"الجارديان ": البنتاجون شكل وحدات سرية وأقام مراكز تعذيب في العراق

انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قيادات في الجيش الأمريكي، كما أنها تعد المرة الأولى التي يتورط فيها الجنرال ديفيد بتريوس - الذي أجبر على تقديم استقالته في شهر نوفمبر الماضي كمدير لجهاز الاستخبارات الأمريكية بسبب فضيحة جنسية - في هذه الانتهاكات.

كشفت صحيفة "الجارديان" البريطانية عن قيام وزراة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" بإرسال خبير أمريكي كان له دور في "الحروب القذرة" التي شنتها الولايات المتحدة في أمريكا الوسطى للاشراف على وحدات قيادية خاصة في العراق وتنفيذ عمليات اعتقال سرية وإقامة مراكز تعذيب لانتزاع معلومات من المتمردين.


وأفادت الصحيفة على موقعها الالكتروني اليوم - في تحقيق أجرته بالتعاون مع شبكة (بي بي سي) الإخبارية العربية - بأن مراكز التعذيب استخدمت أساليب تعد الأسوأ منذ شن الحرب الأمريكية على العراق والذي كان له دور في دفع البلاد إلى الانزلاق في حرب أهلية واسعة النطاق.


وكان الكولونيل جيمز ستيل خبير متقاعد من الخدمة في القوات الخاصة الأمريكية يبلغ من العمر 58 عاما عندما اختاره وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد لمساعدته في تشكيل القوات غير النظامية لقمع المتمردين.


كما تم تعيين خبير ثاني وهو الكولونيل جيمز كوفمان الذي تعاون مع ستيل في مراكز الاعتقال التي أقيمت بتمويل أمريكي يصل إلى ملايين الدولارات.


وأكدت ادعاءات الشهود من الجانبين الأمريكي والعراقي ضلوع مستشارين أمريكيين للمرة الأولى في انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي قيادات في الجيش الأمريكي، كما أنها تعد المرة الأولى التي يتورط فيها الجنرال ديفيد بتريوس - الذي أجبر على تقديم استقالته في شهر نوفمبر الماضي كمدير لجهاز الاستخبارات الأمريكية بسبب فضيحة جنسية - في هذه الانتهاكات.


وأوردت صحيفة "الجارديان" البريطانية معلومات مفصلة عن الطريقة التي كان يعمل بها نظام التحقيقات حيث نقلت عن ضابط عراقي سابق يدعى منتظر السامرائي الذي عمل مع الجنرالين ستيل وكوفمان لمدة عام قوله "كل مركز للاعتقال لديه لجنته الخاصة للتحقيق والتي تتكون من مسئول مخابراتي و8 محققين والذين يستخدمون كل أساليب التعذيب لانتزاع اعترافات من المعتقلين مثل صعقهم بالكهرباء أو قلع الأظافر أو ضرب المناطق الحساسة بأجسامهم".


وقالت الصحيفة إنه لا يوجد دليل على قيام ستيل أو كوفمان بتعذيب المعتقلين بأنفسهم ولكن كانوا يتواجدون فقط في بعض الأحيان بمراكز الاعتقال حيث كانت تجرى عمليات التعذيب.


وقال شاهد عيان آخر وهو جيلس بيريس - مصور أجرى مقابلة مع ستيل أثناء عمله بصحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية وقام بزيارة أحد المراكز القيادية التابعة له في سامراء - "كانت الدماء في كل مكان بالحجرة التي التقيت فيها مع ستيل".


ويعد الإسلوب الذي انتهجته أمريكا في العراق إسلوبا يتماثل مع عمليات انتهاك حقوق الإنسان الموثقة التي شنتها قوات خاصة غير نظامية تحت إشراف وبتمويل خبراء أمريكيين في أمريكا الوسطى في الثمانينات من القرن الماضي.

التعليقات