صناعة الخوف في الإعلام الإسرائيلي

"الخوف" هي الكلمة التي ترددت كثير ا في الصحف الإسرائيلية صباح اليوم في وصف الأوضاع في الشارع الإسرائيلي بعد عملية الكنيس في القدس، وبكثير من المبالغة نشرت تقارير حول "حالة "الهلع والرعب" في أوساط الجمهور الإسرائيلي. يمكن وصف ذلك بـ "صنا

صناعة الخوف في الإعلام الإسرائيلي

'الخوف' هي الكلمة التي ترددت كثير ا في الصحف الإسرائيلية صباح اليوم  في وصف الأوضاع في الشارع الإسرائيلي بعد عملية الكنيس في القدس، وبكثير من المبالغة نشرت تقارير  حول 'حالة 'الهلع والرعب' في أوساط الجمهور الإسرائيلي.

يمكن وصف ذلك بـ 'صناعة الخوف'، الذي يمكن أن  يشكل تبريرا لأي تصعيد إسرائيلي على المستوى الرسمي أو الشعبي، وبدا في ظل هذا الخوف أن قرارا  عنصريا كفصل العمال العرب من أماكن عملهم له ما يبرره وهو الخوف.  

من أبرز وسائل الإعلام التي تردد فيها اصطلاحات كـ 'الخوف، الرعب الهلع' هي 'صحيفة يديعوت أحرنوت' التي  عنونت عددها بـ 'تأثير الخوف'  ووضعت له خلفية سوداء، وفي تقاريرها الداخلية خصصت أولى صفحاتها لنقل تقارير عن 'الخوف والهلع'، وعنونت قرار بلدية عسقلان طرد العمال العرب بـ 'يخافون ويفصلون'.  

تحت عنوان 'نبحث عن الحماية' قالت الصحيفة في تقرير نشرته صباح اليوم  إن «الرعب» الذي خلفته عملية القدس التي وصفتها بـ «مجزرة الكنيس»  اجتاح كل المدن الإسرائيلية ، ويبدو أن «الشعور بالأمن لدى الجمهور تلقى ضربة قاصمة».

ونشرت الصحيفة تقريرا آخر حول احتجاج لأمهات إسرائيليات  يعبرن فيه عن رفضهن لإرسال إبنائهن إلى الحضانة بدون وجود رجل أمن،  ونشرت صورا لامهات يحملن لافتات  تطالب بحماية الحضانات وتوفير حراس أمن لها.

وفي تقرير آخر قالت الصحيفة إن «الجزع» في الشارع أدى إلى تعزيز انتشار الشرطة ورجال الأمن في المؤسسات التربوية، كما أشارت إلى أنه تقرر تأهيل وحدات النخبة في القوات البحرية 'شاييطت 13' لمواجهة الاحتجاجات. فيما أكدت، أن  رجال الأمن سيعودون للعمل في الحافلات كما كان في حقبة الانتفاضة الثانية.

وفي تقرير آخر بعنوان 'يخافون ويفصلون' تطرقت الصحيفة إلى ظاهرة فصل العرب من  أماكن عملهم ، وأشارت إلى  أن ظاهرة فصل العمال العرب اجتاحت المدن الإسرائيلية  حيث بادر أصحاب مصالح تجارية في القدس وبلديات كـعسقلان لفصل عمال عرب من أماكن عملهم.

ويتضح من التقارير الإعلامية، أنه رغم صدور أصوات معارضة لفصل العرب، لا سيما في أوساط اليسار، فإن

الخوف وفقدان الأمان الشخصي أزالا التحفظات لدى الكثيرين  من اتخاذ قرارات عنصرية الطابع والمجاهرة بها دون حرج كمنع العرب من العمل في مدن إسرائيلية.

 

 

التعليقات