مخاوف إسرائيلية مما يجري في الجانب السوري من الحدود

الحرب على قطاع غزة، رغم الضجة التي أحدثتها طول 50 يوما، تعتبر هامشية مقارنة بالمخاوف العميقة من توسع الدولة الإسلامية"

مخاوف إسرائيلية مما يجري في الجانب السوري من الحدود

داعش تسيطر على قاعدة لسلاح الجو السوري في الرقة

أبرزت الصحف الإسرائيلية الصادرة صباح اليوم، الجمعة، المخاوف الإسرائيلية مما يجري في الجانب السوري من الحدود.

ونشرت "يديعوت أحرونوت" صورا لمقاتلين في "جبهة النصرة" بالقرب من الحدود مع إسرائيل. وكتبت أن المخاوف الإسرائيلية مما يجري خلف الحدود مع سورية بدأت تتحول إلى مخاوف ملموسة، عندما نشر قوات المعارضة صورا لمسلحين يحملون أعلاما سوداء، علم "جبهة النصرة" في القنيطرة.

وفي ذات السياق أشارت الصحيفة إلى اختطاف 43 عنصرا من عناصر قوات الأمم المتحدة (أوندوف) من قبل جبهة النصرة. كما أشارت إلى ما نشر على شبكات التواصل الاجتماعي من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بإعدام نحو 250 جنديا سوريا في الرقة بعد عرض صورهم وهم عراة إلا من ثيابهم الداخلية.

وأشارت الصحيفة إلى أن دوي الانفجارات يسمع بشكل متواصل في المستوطنات التي أقيمت في مركز الجولان المحتل. ولفتت بشكل خاص إلى مستوطنة "ألوني هبشان" حيث أصيب ضابط إسرائيلي من المستوطنة، يوم أمس الأول الأربعاء، ووصفت إصابته بالخطيرة.

وتابعت أن المستوطنة المذكورة لا تبعد أكثر من 10 دقائق عن القنيطرة. وكتبت في هذا السياق أن "القنيطرة تشكل تهديدا بتحولها إلى رمز قتالي على شاكلة بنت جبيل والشجاعية.

من جهتها أبرزت صحيفة "هآرتس" في صفحتها الرئيسية أن "الأسد يحارب لاستعادة السيطرة على الجولان"، وأشارت إلى أن الجيش السوري بدأ حملة واسعة لاستعادة السيطرة على المنطقة. كما أشارت إلى أن الأمم المتحدة أعلنت يوم أمس عن اختطاف 43 من عناصرها، في حين لا يزال 81 آخرون محتجزين.

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الإسرائيلي كان قد أطلق صواريخ "تموز" باتجاه مواقع للجيش السوري يشتبه أنه تم إطلاق النار منها يوم أمس الأول.

وفي سياق ذي صلة، أشارت الصحيفة إلى المخاوف البريطانية من حقيقة سفر مئات البريطانيين المسلمين للقتال في سورية والعراق، إلى جانب الآلاف من الأوروبيين والأمريكيين والأستراليين، الذين يكتسبون الخبرة القتالية والأيديولوجية المتطرفة.

ولفتت الصحيفة إلى أن 52 بريطانيا كانوا قد قتلوا في العام 2005 في عملية نفذها 4 شبان عادوا من معسكرات التدريب في باكستان. وتشير التقديرات الاستخبارية البريطانية إلى أن نحو 250 "جهاديا" عادوا إلى بريطانيا من سورية، وأنهم "يشكلون شبكة إرهابية ناشطة في لندن".

وعلى صلة، كتب تسفي برئيل في صحيفة "هآرتس" مشيرا إلى أن "الدولة الإسلامية" هي الخطر الحقيقي، وليس حركة حماس. كما كتب أن الحرب على قطاع غزة، رغم الضجة التي أحدثتها طول 50 يوما، تعتبر هامشية مقارنة بالمخاوف العميقة من توسع "الدولة الإسلامية"، والخطر الذي تواجهه سورية والعراق والأردن.

وفي حين أشار إلى المصلحة المشتركة لمصر والسعودية وإيران في مواجهة "الدولة الإسلامية"، كتب أن إسرائيل غير معفية من قيود الدائرة العربية. وبحسبه فإن استمرار التنسيق مع مصر، ومع السعودية بشكل غير مباشر، سوف يلزم إسرائيل بالتماشي مع المواقف المصرية باعتبار أنها لا تتناقض مع الحد الأدنى الإسرائيلي.

ويضيف أن ذلك هو الثمن الذي ستضطر إسرائيل لدفعه لغزة من أجل الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع السيسي، ولكي تستمر في اعتبار نفسها "شريكة هادئة" في العمليات الواسعة التي تخطط لها القيادة العربية في الشرق الأوسط.
 

التعليقات