في مقالة لـ «مؤتمر السلام»، أوباما يتودد لإسرائيل ويتعاطف مع معاناة «أطفال سديروت»

عبر الرئيس الأمريكي في مقالة خصصها لـ «مؤتمر السلام» الذي تنظمه صحيفة هآرتس، وبدا أعماله اليوم، عن الدعم المطلق لأمن إسرائيل، وتحدث عن معاناة «أطفال سديروت» والمناطق الحدودية الإسرائيلية، وعبر عن تعاطفه مع عائلات المستوطنيين الذي خطفوا وقتلوا، ولم ينبس ببنت كلمة عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

 في مقالة لـ «مؤتمر السلام»، أوباما يتودد لإسرائيل ويتعاطف مع معاناة «أطفال سديروت»

عبر الرئيس الأمريكي في مقالة خصصها لـ «مؤتمر السلام» الذي تنظمه صحيفة هآرتس، وبدا أعماله اليوم، عن الدعم المطلق لأمن إسرائيل، وتحدث عن معاناة «أطفال سديروت» والمناطق الحدودية الإسرائيلية، وعبر عن تعاطفه مع عائلات المستوطنيين الذي خطفوا وقتلوا، ولم ينبس ببنت كلمة عن معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال.

وطغت نبرة التودد للإسرائيليين على المقالة التي حث إسرائيل والفلسطينيين فيها لاتخاذ «قرارات صعبة من أجل السلام»ـ مؤكدا أن الولايات المتحدة على استعداد للعب دور الوساطة مجددا إذا توفرت النوايا لدى الطرفين.

وقال أوباما: "في السنة الماضية، حينما كانت الطائرة تستعد للهبوط في الديار المقدسة، نظرت من خلال النافذة، ومرة أخرى صدمتني حقيقية أنه يمكن قياس أمن إسرائيل بمفاهيم الدقائق والكيلومترات المعدودة. وأدركت ماذا يعني الأمن لهؤلاء الذين يقطنون قرب الحدود الشمالية، وبالنسبة لأطفال سديروت الذين يرغبون في أن يكبروا دون خوف، وبالنسبة للعائلات التي فقدت منازلها وأملاكها في هجمات صواريخ حزب الله وحماس. كوالد، يمكنني أن أتخيل الألم الذي تشعر به الآن عائلات الفتية الإسرائيليين ا الذين اختطفوا وقتلوا بشكل مأساوي في شهر حزيران (يونيو)".

وأضاف أوبامافي مقالته التي تشير صحيفة «هآرتس»  إلى أنها كتبت  قبل 30 حزيران (يونيو)، قائلا: "منذ عهد هاري طرومان حتى اليوم، كانت الولايات المتحدة أفضل أصدقاء إسرائيل. وكما قلت مرارا: إن التزام الولايات المتحدة والتزامي الشخصي بأمن إسرائيل ومواطني إسرائيليين لن يهتز قط، ويبقى إيماننا  بالسلام  دائما في صلب هذا الالتزام".

ومضى قائلا: "في السنوات الخمس الأخيرة عززنا التعاون بيننا. وكما أكد قادة إسرائيل فإن العلاقات الأمنية بيننا أقوى من أي وقت مضى، وجيشانا يجريان تدريبات مشتركة أكثر من ذي قبل. والتعاون الاستحباري وصل إلى ذروة غير مسبوقة. ونعمل سوية على تطوير وسائل تكنولوجية أمنية، كأجهزة لرصد العبوات الناسفة عن بعد، وسترات واقية خفيفة للدفاع عن جنودنا".

وتابع: "صحيح أن الميزانيات في واشنطن شحيحة، لكن التزامنا لإسرائيل بقي صلبا. فالولايات المتحدة ملتزمة بتمويل أمن إسرائيل حتى عام 2018، عن طريق المساعدات السنوية التي تلبغ أكثر من ثلاثة مليارات دولار.و التعاون غير المسبوق بيننا يسهم في دعم أمن إسرائيل فالاستثمار الأمريكي في منظومات أمنية متطورة كـ "حيتس" والقبة الحديدية- ينقذ الأرواح".  

وأكد: "التزامنا بأمن إسرائيل ينعكس أيضا على نشاطنا في الشرق الأوسط. ففي الشهر الماضي فقط قام المجتمع الدولي بقيادة الولايات المتحدة بتصفية آخر بقايا السلاح الكيميائي المعلن لدى بشار الأسد. إن تدمير هذا المخزون يقلل من قدرة هذا الدكتاتور الوحشي على استخدام سلاح الدمار الشامل لتهديد لا الشعب السوري فحسب بل أيضا جيران سوريا، وإسرائيل من ضمنهم. سنواصل العمل مع شركائنا في أوروبا والعالم العربي من أجل دعم المعارضة السورية المعتدلة، والتوصل إلى حل سياسي للصراع الذي خلف أزمة إنسانية وعدم استقرار في المنطقة".

وقال: "نحن نعمل أيضا من أجل ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي. ونحاول عن طريق المفاوضات، وبالوسائل السلمية، مواجهة تهديد مركزي على أمن العالم والشرق الأوسط وإسرائيل".  

