الجوقة الإعلامية الإسرائيلية: حماس تسعى لإشعال الضفة

بدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، المكتوبة والمرئية والمسموعة، اليوم الجمعة، كجوقة تنشد بصوت واحد بأن حركة حماس تسعى إلى إشعال الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وتكثيف العمليات المسلحة، والعمليات الانتحارية داخل إسرائيل

الجوقة الإعلامية الإسرائيلية: حماس تسعى لإشعال الضفة

بدت وسائل الإعلام الإسرائيلية، المكتوبة والمرئية والمسموعة، اليوم الجمعة، كجوقة تنشد بصوت واحد بأن حركة حماس تسعى إلى إشعال الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتين وتكثيف العمليات المسلحة، والعمليات الانتحارية داخل إسرائيل أيضا. واستغلت هذه الجوقة، بتوجيه مخابراتي واضح، إعلان الشاباك أمس عن كشف خلية في القدس والضفة، تخطط لأسر مستوطن بهدف مبادلته بأسرى فلسطينيين.

وبحسب المعلومات التي تم تلقينها لمراسل "يديعوت أحرونوت" العسكري، يوسي يهوشواع، فإن "نشاط الشبكة الإرهابية جرى توجيهه على أيدي نشطاء الذراع العسكري لحماس من قطاع غزة، وكان النشطاء ينوون تنفيذ عمليات تفجيرية وانتحارية في إسرائيل".

وأضاف يهوشواع أن "الرسالة الواضحة من هذه الشبكة هي أن حماس تحاول رفع رأسها" في الضفة الغربية. "ويتألف نشاط حماس في منطقة أبو ديس من ثلاثة مستويات: تأهيل شبكات محلية تستند إلى نشطاء حماس الذين ينشطون بدون توجيه؛ إقامة شبكة لحماس توجهها ’قيادة الضفة’ في قطاع غزة وتمويل تنفيذ عمليات كبيرة تخرج من الضفة إلى إسرائيل، بهدف دفع إسرائيل لاجتياح الضفة والتسبب بانهيار السلطة الفلسطينية من تشكيل خطر على حكم حماس في غزة؛ وتفعيل نشطاء ’منطقة الضفة’ الذين يتواجدون بالأساس في قطر وتركيا ويحولون تعليمات وتمويل لترميم شبكة حماس في الضفة".

بدورها، نقلت "معاريف" عن الشاباك أن هناك انخفاض حاصل في كمية العمليات في العبة الفلسطينية خلال كانون الأول الماضي. وبحسب معطيات الشاباك، فإنه وقعت الشهر الماضي 181 عملية إلقاء زجاجات حارقة و27 قنبلة و10 عمليات طعن، مقابل 249 عملية إلقاء زجاجات حارقة و38 عملية إلقاء قنابل و12 عملية طعن في تشرين الثاني الماضي، كما انخفض عدد عمليات الدهس.

وأضافت الصحيفة أن المعطى الوحيد الذي طرأ ارتفاع فيه هو إطلاق نار قناصة، حيث وقعت 13 عملية كهذه الشهر الماضي مقابل 10 في الشهر الذي سبقه.

ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إنه على الرغم من تراجع العمليات إلا أن "موجة الإرهاب هذه لا تبدو أنها ستنتهي قريبا".

من جانبه، اعتبر المحلل العسكري في "هآرتس"، عاموس هرئيل، بالاستناد إلى المصادر المخابراتية الإسرائيلية أن تراجع العمليات نابع من نشاط أجهزة الأمن الفلسطينية. وأضاف "أجهزة الأمن الإسرائيلية تلاحظ تغيرا كبيرا للأفضل مؤخرا في أداء السلطة الفلسطينية الأمني. فقد تراجع التحريض في الإعلام الفلسطيني، والتنسيق الأمني مع إسرائيل تحسن كثيرا، ونشطاء التنظيم لا يشاركون في المظاهرات بينما عادت أجهزة الأمن، بالزي العسكري، إلى مراكز الاحتكاك لمنع مواجهات بين المتظاهرين والجيش الإسرائيلي ونفذت حملات اعتقال لخلايا تابعة لحماس في نابلس والخليل".

واستدرك المحلل مشيرا إلى أن "التناقض هو أن كل هذه الأنشطة، التي تعتبر إيجابية بعيون إسرائيلية، لم تؤد إلى حدوث أي تراجع في شدة الإرهاب نفسه. والخطوات التي نفذتها السلطة لم تؤثر على منفذي عمليات الطعن والدهس، رغم أنه يبدو أنها هامة في كبح الانتقال الذي تخطط له حماس من انتفاضة بسلاح بارد لانتفاضة مسلحة". 

التعليقات