هل يتعاون النظام السوري مع داعش؟

قالت السفارة الأميركية، يوم أمس الثلاثاء، إن النظام السوري يتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية، وأنه يتجنب الجبهات التي يقاتل فيها عناصر داعش

هل يتعاون النظام السوري مع داعش؟

قالت السفارة الأميركية، يوم أمس الثلاثاء، إن النظام السوري يتعاون مع تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وأنه يتجنب الجبهات التي يقاتل فيها عناصر داعش.

وكتبت السفارة في حسابها على 'تويتر' أن 'الرئيس السوري بشار الأسد يتعاون مع داعش'. كما كتبت أن 'السفارة تدين بشدة استخدام نظام الأسد للبراميل المتفجرة في حلب ومحيطها، والتي قتل فيها 70 مدنيا على الأقل'.

وجاء أيضا أن التقارير تشير إلى أن الأسد يبادر إلى شن غارات جوية كمساعدة لتقدم داعش في حلب، ويدعم المتطرفين ضد السكان المدنيين'.

كما كتبت أنه 'منذ مدة طويلة نرى أن النظام السوري يتجنب الجبهات التي يقاتل فيها تنظيم داعش، بشكل يتناقض مع ادعاءاته أنه يحارب التنظيم'.

وفي هذا السياق كتب محلل الشؤون العربية في صحيفة "هآرتس"، تسفي برئيل، اليوم، أن هذه التقارير ينبغي ألا تفاجئ أحدا، حيث أن هذا التعاون لم يبدأ يوم أمس، فقد تبين أن الحكومة السورية كانت تشتري النفط من داعش بأسعار مخفضة وتبيعه للمواطنين، وهو نفط سوري يتم استخراجه في المناطق التي سيطر عليها التنظيم'.

وكتب أيضا أن التعاون الأساسي بين النظام وداعش هو على المستوى العسكري، وذلك في القتال ضد قوات المعارضة، وخاصة ضد 'جيش الفتح' الذي يضم جبهة النصرة. والعمليات العسكرية التي تجري اليوم في شمال محافظة حلب هي خير مثال على ذلك، فالهدف الإستراتيجي لداعش في المنطقة هو السيطرة على محاور الطرق التي تربط بين قوات المعارضة في الشمال وبين تركيا، وهي الطريق اللوجستية الأهم، وهذه الإستراتيجية تأتي بالتنسيق بين جيش النظام الذي يواصل مهاجمة مدينة حلب جوا، وأن هذه العملية العسكرية تهدف إلى إشغال قوات جبهة النصرة والجيش الحر التي تخطط للسيطرة على حلب، وخلق منطقة فاصلة بينها وبين المدينة نفسها، وقطع التواصل الجغرافي بينهم وبين محافظة اللاذقية.

وبحسب برئيل، فإن التعاون بين داعش وقوات النظام ليست فقط في جبهة حلب، فعلى سبيل المثال، تركت قوات النظام مدينة تدمر، وأتاحت المجال لتنظيم داعش بالسيطرة عليها دون مقاومة، ويبدو، كذلك، أنه في محافظة درعا الجنوبية فإن النظام على استعداد لتمكين داعش من إدارة المعارك باسمه مع قوات المعارضة. وبحسب وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة، سليم إدريس، فإن نحو 180 ضابطا في الجيش السوري ينشطون اليوم في صفوف داعش، ويعملون في مجال الإرشاد وتنسيق العمليات.

وكتب أيضا أن 'هذا التنسيق سوف يلزم التحالف الغربي العربي بتصحيح إستراتيجيته السابقة، والتي بموجبها فإن الحرب على داعش منفصلة عن الحرب ضد النظام، وأن الأزمة مع النظام يمكن حلها بالطرق الدبلوماسية، مقابل القوة العسكرية ضد داعش'.

وأشار المحلل الإسرائيلي إلى تصريحات وزير الخارجية المصرية، سامح شكري، بعد زيارته للسعودية، والتي جاء فيها أنه أنه لا خلاف بين البلدين في المسألة السورية.

وتابع أن مثل هذا الموقف من شأنه أن يدفع الولايات المتحدة إلى التخلي عن ترددها بشأن التدخل العسكري المباشر في سورية، كما يتوقع أن تمنح المعارضة حماية جوية حتى لو لم تعلن عن منطقة حظر طيران.

وبحسبه فإن تلكؤ الولايات المتحدة مرتبط برغبتها بضم إيران كشريك لحل سياسي في سورية بعد التوقيع على اتفاق نووي في نهاية الشهر الجاري، الأمر الذي يجنب الولايات المتحدة التدخل المباشر في معركة ضد الأسد. وهو ما ألمح إليه نائب وزير الخارجية الروسية، غينادي غاتيلوف، هذا الأسبوع، بأنه يلاحظ جاهزية أميركية لإشراك إيران في العملية. 

التعليقات