"نيويورك تايمز": السعودية تقود ثورة مضادة ضد "الربيع العربي"

حجم التدخل السعودي كبير حيث دفعت الأحداث السعودية لبناء علاقات وتحالفات يرى فيها البعض "ثورة مضادة"، مع أن بعض المحللين السعوديين والأجانب يرون أن التعبير مبالغ فيه

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار السعودية ضم الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي هو جزء من خطة لإنشاء "نادي الملوك" وجزء من سلسلة من التحركات التي تقوم بها المملكة لاحتواء نار التغيير التي اشتعلت في العالم العربي. وأشارت إلى الطريقة التي شدت فيها المملكة عضلاتها المالية من خلال تقديم 4 مليارات دولار دعما لها بعد الثورة، وجهود مجلس التعاون الخليجي لإقناع علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة، وأخيرا دعوة كل من الأردن والمغرب للانضمام الى دول مجلس التعاون الخليجي.

كل هذا من أجل التصدي لحركة التغيير والوقوف في وجه التوسع الإيراني. وتقول إن السعودية تحاول التأكيد على استقرار الدول الخليجية ذات الحكم الوراثي، ومنع أي تغيير دراماتيكي يطرح أسئلة غير مريحة حول طبيعة الحكم فيها.

ونقلت الصحيفة عن محلل في المنطقة قوله إن الخطوات، ومنها قرار إرسال قوات للبحرين لقمع المطالبين بالديمقراطية محاولة لإرسال رسالة لإيران أن ممالك الخليج قادرة على الدفاع عن مصالحها.

ونقلت عن رجل الأعمال السعودي الوليد بن طلال قوله "نقوم بإرسال رسالة أن الممالك لا تحدث فيها هذه الأشياء"، واضاف قائلا "لا نحاول تحقيق ما نـريد بالقوة ولكن من أجل الحفاظ على مصالحنا".

وتقول الصحيفة إن حجم التدخل السعودي كبير حيث دفعت الأحداث السعودية لبناء علاقات وتحالفات يرى فيها البعض "ثورة مضادة"، مع أن بعض المحللين السعوديين والأجانب يرون أن التعبير مبالغ فيه. ونقلت عن المحلل السعودي، خالد الدخيل قوله إن السعوديين وإن كانوا لا يحبون هذه الثورات إلا أنهم واقعيون. ففي مصر حيث خسرت السعودية حليفا قويا تقوم بتقديم دعم وإصلاح للعلاقات من أجل منع حصول نتائج جيدة للإخوان المسلمين في الانتخابات البرلمانية القادمة.

وتقول إن السعوديين خائفون من أن انتصارا للإخوان سيؤدي لتقديم نموذج إسلامي يؤثر على شرعية النموذج السعودي. وقال محام سعودي إنه لو جاء نموذج إسلامي آخر يدعو للمقاومة فهذا يعني خلق مشاكل.
ومع كل هذا تخشى السياسة السعودية من الانفتاح بين الحكومة المصرية وحماس والإشارات عن إصلاح العلاقات بين النظام الجديد وإيران. وترى أن الملك عبدالله لديه مصلحة شخصية لحماية مبارك.

وتضيف أن الربيع العربي وإن أدى إلى إضعاف ما سمي بمعسكر الاعتدال العربي، لكن دعم أمريكا له أدى لخلاف سعودي معها وقادها للتساؤل حول اعتمادها الطويل على أمريكا لحماية مصالحها أي السعودية. وأشارت إلى مقال كتبه كاتب سعودي في "واشنطن بوست" تحدث فيه عن استعداد السعودية للاعتماد على نفسها بعيدا عن أمريكا التي لم تعد شريكا يوثق به.

وتراوحت الطريقة التي تعاملت فيها السعودية مع الثورات العربية من قمع لها وإرسال قوات للبحرين إلى دعم مالي للأخرى والوقوف على السياج في الحالات الأخرى، كما انها تنفق المليارات في الداخل لمنع الظروف التي تقود إلى الثورة وعلى إعادة الاستقرار في كل من البحرين وعمان، وفي اليمن شاركت السعودية في المبادرة الخليجية ولكن إرسالها مساعدات نفطية ادت لإعطاء علي عبدالله صالح العذر للبقاء.

وفي حالة سورية فدعم الملك عبدالله لبشار الأسد تبعه صمت. وفي ليبيا فإنها تركت قطر والإمارات تشاركان في العمليات العسكرية ووقفت تتفرج بعد أن دعمت إحالة الملف الليبي على مجلس الأمن.

ويقول محللون إن الوضع الآن عاد الى سنوات الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي عندما عارضت السعودية الثورات في إشارة للثورة المصرية عام 1952 التي ألهمت العديد من الثورات والانقلابات في عدد من الدول العربية.
 

التعليقات