"الجارديان": "ضغوط على محكمة الجنايات وعباس لعدم فتح تحقيق ضد إسرائيل

أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ثمة جدل حاد في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي حول فتح تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا شديدة على المحكمة الدولية وعلى على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس لمنع فتح تحقيق ضد إسرائيل.

 أكدت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن ثمة جدل حاد في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي حول فتح تحقيق في جرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الإدارة الأمريكية تمارس ضغوطا شديدة على المحكمة الدولية وعلى على الرئيس الفلسطيني، محمود عباس لمنع فتح تحقيق ضد إسرائيل.

 وبحسب التقرير فإن الفلسطينيين يصرون على أن النيابة لديها صلاحية قانونية لفتح تحقيق ضد إسرائيل بناء على  طلب سابق تقدمت  به السلطة الفلسطينية  بعد حرب 2009. فيما تدعي النائبة العامة فانتو بنسودا بأنه يتعين على الفلسطينيين تقديم طلب جديد لفتح تحقيق بحيث يتضمن موافقة كل الفصائل الفلسطينية بمن فيهم حركة حماس التي ستخضع هي أيضا للتحقيق أسوة بالحكومة الإسرائيلية، على حد تعبيرها.

 وأكدت الصحيفة أن  " ثمة ضغط شديد من جانب الولايات المتحدة وإسرائيل على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لكي لا يدفع باتجاه فتح تحقيق في محكمة لاهاي".

 ونقلت عن مسؤولين سابقين في مكتب النائب العام أن الفلسطينيين خُدعوا حينما أبلغوا بأن الطلب الذي قدم منذ 5 سنوات يبقى ساري المفعول بعد أن حظيت فلسطين باعتراف كعضو مراقب في الأمم المتحدة، الأمر الذي حصل فقط في تشرين الثاني (نوفمبر) عام 2012.

وقالت الصحيفة أن النائبة العامة بنسودا أعربت في البداية عن استعدادها لإعادة فحص الطلب الفلسطيني بعد أن تمت ترقية تمثيل فلسطين في الأمم المتحدة، لكن في وقت لاحق أعلنت أن  ذلك لا يؤثر على الطلب الذي قدم للمحكمة عام 2009 والذي بقي دون أساس قانوني. موظف سابق تعامل في الماضي مع الطلب الفلسطيني، قال للصحيفة "إنهم يحاولون الاختباء خلف تسويغات قانونية في محاولة لإخفاء حقيقة أن الحديث يدور عن قرار سياسي".

ونقلت الصحيفة عن المحامى الفرنسى "جيل ديفيرس" الذى يمثل الفلسطينيين أمام المحكمة قوله: "هناك ضغوط هائلة على المحكمة لعدم فتح تحقيق". وأضاف أن هناك تهديدات حول الدعم المالى الموجه إلى فلسطين والمحكمة الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه من بين أكبر المساهمين فى ميزانية المحكمة الجنائية الدولية بريطانيا وفرنسا، لافتة إلى أن الدولتين تسعيان لإقناع الفلسطينيين بالتخلى عن تحقيق جرائم الحرب. 

وأوضحت الصحيفة أنه فى الأيام الأخيرة أصبح احتمال فتح المحكمة للتحقيق فى ممارسات إسرائيل بغزة معركة سياسية مشحونة، وقضية تفاوضية رئيسية فى محادثات وقف إطلاق النار فى القاهرة مؤكدة أن مسألة فتح التحقيق من عدمه سترجع للمحكمة نفسها فى النهاية.
وتابعت الصحيفة أن تحقيق المحكمة الجنائية الدولية يمكن أن يكون له تأثيرًا كبيرًا على المدى البعيد؛ حيث لن يكتفى التحقيق بمجرد دراسة جرائم الحرب التى ارتكبها الجيش الصهيونى فى غزة، ولكن سيعالج قضية المستوطنات الإسرائيلية فى الأراضى الفلسطينية وعلى القيادة الإسرائيلية أن تكون مسئولة عن هذه القضية.
ولفتت الصحيفة إلى الميثاق التأسيسى الأساسى للمحكمة الجنائية الدولية يصف "النقل المباشر أو غير المباشر لقوة الاحتلال لسكانها المدنيين إلى الأراضى التى تحتلها" كجريمة حرب.

التعليقات