07/05/2016 - 13:20

تعرف على أضرار وفوائد التعرض لأشعة الشمس

الكثير من الناس يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر، خاصة في فصل الصيف أثناء الاستمتاع بمياه البحر للحصول على اللون البرونزي، معتقدين أن تعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل مباشر له فوائد كثيرة على الجسم، لكنهم يجهلون أضرارها.

تعرف على أضرار وفوائد التعرض لأشعة الشمس

الكثير من الناس يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر، خاصة في فصل الصيف أثناء الاستمتاع بمياه البحر للحصول على اللون البرونزي، معتقدين أن تعرض الجسم لأشعة الشمس بشكل مباشر له فوائد كثيرة على الجسم، لكنهم يجهلون أن إذا كان هناك فوائد للشمس فإنها تسبب أضرار كذلك، لأنها تحتوي على الأشعة فوق البنفسجية التي تتسبب في حدوث حروق في الجلد وضمور الأنسجة المطاطة، مما يحدث التجاعيد، بل قد يتطور الأمر إلى حدوث أورام الجلد الخبيثة، فقد لاحظنا انتشار سرطانات الجلد خلال السنوات الأخيرة الذي تُعتبر الشمس أحد مسبباته.

وقد حذرت دراسة بريطانية من الجلوس لأكثر من 10 دقائق تحت أشعة الشمس، للحصول على لون البشرة الداكن، ونصحت بعدم الجلوس لفترة طويلة تحت أشعة الشمس، وبعدم التعرض المباشر لأشعة الشمس الشديدة.

وقد نصحت الدراسة هؤلاء الأشخاص بوضع ما يعادل ثماني ملاعق صغيرة من الكريم الواقي والعازل عن أشعة الشمس خلال فترة الصيف، وذلك بعد ارتفاع نسبة معدلات الإصابة بسرطان الجلد، والذي يلقى فيه باللوم على قلة الوعي، والارتفاع الكبير في عروض العطلات لفترتي الربيع والصيف، والتعرض لأشعة الشمس بشكل مباشر في وقت تكون الأشعة ملتهبة وحارقة، مؤكدة أن هناك أكثر من 13 ألفا و500 حالة من الإصابة بسرطان الجلد الخبيث في المملكة المتحدة سنويا، ونسب الحالات المصابة تزداد ارتفاعا أسرع من أي نوع آخر من أنواع السرطانات.

من بين الأضرار التي تسببها الشمس على الجلد والتي أكد عليها الكثير من الخبراء والباحثون، ما يعرف بضربة الشمس أو الـ'érythrodermies'، والأمراض بسبب أشعة الشمس أو الـ'photodermatoses'، وتسارع شيخوخة الجلد أو الـ'héliodermie'، فالشمس تعمل على تجميع الجذور الحرة التي تتلف الخلايا وتعمل على شيخوختها.

لذلك نجد أنه ينصح بشراء تلك المستحضرات المضادة لمكافحة هذه الجذور الحرة والتي من أمثلها 'بيتا كاروتين'، 'السيلنيوم'، 'فيتامين ج'، و'فيتامين هـ'، إلا أن فاعلية هذه المستحضرات لا تزال بحاجة إلى الإثبات، بالإضافة إلى تأثير الأشعة فوق البنفسجية، وهي من ضمن أشعة الشمس التي تصدر في منتصف النهار، وتسبب الإصابة بضربات الشمس، كذلك هي سبب في ظهور النمش والكلف، والتعرض لها بشكل مباشر يؤدي إلى تضرّر شبكية العين.

إلى جانب هذه الأضرار التي تسببها أشعة الشمس للإنسان، فلا أحد يختلف أن لها فوائد ومنافع كثيرة للجسم، خاصة تلك الأشعة التي تكون في الساعات الأولى من الصباح.

 فقد كشفت دراسة طبية حديثة أشرف عليها باحثون من جامعة كامبريدج البريطانية، أن التعرض لأشعة الشمس يساهم في تنشيط الجينات التي تتمتع بخواص مضادة للالتهابات، ويحد من خطر إصابة الأشخاص بالأمراض الناجمة عن الالتهابات، التي من ضمنها الأزمة القلبية ومرض السكر والسرطان، ولم يتوصل الباحثون إلى السبب وراء ذلك، ونشرت هذه النتائج بالمجلة الطبية الشهيرة 'Nature Communications'.

