"الوكالة للأمن القومي الأمريكية تنتصر في الحرب الطويلة والسرية ضد التشفير"

"بواسطة الحواسيب الفائقة والأساليب التقنية والأوامر القضائية والضغوط من وراء الكواليس، والتي هدفت إلى ضرب الأدوات الأساسية التي تحافظ على خصوصية الاتصالات في الشبكة"..

قاعدة للتنصت في المانيا تابعة للوكالة للأمن القومي الأمريكية

كتبت "نيويورك تايمز" أن الوكالة للأمن القومي الأمريكية (NSA) هي "المنتصرة في الحرب الطويلة والسرية ضد التشفير"، وذلك وفقما يتضح من وثائق كشف عنها النقاب مؤخرا. وتقوم الوكالة بذلك بواسطة الحواسيب الفائقة والأساليب التقنية والأوامر القضائية والضغوط من وراء الكواليس، والتي هدفت إلى ضرب الأدوات الأساسية التي تحافظ على خصوصية الاتصالات في الشبكة.

وتكشف هذه الوثائق أن الوكالة تمكنت من تجاوز أو فك غالبية الرموز التي تحمي التجارة العالمية والنظام المصرفي العالمي والأسرار التجارية والسجلات الطبية وعمليات البحث في الشبكة والمكالمات الهاتفية والدردشات.

وبحسب الوثائق التي سربها إدوارد سنودن فإن الوكالة للأمن القومي تنظر إلى نجاحاتها الأخيرة في فك الرموز عن معلومات كأحد أسرارها الدفينة جدا، حيث أن قليلون من ذوي المناصب العليا يعرفون عن الخطة التي عرفت بالرمز (Bullrun).

وجاء أنه منذ العام 2000 صرفت الوكالة للأمن القومي مليارات الدولارات في حملة سرية تهدف إلى الحفاظ على قدرتها على مواصلة التصنت على العالم. وبعد أن فشلت في سنوات التسعينيات بالدخول من الباب الخلفي في كل تشفير، قررت الوصول إلى الهدف بطرق سرية.

وبحسب الوثائق فإن الوكالة اقتحمت حوسيب الهدف لسرقة المعلومات قبل تشفيرها، واستخدمت نفوذها باعتبارها الأكثر خبرة في العالم في تطوير عملية التشفير من أجل إدخال ثغرات سرا داخل مركبات التشفير التي يستخدمها مطورو البرمجيات والأجهزة في كافة أنحاء العالم.

ونقلا عن مذكرة تناولات بلاغا قدمت الوكالة (NSA) إلى نظرائها في الوكالة البريطانية (GCHQ)، جاء أنه في العقد الأخير بذلت (NSA) جهودا جبارة متعددة الأذرع من أجل فك تكنولوجيا التشفير المنتشرة في الشبكة.

ونقل عن مسؤولين في الوكالة قولهم إن الإدارة الأمريكية طلبت في الأسابيع الأخيرة تفاصيل عن البيانات التي تصدر عن قيادة تنظيم "القاعدة" حول مخططاتهم لتنفيذ هجمات، وأخرى عن بلاغات كبار المسؤولين السوريين بشأن الهجوم الكيماوي الذي وقع في ضواحي دمشق. وبحسب المسؤولين في الوكالة فإنه لو كانت هذه البيانات محمية بطريقة تشفير أقوى لما كان بإمكان الوكالة القيام بعملها.

إلى ذلك، تكشف إحدى الوثائق أن (GCHQ) عمليت في السنوات الثلاث الأخيرة في البحث عن طرق للتنصت على الاتصالات المشفرة لشركات الإنترنت مثل "غوغل" و"ياهو" و"فيسبوك" و"ميكروسوفت". وأنه من الجائز الافتراض بأنها تمكنت، وبالتعاون مع الوكالة الأمريكية، في تطوير طرق دخول جديدة إلى داخل نظام "غوغل".

وعلى صلة، قال ماتيو غرين، وهو باحث مختص بـ"نظرية التشفير/ كريبتوغرافيا) من جامعة جون هوبكينز الأمريكية، إن "مخاطر إقامة باب خلفي في داخل النظام يعني أنك لست الوحيد الذي يستخدم هذا الباب"، مضيفا أن "هذه الأبواب قد تستخدم للعمل ضد الإتصالات الأمريكية".

التعليقات