حرب غزة تسببت بتصدع الفقاعة الأمنية الإسرائيلية

تحليل: "الحرب أدت أيضا إلى تصدع فقاعة الأمن الشخصي التي بُنيت هنا بعد أفول الانتفاضة الثانية... والخطط الحربية الأصلية التي وضعها الجيش الإسرائيلي للحرب على غزة لم تنفذ أبدا"

حرب غزة تسببت بتصدع الفقاعة الأمنية الإسرائيلية

غزة فور إعلان وقف إطلاق النار: صامد يقبل رأس المقاوم (تصوير: عز الزعنون)

نجح رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، منذ إعادة انتخابه لرئاسة الحكومة، في العام 2009، في الحفاظ على فقاعة أمنية حول المواطنين الإسرائيليين، واعتبر أنه "قوي ضد حماس والعرب عموما".

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، إلى أن غياب حل للصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، ضائقة قطاع غزة "التي تصاعدت بعد تشديد الحصار المصري"، تهديد الصواريخ الذي غطى كل مساحة إسرائيل، الهزة الهائلة التي أحدثها "الربيع العربي" الذي حطم استقرار الدول المحيطة بإسرائيل وزاد تأثير مجموعات الجهاد المتطرفة – "كل هذا بالكاد اخترق الفقاعة".

وأضاف المحلل أن الجيش وأجهزة الاستخبارات في إسرائيل "شكلت في غالب الأحيان عازلا فعالا بين الإسرائيليين والعاصفة الهائجة في المنطقة".

وشدد هارئيل على أن "هذا العالم القديم تصدع من الأساس في صيف العام 2014"، بدءا من خطف وقتل المستوطنين الثلاثة في الضفة الغربية، حيث "بفضل جهود كبيرة للسلطة الفلسطينية فقط منعت اندلاع انتفاضة ثالثة". وبعد ذلك الحرب العدوانية، "حرب الصواريخ والأنفاق". وجرى خلال هذا الصيف إطلاق صواريخ ووقعت عمليات عنيفة في جميع حدود إسرائيل، باستثناء الحدود مع الأردن. وحتى عندما تم الإعلان عن وقف إطلاق النار في غزة، استولت جماعات مسلحة متطرفة على معبر القنيطرة السوري.

وتابع هارئيل أن "الحرب أدت إلى تصدع فقاعة الأمن الشخصي التي بُنيت هنا بعد أفول الانتفاضة الثانية". وبعد فترة قصيرة سيكتشف الإسرائيليون ثقل العبء الاقتصادي لتكلفة "الحرب مع حماس". مشيرا إلى أن "الآمال التي سادت في إسرائيل لتغيير سلم الأولويات الاجتماعي، الذي كانت في مقدمة النقاش السياسي في السنوات الثلاث الأخيرة، قد تبدد".

ووصف هارئيل نتائج الحرب على غزة بأنها جاءت متعادلة، رغم علمه بأن التعادل في هذه الحالة يعني انتصار المقاومة. ولفت إلى أن الخطط الحربية الأصلية التي وضعها الجيش الإسرائيلي للحرب على غزة "لم تنفذ أبدا". وكتب في هذا السياق أنه "دائما يوجد فرق بين طريقة استعداد الجيش للحرب وبين نا يحدث فعلا، لكن هنا كان (الفرق) عميقا بشكل خاص. وفي غزة، تم تغيير الخطط العسكرية في اللحظة الأخيرة... وبعد أن صادقت القيادة على ضرب الأنفاق تم تحويل غاية تكتيكية إلى غاية إستراتيجية. وتم تطوير العقيدة القتالية ضد الأنفاق، والعثور عليها وتدميرها، خلال تنفيذها".

  

التعليقات