المعلم: جميع الأطراف تخسر في الحرب القادمة والتفاوت يكون في قدرة المجتمعات على التحمل

ويضيف إن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين بما فيها تنشيط كافة وسائل المقاومة، مؤكدا أن المصالحة الفلسطينية يجب أن تسبق المفاوضات المباشرة..

المعلم: جميع الأطراف تخسر في الحرب القادمة والتفاوت يكون في قدرة المجتمعات على التحمل
في حديثه مع صحيفة "أنباء موسكو" التي تصدرها وكالة "نوفوستي"، قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم إن كل الخيارات مفتوحة أمام الفلسطينيين، بما فيها تنشيط كل وسائل المقاومة ردا على التعنت الإسرائيلي.
 
وقال إن الشرق الأوسط لا يحتاج لوصفات سياسية جديدة بل إرادة لصنع سلام تبدو غائبة تماما عن إسرائيل. وأشار إلى أن انسداد أفق السلام يفتح على احتمال وقوع حرب جديدة في المنطقة "ستكون كل الأطراف خاسرة فيها".
 
وردا على سؤال حول تقويمه للوضع الحالي بعد أن وصلت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية إلى طريق مسدود، قال إن المفاوضات المباشرة يجب أن يسبقها المصالحة الفلسطينية، فالأولوية للوحدة الوطنية الفلسطينية.
 
وأضاف أنه من الواضح أن إسرائيل هي المسؤولة عن تعطيل عملية السلام في المنطقة، وبالتالي فإن الحديث عن السلام مع حكومة كهذه يبدو مضيعة للوقت، والشعب الفلسطيني يملك خيارات عديدة يأتي في مقدمتها خيار مقاومة الاحتلال بكافة أشكال المقاومة.
 
وفي إجابته عن سؤال حول حاجة الشرق الأوسط إلى وصفات جديدة بعد الإخفاق في تحقيق تقدم بواسطة الآليات الحالية، قال وزير الخارجية السوري إن الشرق الأوسط لا يحتاج إلى وصفات جديدة وآليات الجديدة.
 
وأوضح أن الشرق الأوسط بحاجة لإرادة صنع السلام الشامل والعادل، وهذه الإرادة غائبة تماما عن إسرائيل المحكومة بتطرف غير مسبوق. وصفة جديدة واحدة مطلوبة وهي إرادة إسرائيلية في صنع السلام بناء قرارات الأمم المتحدة (ومنها القراران) 242 و 338 ومبدأ الأرض مقابل السلام.
 
وحول وضع سورية في أعقاب تعرضها في السنوات الأخيرة لضغوطات كثيرة من الغرب بسبب دورها، قال المعلم إن سورية لا تزال تتعرض لضغوط غربية كثيرة، وأنها لم ترضخ للضغوط التي مورست سابقاً، ولن ترضخ لما لا يزال يمارس. وأضاف "نحن نتبنى سياسة مستقلة نابعة من ثوابتنا الوطنية ومصالح أمتنا، ونرى أن الحوار الموضوعي هو وحده السبيل للوصول إلى تفاهمات بناءة تحفظ مصالح الجميع".
 
وفي إجابته على سؤال حول إطلاق المفاوضات على المسار السوري وما هو المطلب لتحقيق ذلك، قال المعلم إن المفاوضات على المسار السوري ممكنة إذا كان هناك شريك راغب في الوصول إلى السلام، الأمر غير المتوفر حاليا. والمفاوضات يتعين أن تأخذ بالاعتبار أن استعادة الجولان كاملا حتى حدود الرابع من حزيران (يونيو) عام 1967 ليست موضوع تفاوض، وإنما هي الأساس الذي ينبني عليه التفاوض حول المسائل الأخرى المستتبعة لذلك، بحيث يتم البناء على ما جرى التوصل إليه في المفاوضات سابقا ثم في المفاوضات غير المباشرة من خلال الوسيط التركي.
 
أما بشأن احتمالات اندلاع حرب جديدة في المنطقة بعد فشل المفاوضات، وكيفية التعامل مع تصعيد عسكري جديد، أجاب الوزير السوري أنه لا شك أن انسداد أفق السلام يؤدي لاحتمال الحرب، وهذا الاحتمال قائم في منطقتنا على الدوام، لأن إسرائيل في الغالب تتهرب بشكل مفضوح من استحقاقات السلام.
 
واختتم حديثه بالقول "أرغب في أن أؤكد أن حربا جديدة لن تؤدي إلى رابح وخاسر، فالجميع سيكونون خاسرين، لأن التقنية العسكرية المتطورة حاليا تسمح بإمكانات إحداث تدمير كبير حتى لدى الطرف الذي يملك قوة عسكرية أعظم. ومن نافلة القول، ان نشير إلى التفاوت الكبير في قدرة المجتمعات في منطقتنا على تحمل الخسائر وتجاوز الأضرار، وهذه مسألة على جانب كبير من الأهمية في ميزان رسم صورة المستقبل".

التعليقات