"دخول قطاع غزة: دخول بدون إستراتيجية خروج"

"إسرائيل علقت في أطراف قطاع غزة بدون إستراتيجية خروج، وبدون أفق لوقف إطلاق النار ومع انغلاق أبواب الانسحاب المنظم يبقى أمام إسرائيل خياران؛ الأول القيام بانسحاب من طرف واحد، والثاني مواصلة الزحف إلى الأمام"..

تناولت "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح اليوم، الخميس، الحرب العدوانية على قطاع غزة، بالقول إن الحديث عن طريق بدون مخرج، مشيرة إلى أنه في حين قرر المجلس الوزاري المصغر (السياسي – الأمني) توسيع الحرب على القطاع، فإن وفدا إسرائيليا برئاسة رئيس الشاباك زار القاهرة بهدف الدفع باتجاه وقف إطلاق النار، وسط تقديرات بأنه إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فإن إسرائيل سوف تستكمل تدمير الأنفاق الهجومية وتنسحب من جانب واحد.

وتناولت الصحيفة عدة سيناريوهات محتملة، بضمنها الاستجابة لوقف إطلاق النار، بحسب ما أسمي بالمبادرة المصرية، بحيث يتوقف القتال، وتتسلم السلطة الفلسطينية المسؤولية عن معبر رفح، وذلك بهدف منع وصول السلاح إلى قطاع غزة والمساهمة في نزع الأسلحة القائمة. وفي المقابل كتبت الصحيفة أن ذلك سيؤدي إلى سابقة تحصل فيها حركة حماس على شرعية وتحقق مطالبها، حيث أن فتح المعابر وإزالة الحصار سيعتبران نصر بالنسبة للفلسطينيين يعزز من قوة حركة حماس.

وأشارت الصحيفة إلى سيناريو آخر هو تدمير الأنفاق الهجومية والانسحاب من جانب واحد، باعتبار أن ذلك سيجعل إسرائيل الطرف المبادر بدون الانجرار إلى إملاءات سياسية أو الاستجابة لمطالب حماس، كما يسمح للحكومة الإسرائيلية برسم صورة انتصار على شكل تدمير الأنفاق ومنع حماس من تحقيق أي إنجاز.

وفي المقابل، أشارت الصحيفة إلى أن تدمير الأنفاق والانسحاب من طرف واحد قد يظهر إسرائيل على أنها ضعيفة، ويمس بقدرتها على الردع بحيث أنها لم تتمكن من القضاء على الخطر الصاروخي، بينما تواصل حماس السيطرة على قطاع غزة، وتزداد احتمالات تجدد المواجهات.

وتناولت "يديعوت أحرونوت" سيناريو ثالث حول توسيع العمليات البرية، بحيث يسيطر الجيش الإسرائيلي على غالبية القطاع، ويقلص مناطق إطلاق الصواريخ بشكل ملموس، والبحث عن أنفاق جديدة، وزيادة الضغط على قادة حركة حماس.

وأشارت في المقابل إلى أن هذا السيناريو يعني أن يكون الجنود الإسرائيليون منكشفين للهجمات بواسطة الصواريخ المضادة للدبابات، ومعرضين لمحاولات الاختطاف والعبوات الناسفة وقذائف الهاون، كما أن هذه العملية التي تعني سقوط عدد كبير من القتلى في الجيش سوف تسبب لإسرائيل أضرارا  سياسية كبيرة.

أما السيناريو الرابع فهو احتلال قطاع غزة، باعتبار أن ذلك سيتيح لإسرائيل تدمير البنى التحتية لفصائل المقاومة والقضاء على قيادتها، وتدمير نظام الأنفاق، وانتهاء بالقضاء على سلطة حماس في القطاع.

وتابعت الصحيفة أن احتلال قطاع غزة يعني أن يدفع الجيش الإسرائيلي ثمنا كبيرا من جهة عدد القتلى في صفوفه، كما أن العملية سوف تستغرق شهورا طويلة، وتصل تكلفتها إلى مليارات الدولارات، ويضطر الجيش إلى تحمل المسؤولية عن كل سكان قطاع غزة وتلبية احتياجاتهم، إضافة إلى أن ذلك سوف يزيد من عزلة إسرائيل في العالم بشكل كبير.

إلى ذلك، كتبت الصحيفة أنه مع تعثر الاتصالات الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، فإن احتمالات أن تضطر إسرائيل إلى الانسحاب من جانب واحد كبيرة جدا، بعد تدمير الأنفاق الهجومية، وتعلن إسرائيل في هذه الحالة أن كل عملية إطلاق صاروخ من غزة سيتم الرد عليها بقوة.

من جهته، كتب أليكس فيشمان في "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل علقت في أطراف قطاع غزة بدون إستراتيجية خروج، وبدون أفق لوقف إطلاق النار، مضيفا أنه مع انغلاق أبواب الانسحاب المنظم يبقى أمام إسرائيل خياران؛ الأول القيام بانسحاب من طرف واحد، والثاني مواصلة الزحف إلى الأمام.

وأضاف أنه من الجائز الافتراض أنه بعد عدة أيام سوف تضطر إسرائيل إلى الحسم في مسألة التقدم بكل قوة أو الانسحاب ومواصلة الغارات الجوية.

التعليقات