الإعلام الإسرائيلي وفوز كوربين: داعم للإرهاب وشاذ عن حزبه

لم يتوقّف التركيز على كونه "معاديا" لإسرائيل وللجالية اليهودية في بريطانيا، بل ذهب الإعلام الإسرائيلي أيضًا لتصويره كمغرّد خارج سرب حزبه ** لا ينكر جيمي كوربين ذاته عداؤه للسياسة الإسرائيلية في المنطقة، وتحميله الغرب المسؤولية

الإعلام الإسرائيلي وفوز كوربين: داعم للإرهاب وشاذ عن حزبه

كوربين (أ ف ب)

سارعت الصحافة الإسرائيلية، اليوم السبت، بعد انتخاب اليساري جيمي كوربين زعيمًا لحزب العمال البريطاني، بالنشر عن آرائه السياسية الرافضة للاحتلال ودعمه للشعب الفلسطيني، والعداء الذي يكنه لإسرائيل وسياساتها الاستعمارية في المنطقة، ولم يتعدى النشرعن شخصيته في الإعلام الإسرائيلي سوى كونه داعمًا للمقاومة الفلسطينية متمثلة بحماس، بالإضافة إلى وصفه وكأنه خطرًا على حزب العمّال وهدية للمحافظين على الرغم من فوزه بنسبة 59.5 في المئة من المصوّتين في الجولة الأولى لانتخابات الحزب.

اقرأ أيضا | بريطانيا: فوز اليساري كوربين برئاسة حزب العمال

ولم يتوقّف التركيز على كونه معاديًا لإسرائيل وللجالية اليهودية في بريطانيا فقط، بل ذهب الإعلام الإسرائيلي أيضًا لتصويره كمغرّد خارج سرب حزبه، إذ شبّه الموقع الإلكتروني لصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، فوزه بزعامة حزب العمال البريطاني، بفوز النائب عن التجمّع الوطني الديمقراطي، د. جمال زحالقة، بالانتخابات الداخلية لحزب 'العمل' الإسرائيلي، في إشارة إلى أن مبادئ كوربين وأقواله تختلف عن مبادئ حزب العمّال كاختلاف التجمّع الوطني عن العمل الصهوني، غاضًا النظر عن كون كوربين منتخب عن الشباب البريطاني في الحزب.

ولا ينكر جيمي كوربين ذاته عداؤه للسياسة الإسرائيلية في المنطقة، وتحميله الغرب مسؤولية ما حل بالشرق الأوسط، بل وذهب أكثر من ذلك بالقول في وقت سابق خلال مقابلة أجراها مع قناة 'الجزيرة' إنه يطمح لعالم خال من السلاح النووي، وأنه سيعمل على إخلاء بريطانيا ذاتها من السلاح النووي، بعكس ما حاول الموقع الإسرائيلي تصويره على أنه عدوًا لليهود.

ومن بين أكثر التصريحات التي تداولتها الصحافة الإسرائيلية عن اليساري المنتخب، كان رفضه لإعدام أميركا لبن لادن، فركّز الإعلام الإسرائيلي على قوله إن 'إعدام بن لادن يعدّ مأساة'، وغض النظر عن كمالة التصريح الذي قال فيه إنه كان يتوجّب على أميركا تقديم بن لادن للمحاكمة العادلة، ولكنها لم تحاول حتى فعل ذلك بل أرادت قتله فقط.

بدوره، اختار موقع 'واللا' أن يقول إنه وبالإضافة إلى تعريف كوربين لحماس وحزب الله كأصدقاء، قام كوربين بتقديم الدعم المادي لتنظيمات تنكر المحرقة، ومن نفقته الشخصية، ولم يقم الموقع بذكر أي من هذه التنظيمات ولا الدليل على قيام الزعيم الجديد اليساري بهذا.

أمّا مراسل صحيفة 'هآرتس'، أنشيل ببير، فاختار القول إن الشباب الذي اختار كوربين لزعامة الحزب غير مهتم لآراء كوربين بالسياسية البريطانية الخارجية، ولا يهمّه بتاتًا كون كوربين داعمًا لأنظمة كنظام الراحل تشافيز، أو دعمه لتنظيمات 'إرهابية' من إيرلندا إلى العراق باسم العداء للإمبريالية والرأسمالية، بل هو إعجابهم بمواقفه وميوله الاشتراكية إلى حد الشيوعية.

اختيار بيبر الهجوم على الشباب، واتهام كوربين بدعم تنظيمات 'إرهابية' لا يمكن اعتباره إلّا هجومًا غير موفّق، فالشباب البريطاني وخاصة الحركة الطلابية البريطانية تعدّ من أكثر الحراكات الطلابية نشاطًا بعد تشيلي في العالم، ومن أكثرها تأثيرًا على سياسة الدولة الخارجية، ابتداء من دعمها لحركة مقاطعة إسرائيل حتى العريضة التي يقومون بتوزيعها للمطالبة باعتقال رئيس حكومة إسرائيل، بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكابه جرائم حرب.   

 

التعليقات