وأثبتت الأبحاث أن عدم التعرض لمستويات كافية من أشعة الشمس، قد يتسبب في مشاكل صحية كبيرة للإنسان، حيث أشارت الدراسة التي أشرف عليها باحثون من معهد كارولينسكا السويدي ونشرت بمجلة “Journal of Internal Medicine”، أن نقص التعرض لأشعة الشمس له نفس المخاطر الصحية الناجمة عن تدخين السجائر، كما أوضحت الأبحاث أن كبار السن بحاجة للتعرض لمستويات أكبر من أشعة الشمس، كي يقللوا خطر إصابتهم بأمراض كثيرة مزمنة يكونون عرضة للإصابة بها في هذه السن، والتي من ضمنها أمراض القلب والأوعية الدموية.

هرمون السعادة

ويؤكد، أستاذ طب العيون د. محمود عبدالقادر، أنه لا يمكن الاستغناء عن أشعة الشمس لما لها من فوائد على جسم الإنسان فهي تحتوي على مادة تُعرف باسم 'سيروتونين'، وتسمى أيضا باسم 'هرمون السعادة'، هذه المادة هي المسؤولة عن شعور الإنسان بالسعادة والرضا، وهي التي تعطيه الشحنة الإيجابية، فعندما يصل ضوء الشمس إلى جسم الإنسان بشكل دوري، فهو يؤدي إلى التخلص من الكآبة خاصة إذا كان ذلك وقت ممارسة التمارين الرياضية أو التنزه في الهواء الطلق والحدائق، هذا بالإضافة إلى أنها تخفف خطر الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة كالإصابة بأمراض القلب والسكري، مشيرا إلى أن الدراسات أثبتت أن الأطفال الذين يتناولون 'فيتامين d' يصابون بشكل أقل بمرض السكري، هذا الفيتامين الذي يتغير مستواه من فصل الصيف عن الشتاء مسببا ارتفاعا في الكوليسترول.

ويضيف عبدالقادر 'التعرض لأشعة الشمس يقلل من الإصابة بمرض الزهايمر الذي لم يكتشف له سبب حتى الآن، مؤكدا أن الدول التي تتميز بدرجة حرارة مرتفعة تقل فيها نسب الإصابة بهذا المرض، مشيرا إلى أنه لابد أن يتعرض الجسم لفترة 15 دقيقة يوميا على الأقل للشمس خلال الخريف والشتاء، لأن ضوء الشمس الطبيعي لا يعوض بأي شكل من الأشكال، هذا بالإضافة إلى أن كثيرا من الأبحاث أكدت أن الدول التي تسطع فيها الشمس بشكل أقل يكثر بها نسب الإصابة بأمراض الأسنان، كذلك فوائدها للعظام، فهي تعمل على تسخين العضلات وتليين المفاصل المتصلبة، وبالتالي تمنح شعورا بالراحة من مرض التهاب المفاصل.

اقرأ/ي أيضًا | رمضان على الأبواب: إرشادات لمرضى السكري

وأخيرا، فيمكن القول إن أفضل فترة يمكن أن يتعرض لها الإنسان لأشعة الشمس هي الساعات الأولى من الصباح، حيث تبدأ الشمس في الظهور مع عملية الشروق، إلى أن يأتي الظهر ووقتها تكون الشمس في أقصى ذروتها، فلا يجب التعرض لها لأن أشعتها تكون قوية على الجسم، ولا يمكن الاستفادة منها بأي شكل من الأشكال، لحين أن يأتي وقت العصر، وهنا يمكن التعرض لأشعة الشمس، لأنها تكون غير ضارة لكن لفترة لا تتجاوز النصف ساعة، كذلك يمكن الحماية من أشعة الشمس عن طريق ارتداء الملابس ذات الألوان الفاتحة خاصة الأبيض، ووضع الواقي المناسب وارتداء نظارات الشمس لحماية شبكية العين وارتداء القبعة، والاستحمام أكثر من مرة في اليوم لفتح مسامات الجسم، بالإضافة إلى الإكثار من شرب الماء.

التعليقات