي تكمن في أن هذه هي المادة البشرية التي تعمل لدينا في السياسة".

التعليقات