"خطاب فاشل: كأنما يقرأ دليل هاتف قيسارية"

من الناحية السياسية فقط كان الخطاب فاشلا، وبعد أن كان الجمهور متحمسا فإن نتنياهو دب فيه النعاس، وكأنما كان يقرأ لهم دليل هاتف قيسارية.. وكان درس الفيزياء النووية الذي ألقاه ثقيلا على جفون الطلاب المطيعين

متظاهرون محتجون في نيويورك (ا ف ب)

بعد أن وصف الرئيس الأميركي، باراك أوباما، خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام أعضاء الكونغرس مساء اليوم، الثلاثاء، بأنه لم يحمل أي جديد، وأنه لم يطرح أي بديل قابل للتطبيق، أشار تحليل إسرائيلي إلى أن الخطاب كان فشلا سياسيا، يوحي بأن نتنياهو سلم بخسارته لرئاسة الحكومة.

تجدر الإشارة إلى أن نتنياهو لم يتطرق ولو بكلمة واحدة إلى التسوية مع الفلسطينيين، علما أن الإحصاء الكلامي لخطابه يشير إلى أنه نطق بكلمة إيران 107 مرات، في حين ذكر السلام مرتين فقط، دون أي مضمون أو رؤية.

وفي حين أن الخطاب ليس من الوارد أن يؤثر على إيران أو على المفاوضات بينها وبين الدول العظمى الست، تناولت تقارير أخرى تكاليف سفر نتنياهو والوفد المرافق له، والتي وصلت إلى أكثر من 5 ملايين شيكل، ناهيك عن التقارير التي تحدثت عن الأضرار المحتملة للعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل.

وكتب أمير أورن في صحيفة 'هآرتس' أن الخطاب كان فشلا سياسيا، ويوحي بأن نتنياهو سلم بخسارته لرئاسة الحكومة.

وكتب أورن أنه 'إذا كان من المفترض أن تكون هذه لحظة القمة لنتنياهو في المعركة الانتخابية، فإن وضعه ميؤوس منه، فظهوره أمام الكونغرس كان خطابا عن لا شيء، مصحوبا بأجواء تسليم بخسارة رئاسة الحكومة. فنتنياهو بدا وكأنه يستعد لما بعد خسارته في الانتخابات'.

ويضيف أنه من الناحية السياسية فقط كان الخطاب فاشلا، وبعد أن كان الجمهور متحمسا فإن نتنياهو دب فيه النعاس، وكأنما كان يقرأ لهم دليل الهاتف في قيسارية.. وكان درس الفيزياء النووية الذي ألقاه ثقيلا على جفون الطلاب المطيعين'.

واعتبر الكاتب أورن أن الهجوم المضاد من قبل الرئيس الأميركي باراك أوباما قد لين من مواقف نتنياهو، فامتنع عن المطالبة بفرض عقوبات إضافية على إيران، وبدأ يطالب، أو يتوسل، بإبقاء العقوبات القائمة، وهو أمر غير عملي، فبدون التنازل عن العقوبات فإن إيران ستكسر قواعد اللعبة. كما يشير إلى أنه لا أمل في أن تشترط الدول العظمى في الاتفاق النووي أن تعلن إيران عن استعدادها للتعايش مع وجود إسرائيل، وهو ما فطن إليه نتنياهو متأخرا.

وعلى صلة، أبرزت 'يديعوت أحرونوت' في موقعها على الشبكة أن تكلفة سفر نتنياهو والوفد المرافق له إلى واشنطن وصلت إلى 1,157,000 دولار، أي ما يعادل 4 ملايين و 611 ألف شيكل.

وأضافت أنه تم دفع هذا المبلغ لشركة 'إلعال' الإسرائيلية التي فازت في المناقصة التي أعلنها مكتب رئيس الحكومة.

كما أشارت إلى أن هذه التكاليف لا تشمل مصاريف النوم في واشنطن، وباقي مصاريف الضيافة والحراسة. 

التعليقات