"إسرائيل غير قادرة على هزيمة المقاومة"

* يعالون لم يكن له حضور خلال الحرب * نتانياهو عجز عن اتخاذ أي قرار مهم أو القيام بعملية تنضاف إلى رصيده * الإسرائيليون اكتشفوا أنه لا يوجدحكومة لهم

(ا ف ب)

بعد التوصل إلى وقف إطلاق النار، بدأ يكتشف الجمهور الإسرائيلي أن الجيش بكل قوته الجوية والبرية والبحرية غير قادر على هزيمة المقاومة في قطاع غزة، كما تبين أن الحرب كان لها ثمن كبير سواء من جهة القتلى في وسط الجنود الإسرائيليين أو الأضرار الاقتصادية والمادية، كما تكشف عجز رئيس الحكومة الإسرائيلية عن اتخاذ قرار واحد مهم خلال الحرب، وفي الوقت نفسه تكشف أن وزير الأمن موشي يعالون لم يكون له حضور خلال الحرب.

وكتب ناحوم برنيع، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، اليوم الأربعاء، أن الإخفاق الأخير في سلسلة الإخفاقات خلال الحرب العدوانية على قطاع غزة كان الفشل في استصدار قرار من مجلس الأمن قبل قبل الموافقة على وقف إطلاق النار.

وأشار إلى أن الصياغة التي وضعت بالتعاون مع الولايات المتحدة تركزت في الواقع في غزة في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وتضمن دعوة لنزع أسلحة قطاع غزة، ويحسن وضع إسرائيل السياسي، ويصعّب على تركيا وقطر مواصلة دعم حركة حماس، إلا أن نتانياهو خشي من الثمن السياسي، ولكنه عندما قرر قبول ذلك كان الوقت متأخرا.

وكتب برنيع أن المواجهات في الماضي مع "منظمات الإرهاب" انتهت بدعم دولي علني لإسرائيل، وأنه هكذا كان الوضع بعد الحرب العدوانية الأخيرة على لبنان في تموز (يوليو) 2006، وفي قرار مجلس الأمن، وبعد الحرب العدوانية على القطاع في كانوني 2008 و2009 (الرصاص المصبوب)، وفي الزيارات التضامنية التي قام بها وزراء خارجية أوروبيون لإسرائيل. كما لفت الكاتب إلى أن الحربين المشار إليهما كانتا أثناء ولاية إيهود أولمرت في رئاسة الحكومة، ولكن في هذه الحرب فإن الحكومة لم تبادر إلى أية عملية، فقد تركز وزير الخارجية بشؤون أخرى، ورئيس الحكومة لم يطرح مبادرة خاصة من قبله.


بعد الحرب العدوانية على قطاع غزة والتي استمرت نحو 50 يوم، اكتشف الإسرائيليون عدة حقائق غير مريحة لهم.

الأولى أنه بالرغم من حرية العمل المتوفرة للجيش الإسرائيلي في الجو والبحر، ورغم شدة القصف البري على الأرض، ورغم الحماية شبة التامة من الصواريخ فإن إسرائيل غير قادرة على هزيمة "منظمة إرهابية صغيرة نسبيا ومعزولة في العالم العربي".

أما الحقيقة الثانية فهي أن الحروب، والحروب المحدودة أيضا، تتطلب ثمنا لم يتوقع ولا يريد الجمهور الإسرائيلي أن يدفعه. وفي هذه المرة دفع الثمن بدماء الجنود أولا، وبدماء مدنيين في الجنوب، ومواطنين تخلت عن الحكومة طوال الحرب، وحصل تشويش للحياة في المركز، وخسائر بمليارات الشواقل للاقتصاد، ومصاريف أمنية، وأضرار مادية وتراجع في النشاط الاقتصادي.

والحقيقة الثالثة هي أن الإسرائيليين اكتشفوا أنه لا يوجد حكومة لديهم. وكتب أنه عشية الحرب على غزة، أدرك المستوى السياسي أن مواصلة خنق غزة تدفع حماس إلى إطلاق النار، وبالتالي فقد كان بالإمكان تجنب المواجهات العسكرية.

وكتب أن الجيش الإسرائيلي أدار الحرب عمليا، في حين توقع الإسرائيليون أن هناك زعيما يعرف ما يريد أن ينجزه، ويتخذ القرارات ويجري حوارات صادقة وحقيقية مع جمهوره. ولفت إلى أن قيادة الجيش لم ترغب بالقتال، وإنما العكس، فقد دخلت بدون حماس ظاهر إلى الفراغ الذي نشأ فوقها، في المستوى السياسي.

وقال إنه بالنسبة لنتانياهو فإن الحرب كانت المواجهة العسكرية الأهم خلال ولايته في رئاسة الحكومة، وإلى حد كبير كانت الحرب الاختبار الأكبر له. وبالنتيجة فمن الصعب العثور على قرار مهم واحد اتخذه نتانياهو طيلة الحرب، أو عملية يمكن أن تنضاف إلى رصيده.

وينهي مقالته بالقول إن نتانياهو لم تتوفر لديه الشجاعة الكافية  ليقول إنه أخطأ حين دأب على القول لعشرات السنوات إن الطريقة الوحيدة لمكافحة "الإرهاب" هي القضاء عليه، ولا يجب التفاوض معه، أو المساومة معه، ليجد نفسه يجري مفاوضات بينما يتواصل إطلاق النار، ويجري محادثات تقارب مع حماس ويسعى إلى تسوية. وينضاف إلى ذلك عدم شفافيته وصدقه تجاه الإسرائيليين.

ويشير إلى وزير الأمن موشي يعالون، بوصفه لم يكن له حضور واضح خلال الحرب، حيث يقول إنه بعد سنوات لن يعرف أحد الجواب على السؤال: "من كان وزير الأمن خلال عملية الجرف الصامد؟".
 

التعليقات