"على الولايات المتحدة التخلص من العبء مبارك الآن"

مصادر في الإدارة الأمريكية تقول إنه من الصعب من الناحية السياسية تأييد حكومة تقتل وتسمم بالغاز وتسجن وتعذب، وبشكل عام تنكل بمعارضيها

في ظل المظاهرات المتواصلة في مصر المطالبة بإسقاط النظام، تبين أن كبار كتاب الأعمدة في الصحف الأمريكية يميلون إلى نصح الإدارة الأمريكية بالتخلص من العبء المسمى حسني مبارك الحليف لمدة 30 عاما.
 
وحاولت صحيفة "نيويورك تايمز" صياغة الموقف بطريقة لطيفة، فاقترحت على الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يقوم بتقليص المساعدات لمصر في حال نفذ مبارك مجزرة ضد المتظاهرين، في المقابل كتبت "واشنطن بوست" أنه على الولايات المتحدة التخلص من مبارك الآن.
 
وكتبت البوست في هذه المرحلة هناك أمران يمكن أن يضعا حدا لاستمرار المظاهرات، الأول استخدام هائل لقوات الجيش المصري أو تنازل مبارك عن السلطة. وأضافت أنه على الولايات المتحدة استخدام نفوذها، بضمنها المساعدات الأمريكية لمصر والتي تصل إلى مليار دولار، من أجل ضمان النتيجة الثانية، أي الضغط على مبارك للتنازل عن السلطة والتوجه نحو انتخابات ديمقراطية.
 
وتشير الصحيفة إلى أن أوباما يتأخر في الرد على الأحداث الأخيرة التي تجري في العالم العربي، وأن عليه أن يعمل بكل قوته من أجل إلغاء قوانين الطوارئ في مصر، والسماح بالتنظيم السياسي وإجراء انتخابات ديمقراطية. وتصل إلى نتيجة أن الشرط الأول لذلك هو مغادرة مبارك لمنصبه.
 
ونقلت "يديعوت أحرونوت" عن مصادر في الإدارة الأمريكية قولها إنه من الصعب من الناحية السياسية تأييد حكومة "تقتل وتسمم بالغاز وتسجن وتعذب، وبشكل عام تنكل بمعارضيها".
 
ونقل عن سكوت كاربنتر من المعهد للشرق الأوسط في واشنطن قوله إن مبارك يحاول استعادة الاستقرار للمدى القصير عن طريق التضحية بالنمو الاقتصادي، ولكن ليس من المؤكد أنه سينجح في ذلك.
 
وقال مارتن إندك، رئيس دائرة الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الأمريكية سابقا، إنه على مبارك أن يغادر. وأضاف "يجب التركيز الآن على وضع الجيش في مكانة بحيث يصبح الحلقة لظهور قيادة سياسية شرعية".
 
وقال ستيفان كوك، خبير في مجلس العلاقات الخارجية، والذي عاد من مصر الخميس الماضي إنه ليس من الواضح أن مبارك سيتمكن من تجاوز الأزمة. وأضاف أنه ربما يكون المتظاهرون بدون قيادة، ولكنهم يتمتعون بدعم كبير. وبحسبه فإنه سيكون من الصعب على أوباما أن يساند مبارك علانية حتى لو تجاوز الأخير الأزمة. وبحسبه فإن نظام مبارك سيكون حينها نظاما أكثر استبدادا بحيث يسيطر عليه الأمن والجيش بشكل تام.
 
وقال بروس رايدل، وهو مختص في معهد "بروكنغز" وعمل مدة 30 عاما في "السي آي إيه" ومستشار للرؤساء بيل كلينتون وجورج بوش في شؤون الشرق الأوسط، -قال- لصيحفة "نيويورك تايمز" إنه حتى لو أطلق الجيش النار على الجمهور وانتصر، عندها سيحصل تمرد وسيتم إبعادهم.. في كل الحالات يجب على مبارك أن يستقيل".

التعليقات