تحليلات: رافضو الوحدة 8200 ألحقوا ضررا والاحتلال جلب كارثة

"الرافضون حاولوا كشف أداء إشكالي وهم لا يستحقون التنديد. وبدلا من مهاجمتهم، من الأفضل الاستماع لما يريدون قوله"

تحليلات: رافضو الوحدة 8200 ألحقوا ضررا والاحتلال جلب كارثة

تناول عدد من المقالات المنشورة في الصحف الإسرائيلية، اليوم الاثنين، رسالة 43 ضابطا وجنديا من وحدة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية 8200، الذين أعلنوا عن رفضهم الخدمة في الوحدة والتصنت على الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة.

وكتب كبير المعلقين في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ناحوم برنياع، عن رافضي الخدمة هؤلاء أنه "صحيح أنهم مدللون؛ صحيح أنهم صبيانيون وأنهم غارقون في أنفسهم ويرتبكون بين الأمر غير المهم والأمر المهم؛ لكنهم ليسوا كاذبين".

وأشار برنياع إلى أن إعلان جنود وضباط عن رفض الخدمة العسكرية هو بمثابة "سهم مرتد"، لأنهم يتعرضون لانتقادات كثيرة، خاصة وأن المؤسسة الحاكمة لا تغير سياستها جراء رفضهم.

وخلص برنياع إلى أن رفض أداء الخدمة العسكرية هو "ضرر" لإسرائيل، لكن السياسة الإسرائيلية المتمثلة بالاحتلال هي "كارثة"، وأن "الخيار بأيدينا حول ما هو سام أكثر، وما هو خطير أكثر على مستقبل دولة إسرائيل".

وأنشأت صحيفة "هآرتس" افتتاحيتها حول الموضوع، مشيرة إلى أن الوحدة 8200 هي جزء من نظام السيطرة العسكرية على المناطق المحتلة وأن "المعلومات التي تجمعها تستخدم للملاحقات السياسية وتجنيد المتعاونين والابتزاز بوسائل مختلفة، وبضمن ذلك استغلال الميول الجنسية، وأمراض وضائقة فلسطينيين أبرياء".

وفي أعقاب الضجة التي أحدثتها رسالة الضباط والجنود، اعتبرت الصحيفة أن رفض الخدمة بصورة منظمة "قد يهز أركان الجيش ويجبي ثمنا غاليا".

لكن الصحيفة شددت على أنه "ليس رفضهم هو الذي ينبغي أن يعصف بالنفوس، وإنما الأمور التي أشاروا إليها. واستخدام أساليب مرفوضة لتجنيد متعاونين، وجمع معلومات استخبارية بوسائل لا تخضع لأية رقابة عامة، هي ظواهر جديرة بإعادة التفكير فيها وإجراء نقاش عام حولها على الأقل. ولولا رسالة الرافضين لما انكشف الجمهور الإسرائيلي لنوع وحجم هذه الظواهر، التي لا ينبغي النظر إليها على أنها نتيجة ضرورية للاحتلال الطويل الأمد".

وخلصت الافتتاحية إلى أن "الرافضين حاولوا طرح هذا الأداء الإشكالي وعلى ذلك هم لا يستحقون التنديد. وبدلا من مهاجمة ال43 رافضا، من الأفضل الاستماع لما يريدون قوله".
 

التعليقات