"استمرار القتال يخدم إسرائيل وإسقاط النظام ليس ضرورة عاجلة"

من وجهة النظر الإسرائيلية، رغم أن إسرائيل لن تقر بذلك، يتضح أن التطورات التي حصلت في الشهور الأخيرة في القتال في سورية هي الأقل سوءا بالنسبة لها مقارنة باحتمالات أخرى، وأن استمرار القتال يخدم مصالحها

جانب من الدمار في حلب

من وجهة النظر الإسرائيلية، رغم أن إسرائيل لن تقر بذلك، يتضح أن التطورات التي حصلت في الشهور الأخيرة  في القتال في سورية هي الأقل سوءا بالنسبة لها مقارنة باحتمالات أخرى، وأن استمرار القتال يخدم مصالحها.

ويشير المحلل العسكري لصحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أن استمرار القتال في سورية هو الأفضل بالنسبة لإسرائيل، وأن الجيش السوري الذي كان يقلقها قد سحق أثناء هذا القتال.

ويقول إن سيطرة النظام السوري قد تعززت في المناطق التي تقع تحت سلطته، وذلك في أعقاب الهجوم الذي تشنه الولايات المتحدة، ضمن التحالف الدولي، على تنظيم الدولة الإسلامية، وبأنه بالتالي "قد زال الخطر الفوري لسقوط النظام" وأن "استبدال الأسد لا يبدو للغرب كضرورة عاجلة، بعد أن تبين أن خصومه ليسوا أقل وحشية، بل ويميلون إلى التفاخر بوحشيتهم".

ويضيف أنه من وجهة النظر الإسرائيلية، يبدو أن تطورات الشهور الأخيرة في سورية هي الأقل سوءا من بين جملة من الاحتمالات. وأنه على الرغم من أن إسرائيل لن تعترف بذلك، فإن استمرار القتال بين المعسكرات المتناحرة في سورية يخدم مصالحها.

ويقول إن الجيش السوري الذي كان أكثر ما يقلق الجيش الإسرائيلي قبل بضعة سنوات قد سحق بشكل كبير في الحرب. ويزعم هرئيل أن "سيطرة سنة متطرفين على كل سورية ليس أمرا مرغوبا لإسرائيل، لأنهم خصوم لا يمكن توقع عملياتهم ومن الصعب ردعهم".

وبحسبه فإن استمرار القتال بين معسكريين معاديين لإسرائيل هو الأفضل بالنسبة للأخيرة. ويشير إلى أن هذه أمور يصعب قولها دون تلقي انتقادات، وأنه لهذا السبب لا يكثر القادة الإسرائيليون من الحديث عما يجري في سورية، ويكتفون بضريبة كلامية كاعتراف بما يعانيه الشعب السوري.

ويضيف أنه بعد تبادل الضربات الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله، فإن الهدوء عاد على طول الحدود في الجولان المحتل، ما يشير إلى أن الطرفين غير معنيين بأن تخرج الأمور عن السيطرة.

ويدعي الكاتب أنه من الواضح أن حزب الله مصمم على تثبيت وضع راهن جديد على طول الحدود السورية واللبنانية، والتي يراها كجبهة ضد إسرائيل. كما أن إيران لديها مصلحة واضحة، حيث أنها أنشأت في الشهور الأخيرة حدودا مشتركة لها مع إسرائيل، بحيث بات تواجد قادة حرس الثورة في الجولان السوري وعلى الحدود مع لبنان حقيقة قائمة.

ويضيف أنه إذا كانت إيران تتجه نحو اتفاق بعيد المدى مع الدول العظمى في برنامجه النووي، فإنها، وبشكل مواز، تجد طريقة لردع إسرائيل عن كثب، باعتبار أن الحديث هنا "عن ملعب مريح بالنسبة لطهران، ولن تتورط فيه بدفع ثمن باهظ".

 

التعليقات