"يحيكون مستقبل قطاع غزة"

المستفيد من اتفاق وقف إطلاق النار هو أبو مازن حيث يمنحه فرصة للعودة إلى القطاع برعاية مصر وبموافقة إسرائيل وبالتعاون مع حركة حماس،بينما ستربح مصر الرفعة والنفوذ في حين ستضطر إسرائيل إلى التعايش مع قواعد لعبة جديدة

تحت عنوان "يحيكون مستقبل قطاع غزة" كتب ناحوم برنيع في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصادرة صباح اليوم، الجمعة، أن مصدرا دبلوماسيا صرح له أن المطلب الإسرائيلي بنزع سلاح المقاومة في قطاع غزة ليس عمليا الآن.

وأضاف المصدر الدبلوماسي أن نزع السلاح سيتم تدريجيا ويستغرق مدة طويلة، وفقط بعد دخول الرئيس الفلسطيني إلى قطاع غزة، وبناء على طلبه. وأشار المصدر إلى أنه بالتأكيد سيتم نشر قوات شرطة فلسطينية على طول الحدود مع مصر، وينفذون خطوات أخرى لتهدئة المخاوف الأمنية لإسرائيل.

وقال المصدر الدبلوماسي أيضا إنه لن يطلب من الحكومة الإسرائيلية الاعتراف رسميا بحكومة الوحدة الفلسطينية، ولكنها ستضطر إلى تغيير سياستها العملية تجاهها، وأن الرفض الإسرائيلي للسماح للحكومة بإدارة قطاع غزة هو الذي أنشأ الفراغ الذي كان أحد أسباب إطلاق الصواريخ.

وتابع المصدر أن السلطة الفلسطينية رفضت في السابق تحويل الرواتب لموظفي الحكومة في قطاع غزة، وفي حال تولت السلطة في القطاع فإنها ستضطر إلى تغيير سياستها.

أما بالنسبة لمصر، أضاف المصدر الدبلوماسي، فإن سيتوجب عليها فتح معبر رفح، وأنه في حال سيطرة السلطة الفلسطينية على المعبر فإن ذلك سيسهل اتخاذ قرار بفتح المعبر.

وتابع أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، يدعي أنه تم استخدام الإسمنت الذي أدخل إلى قطاع غزة، من قبل المنظمات الدولية، لبناء الأنفاق، ولكن ذلك ليس صحيحا، حيث أنه في عهد مبارك ومرسي في مصر فقد كان الإسمنت موجودا بوفرة في غزة، في حين أن وكالات الأمم المتحدة راقبت استخدام الإسمنت الذي أدخلته إلى القطاع.

ويضيف أنه في حال تولي السلطة الفلسطينية قطاع غزة فيجب إقامة جهاز لمراقبة استخدام مواد البناء، ويكون خاضعا لإشراف دولي، وبالتنسيق مع إسرائيل، علما أن إعادة إعمار قطاع غزة سيحتاج إلى كميات كبيرة من مواد البناء.

وأضاف أن حركة حماس تدرك أن أي حل لقطاع غزة يمر عبر القاهرة. وبحسبه فإن ستكون هناك فرصة تاريخية لتغيير الوضع في قطاع غزة، وفي العلاقات بين إسرائيل وجزء من العالم العربي.

أما بالنسبة للمطلب الفلسطيني فك الحصار المفروض على قطاع غزة بشكل تام، فقال المصدر إن ذلك لن يحصل، بيد أنه سيتم إجراء تغيير في شروط الحصار.

ويخلص برنيع إلى أنه يتضح أن المستفيد من اتفاق وقف إطلاق النار هو أبو مازن، حيث يمنحه فرصة للعودة إلى قطاع غزة برعاية مصر، وبموافقة إسرائيل، وبالتعاون مع حركة حماس، بينما ستربح مصر الرفعة والنفوذ، في حين ستضطر إسرائيل إلى التعايش مع قواعد لعبة جديدة.
 

التعليقات