24/04/2016 - 18:24

بحث: أجسادنا تمتص أدوية من الخضار والفواكه المسقية بمياه عادمة

عثر باحثون من الجامعة العبريّة بالقدس، على آثار أدوية في أجساد متطوّعين خضعوا لدراسة، تناولوا خلالها، خضارًا وفواكه تمّ سقيها بمياه عادمة.

بحث: أجسادنا تمتص أدوية من الخضار والفواكه المسقية بمياه عادمة

مقر تطهير المياه العادمة بالقرب من مدينة الرمّلة

عثر باحثون من الجامعة العبريّة بالقدس، على آثار أدوية في أجساد متطوّعين خضعوا لدراسة، تناولوا خلالها، خضارًا وفواكه تمّ سقيها بمياه عادمة.

واشترك في الدّراسة 34 متطوّعًا، حيث جرى تقسيمهم لمجموعتين، الأولى استهلكت خضارًا وفواكه تمّ ريّها بمياه عادمة مُعالَجَة، مدّة أسبوع؛ والأخرى استهلكت خضارًا وفواكه طبيعيّة خلال الأسبوع الأوّل من البحث، ومنتجات لم يعرف مصدر ريّها، من التي تباع في السّوبر ماركت، خلال الأسبوع الثّاني.

وتمّ الكشف عن بقايا لدواء يستخدم لعلاج نوبات الارتجاف، بتركيز منخفض، لدى تحليل عيّنات البول للمتطوّعين المشاركين في الدّراسة.

وتعتبر إسرائيل من الدّول الرّائدة في العالم بمجال معالجة وتعقيم مياه الصّرف الصّحيّ، التي تشكّل ما يقارب نصف المياه لأغراض الرّيّ داخلها.

وبهذا الصّدد، حاور موقع 'عرب 48' بروفيسور عصام صبّاح، الباحث في جمعيّة 'الجليل' في الهندسة البيو-تكنولوجيّة والبيئيّة، والمحاضر في كلية 'أورط براودة' في كرميئيل.

واستهلّ بروفيسور عصام صبّاح حديثه قائلًا إنّه 'في البداية لا داعي لقلق المواطنين وتردّدهم من تناول الخضار والفواكه، لا سيّما وأنّ الدّراسة لا تزال أوّليّة'.

وأضاف أنّ 'المادةّ التي عثر عليها في أجساد المتطوّعين الذين خضعوا للبحث هي مادة الكاربامازيبين، وهي عبارة عن جزء من مادّة في دواء يستخدم لعلاج نوبات الارتجاف لدى مرضى الصَّرَع، مع الإشارة إلى أنّ هذه المادّة لا تتحلّل بيولوجيًّا وتبقى كما هي، بحيث أنّ الباحثين عثروا عليها من خلال تحليل البول للمتطوّعين'.

وتابع أنّ 'إسرائيل تعيد استعمال مياه الصّرف الصّحيّ بنسبة تصل إلى 85% في الزّراعة بعد معالجتها، علمًا أنّ غالبيّة المزروعات في إسرائيل يتمّ سقيها بمياه الصّرف الصّحيّ بعد معالجتها'.

وأكمل حديثه قائلًا إنّ 'مواد مختلفة كالكاربامازيبين تبقى بتراكيز قليلة في مياه الصّرف الصّحيّ، ما يؤدّي إلى اكتشافها في الخضار والفواكه التي نتناولها نيّئة دون طبخها، ناهيك أيضًا عن المبيدات التي يتم رشّها من قبل الفلّاحين والتي تكون أيضًا بتركيز أكبر في الخضار والفواكه'.

وأردف أنّه 'تمّ إجراء الدّراسة على 34 متطوّعًا في الجامعة العبريّة بالقدس حيث تناولوا خضارًا وفواكه خلال مدّة زمنيّة معيّنة، ليتمّ العثور على مادة الكاربامازيبين من خلال تحليل البول للمتطوّعين، وبناءً عليه استنتجوا دخول هذه المادّة إلى الجسد ومن ثم خروجها عن طريق البول، ومن هنا أنوّه إلى أنّ هذه المادة ليست خطرة باعتبار أنّها بتركيز قليل جدًا'.

وشدّد قائلًا إنّ 'المادة ذاتها لا تسبّب ضررًا صحيًّا، ولكن بنفس الوقت تعطي مؤشّرًا لاحتماليّة وجود مواد أخرى، وعليه فإنّه سيتمّ إجراء دراسات أخرى للوقوف على هذا الأمر، مع الأخذ بعين الاعتبار صعوبة معالجة هذه المادّة كونها موجودة بتركيز قليل جدًا'.

واعتبر أنّ 'المعالجات تعتمد بالأساس على المعالجات البيولوجيّة، ما يعني أنّ البكتيريا هي من تحلّل هذه الموادّ، وغالبًا مثل هذه الموادّ تكون ضدّ البكتيريا كالمضادّات الحيويّة على سبيل المثال'.

وأشار قائلًا إلى أنّ 'إسرائيل أكثر دولة في العالم تستعمل مياه الصّرف الصّحيّ في مجال الزّراعة، وهذه الدّراسة جاءت لإثبات الفكرة، خصوصًا وأنّ العيّنة التّجريبيّة ليست كبيرة، وهي أنّ الموادّ تخرج من جسم الإنسان وإمكانيّة عودتها عن طريق الخضار والفواكه'.

وأنهى حديثه قائلًا إنّه 'من باب الضّرورة أن يدرك النّاس ما يدور حولهم، وهذا لا يعني القلق والهلع في أعقاب هذه الدّراسة والتّردّد في تناول الخضار والفواكه، ومن هذا المنطلق يستوجب على المسؤولين وأصحاب الشّأن، أخذ هذه الدّراسة بعين الاعتبار والعمل على تطوير التّقنيّات والوسائل المستعملة في معالجة مياه الصّرف الصّحيّ قبل استعمالها في الزّراعة'.

التعليقات