واضاف: "لقد أوضحت الولايات المتحدة أن أي اتفاق يتم التوصل إليه سيشمل ضمانات حقيقية  ومؤكدة بأن أهداف البرنامج النووي الإيراني سلمية، وثمة مشاورات متواصلة مع إسرائيل طوال العملية. الموعد الأخير لمحادثات النووي يقترب ولا نعرف حتى الآن إذا ما كانت المفاوضات ستنجح، لكن الهدف بالنسبة لنا لم يتغير. فنحن مصممون على منع إيران من امتلاك سلاح نووي، ونبقي كل الخيارات مفتوحة على الطاولة من أجل تحقيق هذا الهدف".

وأضاف: "أبدت الولايات المتحدة التزاما لأمن إسرائيل عن طريق السعي الدائم لتحقيق سلام دائم في الشرق الأوسط. وراينا دائما وأبدا أن حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين يتطلب من الجانبين جهودا جبارة وقرارات صعبة. لذلك، ورغم خيبة أملنا من كون الجانبين لم يتخذا القرارات الصعبة من أجل دفع عملية السلام، فالولايات المتحدة لن تتخلى أبدا عن املها  بالسلام الدائم، الذي يعتبر الطريق الوحيد لضمان أمن إسرائيل الحقيقي".

وتابع: "وكما قلت السنة الماضية في القدس، السلام هو ضروري، عادل وممكن. أمنت بذلك ولا زلت.  السلام ضروري لأنه الطريق الوحيد لضمان مستقبل يحافظ لى أمن ديمقراطية دولة إسرائيل اليهودية. ففي الوقت الذي يمكن للجدران ولمنظومات الدفاع الصروخية  أن توفر حماية من في وجه تهديدات معينة، إلا أن الأمن الحقيقي يمكن أن يتحقق فقط في إطار حل شامل يتم التوصل إليه عن طريق المفاوضات.كما أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين يسهم أيضا في تغيير الرأي العام العالمي، وفي عزل المتطرفين العنيفين،  وفي تعزيز أمن إسرائيل".

واضاف: "السلام عادل أيضا بلا شك. وكما يوجد للإسرائيليين حق بالحياة في الوطن التاريخي للشعب اليهودي، للفلسطينيين حق في تقرير المصير.  للاطفال الفلسطينيين يوجد أمل  وأحلام للمستقبل، ويستحقون الحياة بكرامة –الكرامة التي تتحقق في دولتهم. الرئيس عباس هو شريك إسرائيل وهو ملتزم بحل الدولتين وبالتعاون الأمني معها. وقد عادت الولايات المتحدة وأكدت بأنه يتعين على أي حكومة فلسطينية الالتزام بالمبادئ  السابقة: نبذ العنف، واحترام الاتفاقات السابقة والاعتراف بإسرائيل. ففي الوقت الذي تكون المفاوضات مجمدة  فهذه المبادئ مهمة أكثر من أي وقت. وعلى كل الأطراف أن تتصرف بضبط نفس، والعمل سوية من أجل الحفاظ على الاستقرار".

وقال: "وفي النهاية، السلام ممكن. هذا من أهم الأشياء التي ينبغي أن نتذكرها حينما نواجه عقبات وفي لحظات الإحباط. واتخاذ قرارات سياسية صعبة يتطلب إرادة سياسية،  وإلى دعم الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني والمجتمع المدني".

وتابع: "على الطرفان أن يكونا مستعدين للمخاطرة من أجل السلام. ففي نهاية المطاف نحن نعرف ما هو الهدف للمفاوضات- دولتنان لشعبين. ورفض التسوية والتعاون، لن يعزز  أي شيء في أمن الإسرائيليين والفلسطينين. والحل الوحيد هو دولة يهودية ديمقراطية  تعيش بسلام وأمن إلى جانب دولة فلسطينية مستقلة  وقابلة للحياة. لهذا، فإن وزير الخارجية كيري وأنا مصممان على العمل مع رئيس الحكومة نتنياهو ومع الرئيس عباس، من أجل التوصل إلى حل الدولتين. وحينما تتوفر الإرادة السياسية للالتزام مجددا بمفاوضات جادة، ستكون الولايات المتحدة مستعدة للإسهام في دورها".

وأضاف: "قبل عدة أسابيع التقيت بالرئيس شمعون بيرس في البيت الأبيض، كان لي الشرف  في محاورة فهو إنسان كرس جزءا كبيرا من حياته لبناء دولة إسرائيل، عمل بشجاعة من أجل أمن إسرائيل".

واختتم مقالته بالقول: "برغم كل إنجازات إسرائيل حتى الآن، وكل إنجازاتها المستقبلية، لا يمكنها أن تكون سالمة وآمنة بدون السلام. ليس متأخرا غرس بذور السلام – السلام الحقيقي والضروري، الذي لا ينشأ في برامج القادة فحسب، بل ايضا في قلوب الإسرائيليين والفلسطينيين. هذا هو المستقبل الذي تلتزم به الولايات المتحدة لكونها الصديقة الأولى، والأقدم والأعز لإسرائيل".

 

التعليقات