"تبادل إطلاق النار محاولة لإعادة تحديد ميزان الردع"

حماس تعرف أن إسرائيل قد اكتشفت نفقا هجوميا، وترى أنشطة أخرى يقوم بها الجيش غربي السياج داخل قطاع غزة، وتسمع عن حلول تكنولوجية للكشف عن الأنفاق وتدميرها، وبالتالي فإن قيادتها، قيادة حماس، تتأرجح ما بين التهديد المستقبلي والمخاطرة الفورية.

"تبادل إطلاق النار محاولة لإعادة تحديد ميزان الردع"

منشأة غزية استهدفها القصف الإسرائيلي

يعتبر تبادل إطلاق النار الذي حصل مؤخرا، على الحدود مع قطاع غزة، التصعيد الأخطر منذ انتهاء الحرب العدوانية على القطاع في صيف العام 2014، إلا أن هذه التطورات تعتبر ذات أهمية من جهة أنه للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب يبدو أن الذراع العسكري لحركة حماس هو الذي أطلق قذاف الهاون ونيران الأسلحة الخفيفة باتجاه قوات الجيش الإسرائيلي.

ويعتبر المحلل العسكري لصحيفة 'هآرتس'، عاموس هرئيل، أن الأحداث على الأرض لم تنته، إلا أنها تشير إلى أن الحديث عن محاولة من حركة حماس لوضع خطوط حمراء على خلفية جهود الجيش الإسرائيلي في الكشف عن أنفاق هجومية قامت بحفرها تحت الحدود إلى داخل إسرائيل.

ويشير إلى أن المتحدثين الإسرائيليين، بعد حرب غزة، دأبوا على القول إن حماس تلقت ضربة شديدة لم تتلق مثلها من قبل من الجيش الإسرائيلي، ولذلك فإنها لن تشن أي هجوم، بل وتعمل على لجم تنظيمات أخرى ومنعها من إطلاق النار باتجاه إٍسرائيل.

ويتابع أن التعبير الأخير عن ذلك كان في تصريحات رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بعد أن زار، يوم أمس الأول، نفقا تم اكتشافه مؤخرا، إلا أن هذا 'الردع' قد تبدد حيث ألمحت حماس إلى مسؤوليتها عن حوادث إطلاق النار، حيث أن شدة النيران، إضافة إلى حقيقة توجيهها باتجاه قوات الجيش التي كانت تعمل في البحث عن الأنفاق قرب السياج الحدودي، قبالة حي الشجاعية شرق مدينة غزة، وفي منطقة كيبوتس 'حوليت' حيث اكتشف النفق الأخير، كل ذلك يشير إلى مسؤولية حركة حماس عن إطلاق النار، كما أنه من الصعب تصديق أن حوادث إطلاق النار الخمسة التي حصلت خلال 24 ساعة تمت بدون أن ترغب حماس بذلك.

وبحسب هرئيل فإن ما يحصل الآن هو لعبة تلميحات متبادلة في إطار محاولة الطرفين لإعادة تحديد ميزان الردع الذي رسم في أعقاب الحرب الأخيرة في صيف 2014. ويضيف أن حماس تعرف أن إسرائيل قد اكتشفت نفقا هجوميا، وترى أنشطة أخرى يقوم بها الجيش غربي السياج داخل قطاع غزة، وتسمع عن حلول تكنولوجية للكشف عن الأنفاق وتدميرها، وبالتالي فإن قيادتها، قيادة حماس، تتأرجح ما بين التهديد المستقبلي والمخاطرة الفورية.

ويشير إلى أن التهديد المستقبلي يكمن في إمكانية سحب إسرائيل من حماس 'ورقة الأنفاق' بشكل منهجي، أما المخاطرة الفورية فتكمن في المسارعة إلى 'العمل' بحيث ينقاد الطرفان إلى جولة قتالية أخرى تتكبد فيها حركة حماس خسائر فادحة، ويواجه المدنيون في غزة كارثة إنسانية رابعة بعد 'الرصاص المصبوب' و'عامود السحاب' و'الجرف الصامد'.

ويعتبر هرئيل أن إطلاق النيران من قطاع غزة لا يزال بمثابة تحذيرات وليس دعوة إلى حرب شاملة، وأن ذلك على خلفية المنطقة 'الفاصلة' الأمنية، حيث أنه تم الاتفاق بعد 'الرصاص المصبوب' في كانوني 2008 – 2009، بواسطة مصرية، على حق إسرائيل في القيام بعمليات دفاعية في داخل قطاع غزة في منطقة تصل إلى 500 متر غربي السياج الحدودي، وبعد 'الجرف الصامد' تم تقليص هذا الحيز إلى 100 متر فقط.

وبحسب الكاتب، ليس من المستبعد أن يكون القرار الأخير قد سهل على حركة حماس حفر 33 نفقا هجوميا تم اكتشافها قرب السياج الحدودي أثناء الحرب الأخيرة، وبالتالي فإنها تسعى لعرقلة نشاط الجيش في ضمن هذه المنطقة التي يصل عرضها إلى 100 متر.

ويختم مقالته بالقول إن إسرائيل تدرك الأبعاد المحتملة لنشاطها الأخير، ولكن لا تستطيع التخلي عن إزالة التهديد إذا اكتشفت أنفاقا تم حفرها.

اقرأ/ي أيضًا | غزة: إصابة وأضرار في غارات طيران الاحتلال الحربي

وينضاف إلى ذلك ظروف الحياة في قطاع غزة والتي تزداد قسوة، حيث قام الجيش الإسرائيلي في الشهر الأخير بوقف دخول الإسمنت إلى القطاع، ما يعني وقف إعادة الإعمار ووقف عمل آلاف العمال الغزيين في البناء.

 

التعليقات