تحولات في الموقف الإسرائيلي تجاه تطورات الحرب بسوريا

إسرائيل: على الغرب أن يستيقظ من جموده ويضخ مساعدات عسكرية حقيقية لمن يصفهم جهاز الأمن الإسرائيلي بـ"القوة الثالثة’، وهي منظمات المعارضة الأقل تطرفا والمليشيات الكردية، لكي تقف ضد النظام وتنظيم "داعش"

تحولات في الموقف الإسرائيلي تجاه تطورات الحرب بسوريا

قال تقرير صحفي إن سياسة وتوجهات إسرائيل حيال الحرب في سوريا قد تغيرت في الفترة الأخيرة، على ضوء ما وصفه التقرير بنجاح النظام السوري، بدعم من روسيا وإيران، في دكّ قوات المعارضة، ما جعل إسرائيل تنظر بقلق إلى التطورات الحاصلة في الأسابيع الأخيرة.

وكان الموقف الإسرائيلي من الأزمة السورية يقضي بعدم التدخل في الحرب الدامية الدائرة فيها، واعتبرت أن مصلحتها تكمن في استمرار القتال بين النظام ومعارضيه لسنوات طويلة، الأمر الذي يضعف قوات النظام والمنظمات المسلحة التي يمكن أن توجه سلاحها نحو إسرائيل.

لكن الحرب في سوريا شهدت في الأسابيع الماضية تحولا، تمثل بإعادة النظام سيطرته على مناطق قريبة من مدن حلب وإدلب، بدعم من روسيا التي شن طيرانها الحربي غارات شديدة ضد المعارضة.

ووفقا للمحلل العسكري في صحيفة 'هآرتس'، عاموس هارئيل، فإن هذه التطورات في سوريا جعلت إسرائيل تعدّل مواقفها، علما أن هذا التغيير في المواقف الإسرائيلية ليس معلنا، من أجل عدم إثارة غضب أميركا، التي تتعرض لانتقادات متزايدة في إسرائيل بسبب 'سياستها المترددة'، أو غضب روسيا، التي تريد إسرائيل الحفاظ على علاقاتها معها.

وكتب هرئيل، اليوم الأحد، أنه في أعقاب التطورات الأخيرة في سوريا، تبلورت لدى إسرائيل ثلاثة استنتاجات: الأول، هو أن انتصار نظام بشار الأسد سيكون سيئا لإسرائيل، لأن يعني انتصارا لإيران وحزب الله أيضا؛ ثانيا، الحرب لم تحسم بعد، لأنه على الرغم من الغارات الروسية، فإن المعارضة السورية، ورغم الخلافات فيما بينها، ما زالت بعيدة عن الاستسلام؛ ثالثا، على الغرب أن يستيقظ من جموده ويضخ مساعدات عسكرية حقيقية لمن يصفهم جهاز الأمن الإسرائيلي بـ'القوة الثالثة’، وهي منظمات المعارضة الأقل تطرفا والمليشيات الكردية، لكي تقف ضد النظام وتنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش).

وأضاف هرئيل أن انتصار النظام السوري بنظر إسرائيل يعني تعزيز مكانة إيران، التي تعززت أصلا في أعقاب الاتفاق النووي ورفع العقوبات عنها. كما يعني ذلك بنظر إسرائيل عودة قوات النظام إلى السيطرة على المناطق المحاذية للجولان المحتل، ودخول قوات حزب الله وحرس الثورة الإيراني إليها.

ونقل هرئيل عن مسؤولين أمنيين إسرائيليين قولهم إنه على الرغم من أنه من السابق لأوانه الإعلان عن انتصار النظام، إلا أن التطورات الأخيرة تعني تضاؤل احتمالات إسقاط النظام، طالما أن الروس يدعمونه عسكريا. ورغم ذلك، فإن النظام ما زال يسيطر على ربع الدولة فقط، والمناطق التي سيطر عليها مؤخرا صغيرة نسبيا.

اقرأ أيضًا| تحليل: تحسب إسرائيلي من معركة حلب

وأضاف هرئيل أنه 'على الرغم من أن إسرائيل ستمتنع على ما يبدو عن كيل مديح معلن للسعودية، لكن يبدو أن خطوتين أعلنت عنهما مؤخرا قوبلوا ببرودة أعصاب في إسرائيل: إلغاء المساعدات الأمنية للبنان بسبب العلاقة العميقة بين الجيش اللبناني وحزب الله؛ والنية بإرسال قوات خاصة من السعودية ودول الخليج لمساعدة المعارضة في سورية'.    

التعليقات