"السلام يكون مع 80 مليون مصري وليس مع فرعون واحد"

المحلل توماس فريدمان يكتب أن الحكومة الإسرائيلية منقطعة وترفض التحول الديمقراطي في مصر وأن البيت الأبيض شعر بالقرف من المتحدثين الإسرائيليين..

كتب المحلل توماس فريدمان في موقع صحيفة "نيويورك تايمز" أن الحكومة الإسرائيلية تتحرك بواسطة كليشيهات، وأنها تستغل الثورة المصرية لأغراض الدعاية لدرجة الشعور بالقرف البيت الأبيض من المتحدثين الإسرائيليين، كما كتب أنه على الحكومة الإسرائيلية إذا أرادت السلام مع مصر أن تصنع سلاما مع 80 مليون مصري وليس مع "فرعون" واحد.
 
ونقلت "يديعوت أحرونوت" ما كتبه فريدمان تحت تساؤل "هل إسرائيل الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ يجدر أن تفكروا ثانية وتعتادوا على الواقع الجديد".
 
كما أشارت الصحيفة في سياق تناولها لما كتب إلى أنه وصل إلى مصر في أعقاب الثورة، وأنه يقول إن الحكومة الإسرائيلية هي الأكثر انقطاعا وينقصها بعد النظر وأنها نتيجة "لزواج أقارب"، على حد تعبيره.
 
وتضيف أن فريدمان قلق أكثر من أي وقت مضى بسبب عدم قدرة الحكومة الإسرائيلية على التأقلم مع التغييرات في المنطقة، حيث أنها "التصقت بفرعون –حسني مبارك- ولم تر اللافتات في ميدان التحرير: إذا كان مبارك فرعون، فكلنا موسى".
 
ويضيف أنه بدلا من أن تصغي إلى أصوات الشباب المصريين، فإن إسرائيل اختارت توجها آخر في الأسابيع الأخيرة، وأنها اتصلت بالبيت الأبيض لتقول للرئيس الأمريكي بأنه يجب عليه ألا يتخلى عن "فرعون"، لدرجة أن أن البيت الأبيض شعر بالقرف الشديد من المتحدثين الإسرائيليين الذين استغلوا الفرصة من أجل الدفع بدعاية مفادها "أنظروا إلينا... لقد قلنا لكم.. إسرائيل الدولة الوحيدة المستقرة في المنطقة، لأن إسرائيل هي الديمقراطية الوحيدة".
 
ويضيف الكاتب أن الحكومة الإسرائيلية لم تنتبه إلى المفارقة في رسائلها، والتي كان مفادها "نحن الحلفاء الموثقون الوحيدون لكم في المنطقة، لأننا الديمقراطية الوحيدة.. مهما يكن من أمر، يجب عدم التخلي عن مبارك، وعدم شق الطريق نحو الديمقراطية في مصر".
 
ويعتقد فريدمان أن مخاوف إسرائيل مفهومة ومشروعة، فاتفاق السلام مع مصر ساهم كثيرا في ازدهار إٍسرائيل اقتصاديا، إلا أن طريقة مواجهة إسرائيل لما يحصل في مصر ليس مجديا، بحسبه.
 
وينهي فريدمان مقاله بالقول إن شباب مصر يرون أن السعودية وإسرائيل وقفتا ضدهم، وبينما يعيشون لحظات التحرير فإن إسرائيل قررت الوقوف إلى جانب "فرعون". ويضيف أنه "عندما تقوم الديمقراطية في مصر لن يكون هناك أمام إسرائيل أي خيار سوى صنع السلام مع 80 مليون مصري، وليس مع شخص واحد".

التعليقات