"الجيش الإسرائيلي يخشى من الفشل في تدمير الأنفاق الهجومية"

"تدمير الأنفاق الهجومية ليس مهمة سهلة، وليست قصيرة أيضا، وإذا كان المستوى السياسي يريد التوصل إلى وقف إطلاق النار بأي ثمن فليفعل ذلك، ولكن تهديد الأنفاق لا يمكن إزالته في الوقت القريب"

تناول تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الخميس، ما باتت يسمى في إسرائيل "الأنفاق الهجومية"، مشيرة إلى كبار الضباط في الجيش الإسرائيلي يؤكدون أن إزالة "تهديد الأنفاق" يستغرق وقتا أطول مما يعتقد المستوى السياسي.

وجاء في التقرير أن الجيش الإسرائيلي يخشى من أنه لن يتمكن من استكمال المهمة التي أعلنت كذريعة لإدخال قوات برية إلى داخل قطاع غزة، وهي تدمير الأنفاق.

وكتبت الصحيفة أنه في حين كان يتحدث المستوى السياسي الإسرائيلي عن الحاجة إلى أيام معدودة فقط من أجل إزالة ما يسمى بـ"تهديد الأنفاق"، فإن ضباط الجيش الذين عادوا مغبرين بغبار القتال يبدون أقل تفاؤلا، ويؤكدون أن الجيش بحاجة إلى أسبوع ونصف على الأقل لاستكمال المهمة.

وكتب يوسي يهوشوع في الصحيفة أن موقف كبار الضباط في الجيش يؤكد على أن "تدمير الأنفاق الهجومية ليس مهمة سهلة، وليست قصيرة أيضا، وإذا كان المستوى السياسي يريد التوصل إلى وقف إطلاق النار بأي ثمن فليفعل ذلك، ولكن تهديد الأنفاق لا يمكن إزالته في الوقت القريب. ومن يدعي غير ذلك فهو يضلل المستوطنين في الجنوب ويضللل الإسرائيليين".

وبحسب الصحيفة فإن قادة الجيش يعارضون وقف إطلاق النار بدون إنجاز المهمة الأساسية التي وضعت في البداية وهي إزالة تهديد الأنفاق الهجومية.

ونقلت الصحيفة عن عدد من قادة الوحدات العسكرية في الجنوب، وكبار قادة الجيش، أنه لن يكون بالإمكان إزالة تهديد الأنفاق خلال أقل من أسبوع، وأن التقديرات تشير إلى أن ذلك يحتاج ما بين 10 -14 يوما، لا تشمل الوقت اللازم لتدمير الأنفاق بعد الكشف عنها.

وبحسب الصحيفة فقد تم اكتشاف 30 نفقا حتى اليوم، وجرى تدمير بعضها فقط، وأن هناك أنفاق كثيرة أخرى تشير إليها الأجهزة الاستخبارية بيد أن الجيش لم يصلها بعد.

كما نقلت عن قائد "الناحال"، الجنرال أوري غوردين، قوله إنه منذ لحظة الوصول إلى أحد أنفاق وحتى تدميره فإن ذلك استغرق ساعات كثيرة. وبحسبه فإن هذه الأنفاق، وخلافا لما يعتقد، هي جزء من "القصة"، فالجيش يدرك أن حزب الله يدرس عن كثب القتال في غزة، وأن نتيجة "التعادل" سوف تمس بالردع الإسرائيلي، الأمر الذي قد يعجل من "حرب لبنان الثالثة".

وتتابع الصحيفة أن مهمة تدمير الأنفاق ليست مهمة سهلة، فالتقارير الميدانية تتحدث عن قتال معقد وخطير، وأنه لا يوجد بيت غير مفخخ في محيط النفق، لدرجة أن أي بيت يبدو "نظيفا" من الخارج قد يتحول في لحظة إلى "مصيدة موت" عندما يطلق عليه صاروخ مضاد للدبابات، مثلثما حصل أكثر من مرة.

وتشير الصحيفة إلى أن قيادة الجيش يلاحقها كابوس تسلل مقاومين فلسطينيين عبر الأنفاق. ورغم أن أحد جنرالات الجيش بدأ يفاخر بالخبرة التي يراكمها في الكشف عن الأنفاق، إلا أنه ما يلبث أن يتراجع ويشير إلى أن "الحل لاكتشاف الأنفاق لا يبدو في الأفق".
 

التعليقات