تحليلات: الإدارة الأميركية تعاقب يعلون لكنها تقصد نتنياهو

الخط الذي اتبعه البيت الأبيض تجاه وزير الأمن، عشية زيارته لواشنطن، كان أنه ليس فقط يجب أن يكون منبوذا، وإنما ينبغي أن يشعر يعلون بذلك

تحليلات: الإدارة الأميركية تعاقب يعلون لكنها تقصد نتنياهو

أثارت الأنباء حول منع الإدارة الأميركية من وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون، خلال زيارته إلى واشنطن الأسبوع الماضي، التقاء كبار المسؤولين الأميركيين ردود فعل في إسرائيل وجرت انتقادات لرئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بسبب سياسته وتعامله مع إدارة الرئيس باراك أوباما.

وكانت الإدارة الأميركية قد منعت لقاء يعلون مع كل من نائب الرئيس، جوزيف بايدن، ووزير الخارجية، جون كيري، ومستشارة الأمن القومي، سوزان رايس، على خلفية وصف يعلون لكيري بأنه "مسياني ومهووس" بما يتعلق بالعملية السياسية بين إسرائيل والفلسطينيين.

ورأى المحلل السياسي في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، شمعون شيفر، في مقال نشره اليوم الأحد، أنه على الرغم من معاقبة الإدارة الأميركية ليعلون إلا أنها تقصد معاقبة نتنياهو.

وكتب شيفر أن "الانتقادات القاسية التي وجهها يعلون إلى السياسة الأميركية خلال العام الأخير كانت عمليا مؤشر على التعامل المهين وغير المسؤول من جانب نتنياهو تجاه إدارة أوباما" مذكرا بأن الإدارة الأميركية لم تسامح نتنياهو على دعمه العلني لخصم أوباما الجمهوري، ميت رومني، خلال انتخابات الرئاسة الأخيرة.

وأضاف شيفر أن إسرائيل التي تحصل على مساعدات أميركية سنوية بقيمة ثلاثة مليارات دولار "ملزمة بالتصرف بأدب وتفهم تجاه من يزودها بالمال الذي يساعد في ضمان وجودها".

وأشار شيفر إلى أن الإدارة الأميركية تتعامل مع السفير الإسرائيلي في واشنطن، رون ديرمر، المقرب من نتنياهو، على أنه "شخصية غير مرغوب فيها".

كذلك أشار المراسل السياسي لصحيفة "هآرتس"، باراك رافيد، اليوم، إلى أن دريمر منبوذ في واشنطن.

وأشار رافيد إلى أن الإدارة الأميركية ستواصل مقاطعة يعلون حتى يعتذر عن أقواله ضد كيري.

وكان يعلون قد قال في مقابلة أجرتها معه صحيفة "واشنطن بوست" إن "الأزمة باتت من ورائنا"، لكن بعد 24 ساعة تبين أنه "منعزل عن الواقع"، وفقا لرافيد، وذلك بعد أن سرب البيت الأبيض الأنباء حول منع يعلون من التقاء المسؤولين الأميركيين كعقاب على تصريحاته.

وأضاف رافيد أن الإدارة الأميركية أوضحت ليعلون مرارا وتكرارا، بصورة علنية وسرية، أن عليه الاعتذار عن تهجماته ضد الإدارة الأميركية وكيري، بصورة واضحة، لكن يعلون فضل تجاهل هذه التحذيرات. ولذلك فإن "الإدارة الأميركية انتظرت وقتا طويلا لفرصة إغلاق الحساب مع يعلون".

وتابع رافيد أن "الخط الذي اتبعه البيت الأبيض تجاه وزير الأمن، عشية زيارته لواشنطن، كان أنه ليس فقط يجب أن يكون منبوذا، وإنما ينبغي أن يشعر يعلون بذلك".

وفيما يتعمد يعلون الحديث عن علاقاته القريبة مع نظيره الأميركي، تشاك هيغل، أشار رافيد إلى أن "هيغل نفسه لم يتمكن من إنقاذه عندما قرر البيت الأبيض وقف شحنة صواريخ لإسرائيل إبان عملية الجرف الصامد العسكرية. وإذا اعتقد يعلون أن هذا خطأ بيروقراطية وحسب، فإنه مخطئ".
 

التعليقات