نافذة على التعامل العنصري الممأسس تجاه الأثيوبيين في إسرائيل

تدل محاضر مداولات عقدت في عدد من الوزارات على وجود مخططات وبرامج وتعامل مع الأثيوبيين مبني على عنصرية منهجية

نافذة على التعامل العنصري الممأسس تجاه الأثيوبيين في إسرائيل

توفر محاضر مداولات أجريت في الوزارات الإسرائيلية المختلفة، فرصة للاطلاع على تعامل المؤسسة الإسرائيلية العنصري تجاه الإسرائيليين من أصول أثيوبية، الذين هبوا في الأيام الماضية بمظاهرات، جاءت تحت عنوان الاحتجاج على عنف الشرطة وعنصريتها، ولكنها أعادت طرح التعامل العنصري ضد الأثيوبيين في كافة المجالات.

ونقلت صحيفة 'هآرتس'، اليوم الثلاثاء، عن نائبة مدير عام السكرتارية التربوية في وزارة التربية والتعليم، مونيكا شافيط، قولها في إحدى المداولات إنه 'قبل شهر ذهبت إلى سجن ’أوفيك’، ومنذئذ لا أنام جيدا في الليل. 40% من الأولاد المجرمين في السجن، الذين تتراوح أعمارهم ما بين 14 – 18 عاما هم من الطائفة الأثيوبية. 80 ولدا من بين 200. والكثيرون منهم يعودون ليكونوا سجناء. هذا محزن أكثر. وحقيقة هي أننا فشلنا، وعلينا أن نفحص أين فشلنا. وأنا لا أعرف الإجابة على ذلك'.

من جانبها، قالت نائبة المديرة العامة لوزارة التربية والتعليم، غيلا نجار، إن 'وزارتنا ليست كاملة، ولا أجمّل الأمور، فقد ارتكبنا أخطاء كثيرة. يجب تأهيل نوعي للمعلمات والمعلمين، وليس فقط فيما يتعلق بالمعاملة مع ذوي الأصول الأثيوبية.وإذا دخلت معلمة إلى روضة أطفال ولم تلتفت إلى الأولاد المختلفين من حيث لونهم ومظهرهم وأفكارهم، فإنه توجد مشكلة لدى المعلمة... يجب منحها أدوات للتعامل مع الاختلاف'.

وجرى نقاش خلال أحد الاجتماعات في الوزارة حول فصل الطلاب الأثيوبيين، وبينهم الأطفال في الروضات، عن باقي الطلاب. وقال الناشط الاجتماعي الأثيوبي، يتسحاق بلينش، إن 'يجب وضع حد واجتثاث ظاهرة الفصل في روضات الأطفال والمدارس والأطر الأخرى لأنها تظلم أولئك الأولاد (الأثيوبيين)، من حيث أنها تصنفهم وتخلد الفجوات بين مجتمعنا والسكان ’الإسرائيليين’، ’البيض’ إذا شئتم، إلى جانب معاقبة وتنديد بالمعلمين الذين يتصرفون بصورة عنصرية بحق تلاميذهم'.

ولفتت المحاضرة في كلية التربية في بيت بيرل، البروفيسورة إستير هرتسوغ، إلى أن 'الفصل أدى إلى مستوى تعليمي متدن أكثر وإلى غياب الانتقاد تجاه المعلمات اللواتي حصلن على تصريح خفي لتنفيذ ذلك، بأن الحديث يدور عن أولاد يفتقرون إلى القدرة لتحقيق إنجازات ولذلك يجب الاستثمار فيهم وخاصة بتعليمهم اللغة العبرية. وهكذا تم توجيه الأولاد إلى مسار انجازات متدنيةطوال حياتهم التعليمية وحتى امتحانات البجروت'.

وشددت هرتسوغ أن 'الحديث لا يدور عن قدرات ذهنية أو عقلية متدنية للأولاد الأثيوبيين وإنما بقيام الجهاز التربوي بتوجيه هؤلاء الأولاد إلى مسار أضعف وليس إلى مستقبل أكاديمي'. وبين هذه المسارات، توجيه عدد كبير من التلاميذ إلى التعليم الخاص.

وفيما يتعلق بالمجال الصحي، شددت مديرة دائرة تقليص الفجوات في وزارة الصحة، شولاميت أفني، على أهمية تثقيف المعالِجين على تقبل التنوع الثقافي. لكنها أشارت إلى قضية خطيرة في مجال الصحة النفسية وأنه في هذا المجال 'توجد أخطاء خطيرة (بحق الأثيوبيين) من حيث فهمهم وتشخيصهم، إلى جانب جعلهم يرقدون في مشافي الأمراض النفسية بدون حاجة وبالإمكان منعها'.

 

التعليقات