"العلاقة بين إسرائيل والسفاح النرويجي"

"نشهد في الآونة الأخيرة ثورات كبيرة في الشرق الأوسط، ولكننا لسنا واثقين من أن مصالح أخرى تقف وراءها، وأنه في النهاية سنرى ثيوقراطيات إسلامية تحيط إسرائيل، وفي الساحة الخلفية لأوروبا"

تناولت "يديعوت أحرونوت" ما كتبته "دير شبيغل" الألمانية بتوسع عن القيم التي جمعت السفاح النرويجي بعناصر اليمين الإسرائيلي، مشيرة إلى أن المانيفست (1500 صفحة) التي كتبها السفاح أندرس بريفيك، والتي يكشف فيها رؤيته المتطرفة وكراهيته للاجانب، وتضمنت تناولا موسعا لإسرائيل وما أسماه "حربها العادلة" ضد العرب. كما أشارت الصحيفة إلى أن ما يجري تناقله في أوروبا بشأن العلاقة بين مجموعات وأحزاب اليمين المتطرف في أوروبا وبين عناصر اليمين الإسرائيلي بما في ذلك أحزاب في السلطة.
 
وكتبت الصحيفة الإسرائيلية أن أسبوعية "دير شبيغل" حاولت ملاحقة مصادر العلاقة المتوطدة، والتي ساهم فيها، من جملة من ساهموا، الوزير الإسرائيلي أيوب قرا (الليكود)، وذلك خلال سلسلة لقاءات أجراها مع عناصر من اليمين المتطرف في أوروبا.
 
ونقلت "ديرشبيغل" عن زعيم حزب "الأحرار" النمساوي، هاينس كريستيان شتراخا، الذي اجتمع مع قرا العام الماضي، قوله "نشهد في الآونة الأخيرة ثورات كبيرة في الشرق الأوسط، ولكننا لسنا واثقين من أن مصالح أخرى تقف وراءها، وأنه في النهاية سنرى ثيوقراطيات إسلامية تحيط إسرائيل، وفي الساحة الخلفية لأوروبا". وبحسب تحليل "دير شبيغل" لتصريحاته فإن "إسرائيل تقف في جبهة الصراع ضد محاولة أسلمة أوروبا".
 
كما تتناول الأسبوعية الألمانية إليعيزر كوهين، وهو عضو كنيست سابق من حزب "يسرائيل بيتينو"، حيث ألقى خطابا العام الماضي في لقاء مع زعيم اليمين المتطرف في هولندا هيرت ويلدرز في برلين. ونقلت عن كوهين قوله إن "السياسيين اليمينيين في أوروبا أكثر حساسية للمخاطر التي تواجهها إسرائيل". وأضاف "إنهم يتحدثون بنفس اللغة التي يتحدث بها الليكود وأحزاب يمين أخرى.. نأمل أن ينتصر اليمين في أوروبا".
 
وتابعت "يديعوت أحرونوت" أن العلاقات بين عناصر سياسية إٍسرائيلية وبين أحزاب اليمين المتطرف تقوم على مبادئ مركبة، حيث أن كثيرين ينظرون إلى حزب الأحرار النمساوي ونظرائه في أوروبا على أنها خطوة صغيرة تسبق "النيونازية". ونقل عن محللين محليين قولهم إن الغطاء الذي يوفره قادة الحزب لإسرائيل وتغيير آرائهم العلنية بشأن ما يحصل في الشرق الأوسط ليس أكثر من محاولة لتثبيت مكانتهم في مجال السياسة الخارجية. ونقل عن هيربرت شايدل، وهو مختص بحركات اليمين المتطرف، قوله في هذا السياق إن الإستراتيجية هي جعل الحزب طبيعيا، وإنه يمكن الافتراض أن اللاسامية تظل أساسا مهما في الأيديولوجية الحزبية.
 
وأضافت الصحيفة الإسرائيلية أن كثيرين في إسرائيل يميلون إلى الموافقة مع هذه الفرضية، حيث أن أيوب القرا نفسه قد تعرض لانتقادات حادة بعد لقائه في برلين مع باتريك برينكمان، وهو ناشط يميني ألماني. وكانت قد نشرت في حينه أن "نائب الوزير الإسرائيلي اجتمع مع المليونير النيونازي"، كما نشرت مطلب علني ليهود أوروبا يتضمن إقالة القرا من منصبه.
 
إلى ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن الهجرة الإسلامية إلى أوروبا، والتي كانت بحسب التحقيقات التي أجريت مع السفاح برفيك محفزا أساسيا لارتكاب المجزرة، تشغل أحزاب اليمين الأوروبية من فنلندا حتى إيطاليا.
 
ونقل عن شتراخا قوله "لا نريد أن نتحول إلى مجتمع إسلامي، والسياسيون في أوروبا يتجاهلون في العقود الأخيرة المشكلة الديمغرافية التي تنشأ بسبب الهجرة الإسلامية.. نريد الآن أن نمنع أسلمة أوروبا".
 
وتابعت الصحيفة أن العلاقة مع إسرائيل قد أسسها ويلدرز الذي زار البلاد عدة مرات في السنوات الأخيرة، ومنذ ذلك الحين أجريت لقاءات كثيرة بين ناشطي اليمين في إسرائيل وأوروبا. وبحسب "ديرشبيغل" فإن هذا التعاون ليس مفاجئا، وخاصة بالنظر إلى هوية العناصر الإسرائيلية التي حضرت اللقاءات. فعدا عن أيوب القرا، تشير دير شبيغل إلى غرشون مسيكا وهو رئيس المجلس الإقليمي "شومرون"، وإلى ناشطي يمين متطرفين في إسرائيل كمن تبادلوا الآراء مع السياسيين الأوروبيين في اللقاءات.
 
وبحسب تحليل الأسبوعية الألمانية فإن الإسرائيليين يأملون في تأسيس حركة "قارية" جديدة تنظر إلى إسرائيل على أنها قلعة متقدمة مهمة في مواجهة التأثير المتصاعد للعرب، في حين أن شعبية شتراخا المتزايدة تعزز رأيهم بأن الحديث عن مراهنة إستراتيجية صائبة.
 
ونقل عن دافيد لزر، عضو مجلس بلدية فيينا عن حزب الأحرار، قوله إن "إسرائيل تقول: هذا بيتنا، ولا يمكن أن نفتح الحدود ونسمح بالانتقال الحر مثلما حصل في أوروبا". وبحسبه فإن هذا هو السبب الرئيسي الذي يجعل إسرائيل تعتمد أكثر على أحزاب اليمين في أوروبا وليس أحزاب اليسار.
 
وبحسب شتراخا فإن "التهديدات التي تواجهها إسرائيل تدفع جانبا خلافات الماضي، على الأقل بشكل علني.. فهناك مواضيع تقلق الأوروبيين. لن نسكت وإسرائيل تواجه خطر القضاء عليها. وفي حال حصل ذلك فإن أوروبا ستفقد حق وجودها".

التعليقات