تحليل: آيزنكوت "يعي حدود القوة"

’يتعين على آيزنكوت توسيع خطوات بدأها غانتس، من أجل ملاءمة قوات البرية للقتال ضد تنظيمات مثل حماس وحزب الله، داخل مناطق مأهولة بالسكان’

تحليل: آيزنكوت

أعلن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، ووزير الأمن، موشيه يعلون، مساء أمس السبت، رسميا عن تعيين نائب رئيس أركان الجيش، اللواء غادي آيزنكوت، رئيسا لأركان الجيش الإسرائيلي، خلفا لبيني غانتس. وسيدخل آيزنكوت إلى منصبه الجديد في 15 شباط المقبل.

وتولى آيزنكوت خلال سنوات خدمته العسكرية عددا كبيرا من المناصب في جيش الاحتلال: قائد سرية في لواء "جولاني" خلال حرب لبنان الأولى، العام 1982؛قائد لواء "جولاني" في نهاية سنوات الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان؛ قائد قوات الاحتلال في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية؛رئيس شعبة العمليات خلال حرب لبنان الثانية، العام 2006؛ قائد الجبهة الشمالية بعد هذه الحرب؛ نائب رئيس أركان الجيش في السنتين الأخيرتين. كذلك كان آيزنكوت السكرتير العسكري لرئيسي حكومة إسرائيل، ايهود باراك وأريئيل شارون.

ويستدل من إشغال هذه المناصب أن آيزنكوت كان في قلب مراكز صناعة القرار في إسرائيل. وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الأحد، إلى أن آيزنكوت، ورغم تمسكه بخضوع المستوى العسكري للمستوى السياسي، إلا أنه اصطدم في عدة مراحل مع القيادة السياسية، وكان أبرز هذه الاعتراضات على تفكير القيادة السياسية عندما بعث برسالة إلى نتنياهو شدد فيها على معارضته لتوجيه ضربة عسكرية إسرائيلية مستقلة ضد إيران.

وكتب هارئيل أن آيزنكوت "يعي جيدا حدود القوة ونص القانون" بشأن خضوع المستوى العسكري للمستوى السياسي، وأيضا بشأن "ممارسة قوة حذرة ومكبوحة. وليس هو الذي سيزج الجيش الإسرائيلي، وإسرائيل في أعقابه، في مغامرات عسكرية لا حاجة لها".

ولفت هارئيل إلى أنه بانتظار آيزنكوت مع دخوله إلى منصبه الجديد شرق أوسط متغير وسط توقعات بأن "انعدام الاستقرار المتطرف" في المنطقة سيستمر لفترة طويلة، وستتخلل ذلك أحداثا عند حدود إسرائيل قد تؤدي إلى تدهور الوضع الأمني. وسيجد آيزنكوت عند الحدود عددا كبيرا من التنظيمات التي يصعب جمع معلومات استخبارية حول نشاطها ومخططاتها خلافا للوضع الذي كان سائدا قبل "الربيع العربي"، وذلك باستثناء الحدود مع الأردن، حتى الآن.

وأضاف هارئيل أن التوتر بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية من شأنه أن يؤدي لاندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة، العام المقبل، "في الوقت الذي يبدو فيه سلاح البرية عالق في نهاية القرن الماضي" وفي ظل ميزانية أمنية إشكالية وتراجع الحكومة عن زيادة ميزانيات كبيرة على حساب الميزانيات الاجتماعية.

واعتبر هارئيل أنه يتعين على آيزنكوت توسيع خطوات بدأها غانتس، من أجل ملاءمة قوات البرية للقتال ضد تنظيمات مثل حماس وحزب الله، داخل مناطق مأهولة بالسكان.

التعليقات