"حماس استخلصت العبر والجيش ينقصه المعلومات الاستخبارية"

"الأم العالقة في منزلها مع طفل يبكي أثناء انطلاق صافرات الإنذار في أشدود أو تل أبيب أو الخضيرة لا تعنيها بلاغات الجيش حول نسف منزل قائد كتيبة في حماس لم تسمع باسمه مطلقا"

كتبت "يديعوت أحرونوت"، الصادرة صباح اليوم الخميس، أنه في ظل الانتقادات بشأن عدم توفر معلومات استخبارية نوعية لدى جيش الاحتلال، فإن الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تدعي أن غزة في ظل الحملة العسكرية "الجرف الصامد" تختلف عن غزة في "عامود السحاب"، وأن حركة حماس غيرت إستراتيجيتها، وتخفي مخازن الصواريخ البعيدة المدى تحت مبان مأهولة بالعائلات والأطفال.

وتحت عنوان "حماس تعلمت  من حزب الله"، كتبت الصحيفة أن من ينظر إلى الجولة القتالية الحالية لا يمكن ألا يكون قلقا بشأن ما ستبدو عليه "الحرب الثالثة مع لبنان"، حيث يدرك الإسرائيليون الآن أن الصواريخ العشرين البعيدة المدى التي كانت لدى حماس في "عامود السحاب" أصبحت اليوم 400 صاروخ في الجولة الحالية، في حين أن الـ400 صاروخ الموجودة لدى حماس اليوم، يقابلها 3 آلاف صاروخ لدى حزب الله موجهة إلى تل أبيب، وذلك ضمن ترسانة تقدر بنحو 60 ألف صاروخ. (تقارير إسرائيلية سابقة أشارت إلى 100 ألف صاروخ – عــ48ـرب).

وفيما يشير إلى وضع الشارع الإسرائيلي، كتبت الصحيفة أن "الأم العالقة في منزلها مع طفل يبكي أثناء انطلاق صافرات الإنذار في أشدود أو تل أبيب أو الخضيرة لا تعنيها بلاغات الجيش حول نسف منزل قائد كتيبة في حماس لم تسمع باسمه مطلقا".

وفي المقابل، بحسب الصحيفة، فإنه بالنسبة للجيش فإن حقيقة عدم وقوع إصابات وأن الهجمات على القطاع لا تزال مستمرة، يعتبر بمثابة إنجاز.

وأضافت الصحيفة أن الانتقادات تتركز في الأيام الأخيرة حول نوعية المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى جيش الاحتلال. وأشارت في هذا السياق إلى أنه في بداية الحرب العدوانية السابقة على غزة، "عامود السحاب"، قام الجيش بقصف مخزون السلاح المتوفر لدى حماس، بينما تجد الاستخبارات الإسرائيلية اليوم صعوبة في وضع قائمة أهداف نوعية، تضم قادة حماس والجهاد الإسلامي، واضطر الجيش للاكتفاء بالتقارير عن قصف منازل القياديين. بحسب الصحيفة.

ونقلت عن مسؤول كبير في سلاح الجو الإسرائيلي تأكيده لعدم توفر المعلومات الاستخبارية، حيث قال إنه مع بداية الحملة العسكرية الحالية "الجرف الصامد" لم يكن لدى سلاح الجو المعلومات الاستخبارية المطلوبة لقصف الصواريخ البعيدة المدى. وبحسبه فإن هذه الصواريخ لم يتم استهدافها، محملا المسؤولية للاستخبارات العسكرية (أمان) ورئيسها أفيف كوخافي الذي ينهي مهام منصبه في نهاية الشهر القادم.

ونقلت الصحيفة عن مصادر في الاستخبارات العسكرية قولها إن الواقع أكثر تعقيدا، وأن رئيس شعبة الدراسات في الاستخبارات العسكرية، إيتي بارون، كان قد صرح، قبل عدة شهور، أن عدد الصواريخ الموجودة لدى حماس والتي يزيد مداها عن 70 كيلومترا يقدر عددها بـ300 صاروخ، وأنه في كل شهر كانت تعقد جلسة خاصة لمناقشة هذه المسألة. وأعلن في حينه عن خطة لتحييد هذه الصواريخ، وجرى تحويل موارد مالية كثيرة لذلك، وبضمنها 50% من الميزانية المخصصة للحرب الإلكترونية، لمعالجة هذه القضية.

وتتابع الصحيفة أنه على ما يبدو لم تستعد إسرائيل لوحدها للمواجهة، حيث أن حماس أيضا استخلصت العبر. وبحسب الصحيفة ففي "عامود السحاب" أخفت حماس صواريخها البعيدة المدى في مواقع مفتوحة، وكان عددها قليلا نسبيا، وشكلت أهدافا للقصف في حينه، وحين صدرت الأوامر باستهدافها بشكل مفاجئ جرى تدمير غالبية المخزون.

أما اليوم، بحسب "يديعوت أحرونوت"، فإن حماس تعلمت من حزب الله أمرا آخر، حيث قامت بإدخال هذه الصواريخ الثقيلة تحت مناطق أقيمت فيها مبان ذات طوابق كثيرة ويسكنها مدنيون.

وتضيف الصحيفة أن القرار الآن بيد المستوى السياسي، الذي سيقرر "هل تصدر أوامر بشن غارات جوية تؤدي إلى انهيار مبان سكنية، أم القيام بعملية برية يتعرض فيها الجنود للخطر".

وتضيف الصحيفة أن هناك قضية أخرى، وهي حقيقة فشل الجيش في استهداف كبار القادة في حماس والجهاد، خلافا لما حصل في "عامود السحاب". وعزت الصحيفة ذلك إلى غياب عنصر المفاجأة، حيث أن القادة الحاليين يديرون المعركة من الخنادق، وبالنتيجة فوّت الجيش فرص الاغتيال.

كما تضيف الصحيفة أمرا ثالثا، وهو أنه في مجال المعلومات الاستخبارية فإن المسؤولية يتحملها الجيش، حيث أن رئيس الشاباك السابق يوفال ديسكين، ومثلما فعل سابقه آفي ديختر في العام 2000 بعد الانسحاب من لبنان، سلم المسؤولية للاستخبارات العسكرية، وبضمن ذلك العملاء والمعلومات الاستخبارية والمصادر، وبات الجيش هو المسؤول الوحيد.
 

التعليقات