تحليل: نتنياهو يرى أن اتفاق تهدئة مع حماس سيخدم سياسته

اتفاق تهدئة كهذا من شأنه أن يؤثر على توازن القوى والعلاقات بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كما أنه سينعكس على العلاقات الوثيقة بين إسرائيل ومصر

تحليل: نتنياهو يرى أن اتفاق تهدئة مع حماس سيخدم سياسته

مظاهرة بقطاع غزة ضد الإغلاق المتواصل لمعبر رفح (أ.ف.ب.)

ترددت أنباء في الفترة الأخيرة حول مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، بوساطة الأمم المتحدة وعدة دول، حول احتمال التوصل إلى اتفاق تهدئة لعدة سنوات، ربما خمس سنوات، ويشمل وقف إطلاق نار.

وأشار المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، اليوم الجمعة، إلى أنه في حال التوصل إلى اتفاق كهذا بين إسرائيل وحماس، وبضمانات دولية، فإنه من شأنه أن يؤثر على توازن القوى والعلاقات بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، كما أنه سينعكس على العلاقات الوثيقة بين إسرائيل ومصر.

وستحقق حماس، في حال التوصل إلى اتفاق تهدئة كهذا، على تسهيلات اقتصادية هامة لقطاع غزة وتخفيف الحصار. وفي المستقبل قد توافق إسرائيل على إمكانية بناء ميناء تحت رقابة دولية، لكن هذه الإمكانية ليست واردة الآن أو في الفترة الأولى من تنفيذ اتفاق تهدئة محتمل.

ورأى هارئيل أن رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، قد يكون معجبا بفكرة اتفاق التهدئة مع حماس، لأنه "سيمكنه من استعراض الحرب في غزة في الصيف الأخير كإنجاز طويل الأمد، بدلا من كونها مهمة غير منجزة ومحل خلاف كبير، مثلما تبدو اليوم". وأضاف أنه "سيكون بإمكان نتنياهو أن يبرر، بنظرة إلى الوراء، خطواته في غزة والقول إن موافقة حماس على وقف إطلاق نار طويل يعكس نجاح الجيش الإسرائيلي في الحرب".

وأضاف هارئيل أنه "من خلال تسوية غير مباشرة، لن تطالب حكومة نتنياهو الجديدة بتقديم تنازلات مبدئية لحماس، واعتراف فعلي بها أو الانسحاب من أجزاء من الوطن. بل أنه بواسطة اتفاق مع حماس، سيلتف نتنياهو من اليمين على رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وسيكون بإمكانه صد قسم من الادعاءات في الحلبة الدولية بأن إسرائيل لا تفعل شيئا في القناة الفلسطينية".

كذلك فإن اتفاقا محتملا مع حماس سيعفي نتنياهو من الجبهة الجنوبية مع القطاع وسيركز اهتمامه على الجبهة الشمالية مقابل حزب الله، وفقا للمحلل. وكتب أنه "برؤية واسعة أكثر، فإنه إذا كان نتنياهو ينظر إلى التحدي في الجبهة الشمالية مقابل حزب الله على أنها تشكل التهديد الأمني الأخطر، ويعتبر أن هذا التهديد قد يتصاعد في السنوات القريبة المقبلة ويصل إلى حد نشوب حرب، فإن وقف إطلاق نار طويل الأمد في غزة، سيعفيه بصورة مؤقتة من صداع مقلق، وسيسمح للجيش الإسرائيلي بالتركيز على المواجهة الصعبة وذات الاحتمالات العالية بالاندلاع".     

 

التعليقات