"ديلي تليغراف": دخل بلير السنوي 20 مليون دولار ومن الصعب معرفة ما حققه لعملية السلام

وأشارت الصحيفة إلى أنه ورغم المخالفة للقانون الدولي، سمحت إسرائيل بتنفيذ موجة من الاستيطان لتغيير التركيبة السكانية للضفة الغربية، ورغم ذلك كان بلير متحفظا في انتقاداته ومتحفظا في قول أي كلمة ضد المستوطنين الذين استولوا على قمم المرتفعات وأحرقوا مزارع الزيتون التابعة للقرى الفلسطينية.

 

قالت صحيفة ديلي تليغراف" البريطانية ان سجل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق بالشرق الأوسط مؤسف، وحان الوقت ليتخلى عن دوره كمبعوث دولي للمنطقة.

واضافت الصحيفة " منذ أن استقال بلير من منصبه كرس جزءا كبيرا من وقته لجمع المال، ويُقدر دخله السنوي حاليا بـ20 مليون دولارمشيرة الى إنه من السهل معرفة ما حصل عليه بلير من عملية السلام، لكن من الصعب معرفة ما حققه لهذه العملية".

وأضافت أنه وبعد خمس سنوات من توليه منصب المبعوث الدولي، فإن أفضل ما يمكن أن يفعله هو الاستقالة.

ومضت الصحيفة لتقول إن خمس سنوات كافية للحكم على أداء بلير. فبعض الإنجازات التي تدعيها اللجنة الرباعية -الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا- التي يديرها بلير، مثل إزالة نقاط التفتيش الإسرائيلية، يقول المراقبون إنها كانت ستتم حتى لو لم توجد هذه اللجنة.

وأشار التقرير إلى أن حصيلة السنوات الخمس الماضية مخيفة. فالمناخ السائد بين الفلسطينيين وإسرائيل أصبح أسوأ. وخريطة الطريق للسلام، التي أُطلقت قبل عقد من الزمن تبخرت في الهواء. والوضع يتدهور بسرعة إلى درجة أن وزير الخارجية البريطانية وليام هيغ أبلغ مجلس العموم قبيل عيد الميلاد بأنه خلال عام أو عامين ربما يصبح من المستحيل تنفيذ حل الدولتين.

وقال التقرير ربما يكون من غير المنطقي إلقاء اللوم عن هذه الصورة السوداء على بلير شخصيا. ونسب إلى أنس ناكرور، الدبلوماسي الفرنسي الذي يقدم المشورة لبلير حول عمل اللجنة الرباعية، قوله إن هذه اللجنة قد أنشأت كغطاء لإسرائيل والولايات المتحدة، و"للسماح لإسرائيل بأن تفعل ما تريد".

وأضاف بأن هذا يعني إنشاء غطاء قوي لبرنامج المستوطنات الذي ينفذه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ووصف التقرير الاستيطان بأنه يخالف القانون الدولي ويمثل جريمة حرب بموجب قوانين المحكمة الجنائية الدولية.

وأشارت الصحيفة إلى أنه ورغم المخالفة للقانون الدولي، سمحت إسرائيل بتنفيذ موجة من الاستيطان لتغيير التركيبة السكانية للضفة الغربية، ورغم ذلك كان بلير متحفظا في انتقاداته ومتحفظا في قول أي كلمة ضد المستوطنين الذين استولوا على قمم المرتفعات وأحرقوا مزارع الزيتون التابعة للقرى الفلسطينية.

وقال أيضا إن بلير ربما يكون قد قدّر أن الانتقاد القوي سيمنعه من مقابلة القيادة الإسرائيلية ويجرد الأعمال اليومية للجنة الرباعية من أي معنى، "لكن هذا الصمت الدبلوماسي يعرضه للاتهام بأنه جزء من مخطط دولي يتعاون مع استعمار إسرائيل للضفة الغربية".

من جهة أخرى، قال التقرير إن هناك إحساسا بنهاية مرحلة في إسرائيل جزئيا لأن انتخابات الأسبوع المقبل هناك ستشهد بالتأكيد انهيار أحزاب يسار الوسط التي هيمنت على السياسة الإسرائيلية خلال الـ40 عاما الأولى لقيامها، وانتصار الأحزاب الدينية اليمينية وحركات الاستيطان التي تعارض بشدة أي نوع من المفاوضات مع الفلسطينيين.

وأضاف التقرير أن هذا الإحساس يعود أيضا إلى أن هناك تغيرا في علاقة إسرائيل الشهيرة والحارة مع الولايات المتحدة، إذ يُقال إن الرئيس باراك أوباما نفد صبره مع نتنياهو، وسيعمل على إجبار إسرائيل بالجلوس إلى مائدة المفاوضات، الأمر الذي يؤدي إلى أن تحل المواجهة بين الطرفين محل التعاون

التعليقات