"الإعلام الإسرائيلي يساعد حركة حماس مرة أخرى"

بحسب الكاتب فإن معالجة قضية الجنود الأسرى يجب أن تكون بموجب اعتبارات أمن وقومي، وليس بموجب مصالح إعلامية تحول "مآسي عائلات" إلى رأي عام ووسيلة ضغط على الحكومات الإسرائيلية

تحت عنوان "الإعلام مرة ثانية يساعد حركة حماس" كتب يسرائيل هرئيل في صحيفة "هآرتس" أن الإعلام الإسرائيلي، كما في كل صفقة تبادل أسرى، يمنح حركة حماس سلاحا إستراتيجيا، تستغله حركة حماس بشكل جيد لتشن حربا نفسية.

ويقول هرئيل إن معالجة قضية الجنود الأسرى يجب أن تكون بموجب اعتبارات أمن وقومي، وليس بموجب مصالح إعلامية تحول "مآسي عائلات" إلى رأي عام ووسيلة ضغط على الحكومات الإسرائيلية، الأمر الذي يمنح حركة حماس، في حالة الجندي أورون شاؤول، سلاحا إستراتيجيا ينضاف إلى أسلحتة الإستراتيجية الأخرى مثل الصواريخ والأنفاق.

ويسعى الكاتب من خلال مقالته إلى استباق حصول صفقة تبادل أسرى تدفع فيها إسرائيل، بحسب الكاتب، ثمنا كبيرا.

يقول هرئيس إن الجيش الإسرائيلي على قناعة بأن الجندي أورون شاؤول قد قتل في المعركة، وهذا ما قاله ممثلو الجيش في زيارتهم لمنزل عائلته. وأنه وبسبب الانفجار الشديد لم يعثر على أدلة قاطعة، وربما تمكنت حركة حماس من وضع يدها قلادته أو على أي غرض تابع له.

ويتابع أن حركة حماس بدأت فورا الحرب النفسية، وبواسطة الإعلام الإسرائيلي الذي ينشر بدون توقف بالصورة والصوت.

وبحسبه فإن الإعلام قد ينتج من خلال معالجته للقضية قضية أخرى من "شاليط 2"، والأصلح "قضية ريغيف وغولدفاسر 2". وبحسبه ففي القضية الثانية فإن وسائل الإعلام كانت تعرف أن الجنود المختطفين ليسوا أحياء، ولكنها أخفت ذلك عن الجمهور، وزرعت الأمل في نفوس عائلتي الجنديين، وأعدت الرأي العام الإسرائيلي للضغط على إيهود أولمرت للرضوخ لحزب الله وإطلاق سراح أسرى مقابل جثتين.

ويضيف أن استنفار المراسلين والكاميرات إلى ساحة منزل عائلة شاؤول في بورية، والبث الذي لا ينتهي للمتحدثة باسم العائلة يشير إلى أن "الإعلام لم يتعلم شيئا ولم ينس شيئا، في توفير منصة دعائية ومصيرية لـ"منظمة إرهابية تعيد ابتزازنا مرة أخرى، ويعود الإعلام إلى نفس طابع السلوك الذي اعتقد كثيرون بعد ما حصل أنه تخلص منه". على حد تعبيره.

ويتابع الكاتب أنه إذا لم يتوقف ذلك، فإن حركة حماس ستحصل على مساعدة في كسر معنويات العائلة والجمهور، ولن تكتفي بإطلاق سراح أسرى، وإنما سيكون الثمن "إستراتيجيا"، إلا إذا أظهر العائلة والرأي العام والحكومة قدرة على الصمود.

ويقول الكاتب إنه "منذ البداية، ومن أجل التغلب على آفة الاختطاف لم يكن هناك حاجة للطائرات والطائرات بدون طيار، ولا للدخول بقوات كبيرة إلى داخل أراضي العدو، ولا لشن هجمات تؤدي إلى سقوط قتلى بين صفوف جنودنا، وإنما لأعصاب قوية، واستعداد لتحمل معاناة مؤقتة لمنع معاناة طويلة الأمد، واستعداد للتضحية بحياة قلائل من أجل حياة كثيرين".

ويضيف أن معالجة قضية المختطفين يجب أن يتكون بموجب اعتبارات أمن قومي، وليس بموجب مصالح إعلامية تحول مآسي عائلات إلى برامج واقعية تحظى بالمتابعة. وأنه لو لم يجر الإعلام الجمهور إلى حالة من الهستيريا لما تأكد "العدو" من أن إسرائيل على استعداد للاستجابة لمطالبه، وعندها سيخفض الثمن.

ويكتب هرئيل أن "الإعلام الذي وضع شخصيات المختطفين على رأس جدول الأعمال حول بعض أبناء عائلاتهم إلى مشاهير عشقوا الدور الذي خصصه لهم الإعلام في ابتزاز العواطف، في حين أن جمهور المشاهدين الذي يتابعهم صبحا ومساء علق في المصيدة العاطفية".

ويضيف أنه "هكذا نشأ، ولفرحة الخاطفين، ضغطا غير محتمل على الحكومات، بدءا من حكومة شمعون بيرس (صفقة أحمد جبريل)، التي وصفها بأنها "وضعت أسس الانتفاضات القاتلة"، وكذلك في عهد حكومة بنيامين نتانياهو (الصفقة مع حركة حماس لإطلاق سراح غلعاد شاليط)، والتي نعيش جزءا من نتائجها، بشكل مباشر أو غير مباشر، اليوم. وطبعا بدون أن ننسى بالطبع ما يستحقه أرئيل شارون الذي أطلق سراح أسرى في صفقة هي الأغرب، مقابل تاجر المخدرات إلحنان تننباوم وقتلى هار دوف (مزارع شبعا)".

وينهي مقالته بالقول إنه يجب على الإعلام، وخاصة في هذه الأيام، عدم منح حركة حماس سلاحا إستراتيجيا، إضافة الأسلحة الإستراتيجية المتوفرة لديه، الصواريخ والأنفاق.

التعليقات