"هآرتس" عن صحيفة سويسرية: وحدات كوماندو إسرائيلية هبطت في دير الزور قبل قصف ما زعم أنه فرن ذري..

"صباح اليوم الذي نفذ فيه الهجوم حلقت 7 طائرات (أف 15) إسرائيلية شمالا فوق البحر المتوسط، وفي المنطقة الحدودية مع تركيا توغلت في سورية وأطلقت 22 صاروخا عن بعد 50 كيلومترا"..

نقلت صحيفة "هآرتس" عن صحيفة سويسرية "نويا تسيريخر تساتونغ" ما كتبه د.هانس رولا، حيث ادعى أن قوات "كوماندو" تابعة للجيش الإسرائيلي قد هبطت بمروحيتين في المنطقة التي يزعم أن سورية أقامت فيها فرنا ذريا، وقاموا بجمع عينات من الأرض وتصوير الموقع في آب/ أغسطس من العام 2007، أي قبل شهر من قصف الموقع الواقع بالقرب من نهر الفرات في شمال سورية.

وبحسب "هآرتس" فإن الكاتب كان رئيس شعبة التخطيط في وزارة الدفاع الألمانية، وأشغل عددا من المناصب في حلف شمال الأطلسي (الناتو)، وفي السنوات الأخيرة يعمل كمحلل وباحث في شؤون الأمن.

وأضافت أن الكاتب في مقاله ينشر تفاصيل كثيرة لم تنشر من قبل حول النشاطات من أجل بناء الفرن الذري بمساعدة كورية الشمالية، وحول فشل الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية في الكشف عن الموقع، وحتى قرار الحكومة الإسرائيلية تنفيذ عملية القصف.

ويدعي الكاتب في مقاله أن إيران هي التي قامت بتمويل إقامة الفرن، ودفعت مبلغا يتراوح ما بين 1-2 مليارد دولار لكورية الشمالية، لتمويل قيام خبرائها ببناء الفرن الذري لسورية.

كما ادعى أنه جرى ترتيب ذلك بين الدول الثلاث في حزيران/ يونيو 2000، خلال تشييع جنازة الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، حيث شارك في الجنازة وفد من كورية الشمالية، وبدأ بإجراء الاتصالات الأولية. وتم الاتفاق على تنفيذ المشروع في تموز/ يوليو في لقاء عقد في دمشق بين ممثلي إيران وكورية الشمالية وسورية.

وبحسب المقال المشار إليه فإن الأجهزة الاستخبارية الأمريكية والإسرائيلية قد فوجئت تماما من عملية بناء الفرن الذري خلال 5 سنوات. وبحسب الخبير الألماني فإن أحدا لم يشك بأن سورية معنية ولديها القدرة على الحصول على أسلحة نووية، بالرغم من دلالات مختلفة سبق وأن أشارت إلى ذلك، بينها إرساليات من كورية الشمالية في سفن شحن إلى موانئ سورية، وفي العام 2006 تم ضبط سفينة لكورية الشمالية تحمل العلم البنمي وتحمل جهاز رادار متحرك، من قبل قبرص.

ويدعي الكاتب في مقاله أنه على الرغم من أن الحديث ليس عن عتاد مرتبط ببناء الفرن الذري، إلا أنه كان يجب أن يثير الشبهات. كما يدعي أن أحد أسباب عدم الكشف عن النشاطات في الموقع بالرغم من قيام الأقمار الصناعية الأمريكية بتصويره هو التكتم السوري ومنع النشر عن ذلك في وسائل الإعلام. كما أن الاتصالات كانت تتم عن طريق مبعوثين،وليس عن طريق أجهزة اصتال بحيث أن الأقمار الصناعية وأجهزة التصنت لم تتمكن من اعتراض البث.

ويمضي الكاتب في ادعاءاته، فيقول إن نقطة التحول لدى الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية كانت في شباط/ فبراير 2007، في أعقاب هروب الجنرال الإيراني علي عسكري خلال زيارته إلى تركيا. وفي حينه وردت أنباء عن توجهه إلى الولايات المتحدة أو ألمانيا أو إسرائيل. وفي هذا السياق يدعي الكاتب أن الجنرال الإيراني قام بتسليم معلومات حول البرنامج النووي الإيراني، كما كشف عن العلاقة الثلاثية وعن التمويل الإيراني لبناء فرن ذري في سورية من قبل كورية الشمالية. ويضيف أنه منذ ذلك الحين بدأت "عمليات سرية من قبل الأجهزة الاستخبارية الأمريكية والإسرائيلية لفحص ما يحصل في الموقع السوري المشار إليه".

وبحسب المقال، فإن القرار بمهاجمة الفرن الذري في أيلول/ سبتمبر 2007 قد اتخذ في أعقاب معلومات تشير إلى ضرورة العمل بسرعة قبل وصول سفينة تابعة لكورية الشمالية إلى سورية وهي تحمل شحنة من الوقود النووي، وعندها سيكون من الصعب قصف الموقع بدون إيقاع أضرار بيئية.

ويدعي الكاتب أنه في صباح اليوم الذي نفذ فيه الهجوم حلقت سبع طائرات (أف 15) إسرائيلية شمالا فوق البحر المتوسط، وفي المنطقة الحدودية بين سورية وتركيا توغلت في سورية وأطلقت 22 صاروخا عن بعد 50 كيلومترا أصابت أهدافها جميعا بدقة.

التعليقات