حملة تحريض غير مسبوقة يقودها نتنياهو ضد التجمع

واصلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة، حملة التحريض غير المسبوقة وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووسائل الإعلام في إسرائيل ضد نواب حزب التجمع في القائمة المشتركة

حملة تحريض غير مسبوقة يقودها نتنياهو ضد التجمع

واصلت الصحف الإسرائيلية الصادرة اليوم، الجمعة، حملة التحريض غير المسبوقة وعلى رأسها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووسائل الإعلام في إسرائيل ضد نواب حزب التجمع في القائمة المشتركة، في أعقاب لقائهم مع أسر شهداء فلسطينيين سقطوا بنيران قوات الاحتلال، وترفض إسرائيل إعادة جثامينهم لدفنها.

وتعتبر سياسة حكومة إسرائيل باحتجاز جثامين الشهداء واحدة من أكثر القضايا المؤلمة التي ترافق الهبة الشعبية الفلسطينية الحالية. وتعصف هذه القضية بالشارع الفلسطيني، لدرجة أن جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) نتنياهو من عواقب هذه القضية، وقال إنها تثير حالة غليان بين الفلسطينيين.

ورغم أن إسرائيل أعادت في الشهور الأخيرة عددا من الجثامين، إلا أن الاحتلال أراد كبت غضب أهالي الشهداء وألمهم وحزنهم، وحاول فرض شروط على عائلات الشهداء، مثل ألا يتجاوز عدد المشيعين بضع عشرات قليلة.

ويذكر أن العديد من الشهداء سقطوا بعد أعدمتهم قوات الاحتلال بزعم وجود نية بتنفيذ عملية طعن أو دهس. وأكدت جهات دولية وتقارير صحافية إسرائيلية أيضا على أن هناك حالات أطلق فيها جنود الاحتلال النار على فلسطينيين وقتلوهم بدون داع، حتى لو كانوا ينوون فعلا تنفيذ طعن، لكنهم لم ينجحوا بذلك وكان بالإمكان السيطرة عليهم من دون قتلهم.

لكن هذا المنطق ترفض الغالبية العظمى في الحلبة السياسية ووسائل الإعلام في إسرائيل التعامل معه. وصدرت الصحف الإسرائيلية اليوم تنعق في إطار سرب العنصرية وجوقة التحريض ضد كل ما هو فلسطيني، وترفض استيعاب مشاعر الفلسطينيين الإنسانية ومطالبتهم بحقهم في دفن شهدائهم.  

وصدرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بعنوان رئيسي على صفحتها الأولى، يقول "عناق للمخربين"، وإلى جانبه صور نواب التجمع، حنين زعبي وجمال زحالقة وباسل غطاس.

كذلك قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" في عنوانها الرئيسي "وقاحة النواب العرب" وإلى جانبه صورة لاجتماع النواب الثلاثة مع أسر الشهداء، أما صحيفة "معاريف" فنشرت على صفحتها الأولى صورة النائبة زعبي، وقال عنوانها: "عاصفة النواب العرب: نواب في القائمة المشتركة التقوا أفراد عائلات منفذي عمليات".

ولم تكتف هذه الصحف بعناوينها التحريضية وإنما نشرت اقتباسات تحريضية أطلقها نتنياهو ونواب اليمين المتطرف. ونشرت "يسرائيل هيوم" تصريحا لنتنياهو وقوله إن نواب التجمع "غير لائقين لعضوية الكنيست"، فيما قالت كتلة "المعسكر الصهيوني" "إنهم يشجعون الإرهاب".

واقتبست "معاريف" عن رئيس حزب "يسرائيل بيتينو" أفيغدور ليبرمان، قوله عن النواب الثلاثة إنه "يجب طرد هؤلاء المخربين من الكنيست"، فيما اعتبرت "يديعوت" أنه "ليس لديهم حدود، زعبي وزحالقة وغطاس التقوا مع عائلات مخربين قتلوا إسرائيليين في موجة الإرهاب الأخيرة".

واللافت أن هذه الصحف غيّبت حقيقة أن أسر الشهداء دعت نواب القائمة المشتركة إلى الاجتماع معهم في إطار سعيهم لتحرير جثامين أبنائهم، ولإشراك النواب بألمهم ومعاناتهم ودعوتهم إلى طرح قضيتهم أمام الجهات الإسرائيلية ذات العلاقة.  

التعليقات