جبهة إسرائيل الشمالية: "حدود مشتركة" مع إيران وردع حزب الله

التوقعات في إسرائيل تشير إلى أن مواجهة مع حزب الله يمكن أن تنشب في حال سقوط النظام السوري، عندما، يسرع الحزب من نقل أسلحة إلى لبنان، فيما إسرائيل ستعمل على اعتراض القوافل وقصفها

جبهة إسرائيل الشمالية:

كثف ضباط الجيش والمخابرات الإسرائيليين، مؤخرا، من التحدث إلى الصحافيين، وحتى أن ضابطا كبيرا في الاستخبارات الإسرائيلية التقى مع مجموعة من المراسلين الأجانب فقط، بهدف تمرير رسائل إلى حزب الله في محاولة لردعه من تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية ومن شأنها أن تؤدي إلى مواجهة بين الجانبين.

وتشير التوقعات في إسرائيل إلى أن مواجهة كهذه يمكن أن تنشب في حال سقوط النظام السوري، وعندها، بحسب التقديرات، سيسرع حزب الله من نقل أسلحة من سوريا إلى لبنان، فيما إسرائيل ستعمل على اعتراض القوافل التي تنقل هذه الأسلحة وقصفها.

وأبرزت وسائل إعلام عالمية، وبشكل خاص صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أقوال ضابط الاستخبارات الإسرائيلي، أول من أمس الأربعاء، الذي استعرض أمام المراسلين الأجانب صورا لقرى في جنوب لبنان وقال إن العديد من بيوتها هي مخازن أسلحة لحزب الله، وهدد باستهدافها في حال نشوب حرب وحتى لو أدى ذلك إلى وقوع خسائر بين سكانها المدنيين.

وقالت صحيفة "هآرتس"، اليوم الجمعة، إن توقيت نشر التقرير المفصل حول أقوال ضابط الاستخبارات في "نيويورك تايمز"، بما في ذلك المعلومات الاستخبارية التي تم تزويد الصحيفة الأميركية بها، "غايته صيانة الرسائل الإسرائيلية الثابتة لحزب الله والمجتمع الدولي".

وتشمل هذه الرسائل الإسرائيلية أن حزب الله مستمر في خرق القرار 1701، الذي صدر عن مجلس الأمن في نهاية حرب لبنان الثانية، من خلال مواصلة تهريب أسلحة إلى لبنان ونشر قواته في جنوب لبنان؛ الاستخبارات الإسرائيلية مطلعة على المنظومة العسكرية لحزب الله وبإمكان الجيش الإسرائيلي استهدافها؛ استهداف أهداف حزب الله العسكرية ومخازن أسلحته سيشمل استهداف مدنيين لأن هذه الأهداف موجودة في قرى جنوب لبنان.

ووفقا للمحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هارئيل، فإن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غادي آيزنكوت، هو الذي يملي تزويد وسائل إعلام بهذه المعلومات وبتنفيذ عملية "صيانة" الرسائل إلى حزب الله.

وأردف هارئيل أن آيزنكوت يرى أن مهمة الجيش تحت قيادته ب"إبعاد الحرب" وفي الوقت نفسه إعداد الجيش للمواجهة القادمة، وذلك إلى جانب بذل جهد نشط، بما في ذلك في المجال الإعلامي، وحتى في المجال السياسي بقدر معين، من أجل منع حرب كهذه.

وأشار هارئيل إلى جانب آخر من المعادلة في سوريا، يتعلق بإيران. ووفقا لهذا المحلل فإن إيران هي الجهة المسيطر في معسكر النظام وحزب الله. وينصاع آلاف المقاتلين من حزب الله والمتطوعين الشيعة الذين دخلوا إلى سوريا للقتال لأوامر ضباط حرس الثورة الإيرانية. وقسم كبير من هؤلاء المقاتلين موجود عند مناطق متاخمة لخط وقف إطلاق النار في مرتفعات الجولان، ما يعني أنه أصبح لإيران "شبه حدود مشتركة" مع إسرائيل "وسيكون بإمكانها العمل ضد إسرائيل من هذه الحدود".  

 

التعليقات