«فرنسا تمثل المصالح الإسرائيلية بأمانة تامة» في مفاوضات لوزان

تتخذ فرنسا المواقف الأكثر تشددا في المفاوضات النووية الجارية في مدينة لوزان السويسرية حول برنامج إيران النووي، ووصف مراسل صحيفة «معاريف» في لوزان موقف فرنسا بأنه «عناق فرنسي» لإسرائيل وأكّد أن «فرنسا تمثل المصالح الإسرائيلية بأمانة تامة»

«فرنسا تمثل المصالح الإسرائيلية بأمانة تامة» في مفاوضات لوزان

تتخذ فرنسا المواقف الأكثر تشددا في المفاوضات النووية الجارية في مدينة لوزان السويسرية حول برنامج إيران النووي، ووصف مراسل صحيفة «معاريف» في لوزان موقف فرنسا بأنه «عناق فرنسي» لإسرائيل  وأكّد أن «فرنسا تمثل المصالح الإسرائيلية بأمانة تامة».

وكان مراسل «معاريف» استدعي مساء أمس الأربعاء للقاء كان يفترض أن يجريه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس مع عدد قليل من الصحافيين. وأكد مراسل الصحيفة أن مستشارة فابيوس اهتمت بدعوة مراسلي الصحف العبرية للقاء، وقالت لهم إن «فابيوس قرر أن يضرب بقبضته على الطاولة. لأن المماطلة الإيرانية تنهك الجميع، خاصة نحن».

وقال المراسل إن فرنسا سعت لأن يحظى موقف فابيوس حيال المفاوضات النووية على تغطية في الإعلام الإسرائيلي على عكس الخطة الفرنسية لإعادة طرح مشروع القرار لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مجلس الأمن الدولي.

وأضاف: «لكن يتعين على فابيوس ألا يقلق، فمنذ بداية المفاوضات مثلت فرنسا بأمانة المصالح الإسرائيلية»، ودليل على ذلك أن الدعاية الإيرانية استخدمت مؤخرا الاتهامات التي نشرت حول تجسس إسرائيل على مسؤولين أميركيين ، للنيل من فرنسا ووضعها في خانة المتهم.

ونقلت الصحيفة عن موظف فرنسي رفيع المستوى مشارك في المفاوضات قوله إن «ثمة اتصالات وثيقة ومنتظمة بين فرنسا وإسرائيل». وأكد الموظف تفهم فرنسا لاحتياجات ومخاوف إسرائيل، لكنه شدد على وضعها في سياقها الإقليمي، وقال: «أوضحنا منذ البداية لكل شركائنا أنه لا يمكن معالجة النووي الإيراني بحيث تأخذ بعين الاعتبار فقط المصالح للدول المشاركة في المفاوضات، بل يجب أن تشمل مصالح دول المنطقة بمن فيهم إسرائيل، وتمثيل مصالحها'.

وأضاف الموظف أن 'فرنسا لديها سياسة أمن قومي ، ولديها مصالحها وتاريخها في المجال النووي. حتى لو تداخل هذا التاريخ في سنوات الخمسين والستين  بإسرائبل'.

واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن العناق الفرنسي لإسرائيل في محادثات لوزان صلب –  وكلمة مفتاحية في القاموس السياسي الفرنسي- لكنه معقد ونسبي.

من جانبه، اعتبر وزير الأمن الإسرائيلي موشي يعلون، إن مفاوضات لوزان لن تنفجر ولن تتوصل إلى اتفاق. وقال في لقاء مع صحافيين يوم أمس بمناسبة عيد 'الفصح' اليهودي إن بتقديره المفاوضات لن تتفجر بين إيران والقوى الكبرى لكن النقاشات التي دارت في الأيام الأخيرة كشفت الفجوات بين الجانبين.

وقال يعلون أن القضايا العالقة هي مدة تطبيق الاتفاق، إمكانية تطوير أجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي تتيح تسري  عمليات التخصيب، مخزون المواد المخصبة التي ستحتفظ بها إيران، وهل ستبقى تلك المواد على أراضيها أم خارجها، والخلاف حول مفاعل فردو، وحول الأبعاد العسكرية للبرنامج النووي الإيراني، وحول آلية الرقابة والتفتيش على نشاطات إيران النووية بعد توقيع الاتفاق. كما أن وتيرة رفع العقوبات عن إيران غير واضحة ولم يتم الاتفاق حولها حتى الآن. وأضاف يعلون: بالتأكيد سيكون هناك بيان ختامي، أو وثيقة موقعة، لكن الوثيقة ستكون إعلان نوايا – أي محاولة لإنهاء هذه الجولة بأية طريقة دون تفجير المحادثات'.  

من جانبه اعتبر المعلق الأمني في 'معاريف'،  يوسي ملمان أن المفاوضات النووية فاشلة حتى لو انتهت بتوقيع اتفاق. وقال: «سواء تم التوقيع على اتفاق أم لا،  من الواضح أن المفاوضات انتهت بالفشل».

وأضاف: 'حتى لو تمت بلورة وثيقة فإنها ستكون مسحوق تجميل لتغطية التجاعيد وتجنب الحرج، ولن تعتبر مؤشرا على تقدم حقيقي. فالفجوات بين الجانبين أكبر من أن يتم جسرها على الأقل في المرحلة الراهنة'.

 

التعليقات