12/04/2020 - 13:36

دراسة: 8% من المتعافين من كورونا لم يطوروا أجساما مضادة

فحصت دراسة صينية جديدة، أُجريت على 175 شخصا كانوا مصابين بفيروس كوفيد-19 قبل أن يتماثلوا للشفاء، ما إذا كان الناس يطورون مناعة للفيروس

دراسة: 8% من المتعافين من كورونا لم يطوروا أجساما مضادة

أرشيفية (أ ب)

فحصت دراسة صينية جديدة، أُجريت على 175 شخصا كانوا مصابين بفيروس كوفيد-19 قبل أن يتماثلوا للشفاء، ما إذا كان الناس يطورون مناعة للفيروس.

وقال موقع "بيزنس إنسايدر" الإخباري الأميركي، إن الورقة البحثية التي لم تخضع لمراجعة بعد، تشير إلى أن أجساد المرضى الذين شاركوا في البحث، أنتجت مستويات مختلفة من الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس، فوجود هذه المضادات في أجساد الإنسان يعني أنه طور مناعة للمرض على الأرجح. لكن الأمر اللافت في الدراسة، هو أن ثمانية بالمئة من المتعافين الذين فُحصوا لم يُعثر في جسدهم على أي أجسام مضادة.

ونقلت صحيفة "ساوث تشاينا مورنينج" بوست عن رئيس فريق البحث المسؤول عن التقرير، هوانغ جينغ خه، قوله إن الأمر سيتطلب المزيد من البحث في بيانات مناطق أخرى من العالم لمعرفة ما الذي ستعنيه نتائجهم بالنسبة لمدى نجاعة استراتيجية "مناعة القطيع".

واكتشف الباحثون أن مستويات الأجسام المضادة التي أنتجها المرضى بدت مرتبطة بأعمارهم، إذ كان لدى المتعافين من كبار السن أو أولئك الذين بلغوا سن منتصف العمر، مستويات أعلى من الأجسام المضادة. وفي المقابل، فإن تسعة من أصل 10 من المتعافين الذين لم يطوروا مستويات يمكن اكتشافها من الأجسام المضادة لفيروس كورونا، يبلغون من العمر 40 عاما أو أقل.

وتُعد معرفة المزيد عن كيفية عمل الأجسام المضادة للفيروسات، أمرا في غاية الأهمية لتطوير لقاح أو إمكانية اتباع نهج "مناعة القطيع"، بحسب ما تؤكده "بيزنس إنسايدر".

وأخذت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة فودان في شنغهاي، عينات دم من 175 مريضا سابقا بفيروس كورونا، والذين تماثلوا للشفاء أثناء مكوثهم في مستشفيات شنغهاي وعانوا من أعراض "خفيفة"، إذ استُبعد المتعافين الذين عانوا من أعراض "شديدة" لأن العديد منهم قد حصلوا على عمليات نقل دم لعلاج أمراضهم.

وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة من 16 إلى 68 عاما، وقام العلماء بتجميعهم في ثلاث فئات: كبار السن (60-85)، أولئك الذين قطعوا منتصف العمر (40-59)، والشباب (15-39).

ووجدوا أن هؤلاء المرضى السابقين تمكنت أجسادهم من تطوير أجسام مضادة بعد حوالي 10 إلى 15 يوما من ظهور المرض عليهم، وظلوا في حالة مستقرة بعد ذلك.

وقاس الباحثون مستويات الأجسام المضادة المُحيِّدة في دم كل مريض، ليجدوا أن المتعافين المسنين طوروا مستويات أعلى بكثير من الأجسام المضادة مقارنة بالمتعافين الأصغر سنا. ولكن لم يكن هناك فرق بين وقت استغراق العلاج في المستشفيات.

وكتب المؤلفون: "تشير هذه النتائج إلى أن المستوى العالي من الأجسام المضادة المُحيِّدة قد تكون مفيدة في إزالة الفيروسات وتساهم في شفاء المرضى المسنين ومتوسطي العمر".

لا يبدو أن الجميع يطورون أجساد مضادة لكورونا

أوضح الباحثون أن نتائجهم تشير إلى أن 10 متعافين من أصل 175 شخصا أُجريت عليهم الدراسة، لم تطور أجسادهم مضادات حيوية يُمكن رصدها، مضيفين أنه ربما ساهمت "الخلايا التائية ولستوكينات في تعافيهم".

والخلايا التائية هي نوع من أنواع خلايا الدم البيضاء التي تساعد في الاستجابة المناعية، والسيتوكينات هي نوع من الجزيئات التي تفرزها الخلايا لمحاربة الالتهابات. مع ذلك، فعندما تفرز الخلايا سيتوكينات كثيرة، فإنها تسبب الالتهاب، وهذا ما ساهم في وفاة بعض مرضى كوفيد-19.

وأشار "بيزنس إنسايدر" إلى أنه "حتى في المرضى الذين يصابون بأجسام مضادة لفيروس كورونا، لا يزال العلماء غير متأكدين من مدة استمرارها؛ فلم يمض على الفيروس وقتا كافيا لدراسة آثاره طويلة المدى".

بشكل عام، بمجرد أن ينتج الجسد أجسام مضادة لمحاربة مرض معين، فعلى الأرجح أن هذا المرض لن يعود للشخص في حال شُفي منه، ولكن بعض أنواع الأجسام المضادة تضعف مع مرور الوقت. بالإضافة إلى ذلك، مع الفيروسات التي تتحول وتطوره نفسها، فإن الأجسام المضادة التي تراكمها أجساد البشر ضد سلالة معينة ليست فعالة ضد سلالات أخرى من الفيروس ذاته.

التعليقات