09/05/2016 - 13:51

الفرق الطبي بين المعتوه والأبله والمأفون

وأحيانا، لا يدرك الأبوان مبكرًا أن أحد الأطفال في المنزل مصاب بمرض عقلي، إذ يكون الإدراك المتأخر لهذه الحقيقة سببًا في أن تكون الصدمة أقسى على الأبوين.

الفرق الطبي بين المعتوه والأبله والمأفون

الصورة للتوضيح فقط ولا علاقة لها بالخبر

من أكبر الصدمات التي يتعرض لها الأبوان هو اكتشفهما أن أحد أبنائهما مصاب بمرض عقلي، حيث قد يقود ذلك إلى تفكّك الأسرة حين لا يدرك الأبوان درجة "التخلّف العقلي" المصاب به الابن أو البنت أو كيفية التعامل معه.

وأحيانا، لا يدرك الأبوان مبكرًا أن أحد الأطفال في المنزل مصاب بمرض عقلي، إذ يكون الإدراك المتأخر لهذه الحقيقة سببًا في أن تكون الصدمة أقسى على الأبوين.

ومن الأعراض التي تكشف إصابة أحد الأبناء بالمرض العقلي ظهور الأعراض الانفعالية على الطفل المتخلف عقليا، ومن هذه الأعراض: الاضطراب الانفعالي وسرعة التأثر، ونوبات عدائية، والانعزال، غير أن عنف الاستجابة قد يحطم ما بيده، ويجعله يعتدي على الآخر دونما سبب، فضلا عن أنه سريع الملل والنسيان، وليست لديه القدرة على تركيز انتباهه، وعدم استطاعته القيام بالعمليات الحسابية البسيطة، صحيح
أن العوامل النفسية والاجتماعية قد لا يكون لها أثر واضح ومباشر في أحداث التخلف العقلي، لكنها تعكس التأثيرات الوظيفية التي كان لها رد فعل في أحداثه، مثل: الحرمان البيئي، الاضطراب، والانفعال المزمن، انخفاض المستوى الاقتصادي والاجتماعي، الجهل والمرض داخل الأسرة.

ويأخذ زواج الأقارب قاسمًا كبيرًا في أسباب حالات التخلف العقلي، وكذلك التسمم بمركبات الرصاص واستنشاق أبخرته أثناء الطفولة المبكرة، فالتسمم بمركبات الرصاص – خاصة التسمم البطيء – يؤدي إلى ضعف التحصيل العلمي والبلادة ونقص الذكاء والعزلة والانطواء.

العته والبلاهة

ويعد العته من أشد درجات النقص العقلي، حيث تقل نسبة ذكاء المعتوه عن 52 درجة، وسنه العقلية أقل من سنتين، وهو عاجز عن المحافظة على نفسه من الأخطار العادية. وقد لا يأكل إن لم يوضع له الطعام في فمه، وعندما يأكل فهو يأكل بخرافة، وقد لا يحسن مضغ الطعام مما يعرضه للاختناق عند ازدياد الطعام في فمه، ومن على هذه الحالة لا يتكلم إطلاقا ولا بمقطع واحد، وقد يصيح من وقت لآخر، وليس لديه أدنى ملكة لحب الاستطلاع أو الامتلاك، أو حتى الاهتمام بالذات، فليس يعنيه شيء، إنما هو يحيا ويموت ولا يملك لنفسه ضرًا ولا نفعًا، فلا تظهر منه الدوافع الجنسية، أو قد تظهر ولكن بصورة منحرفة، بالإضافة إلى أن أكثر من نصف المعتوهين يصابون بالصرع.

أما البلاهة، فتعتبر أقل حدة من العته، وهي درجة من درجات النقص العقلي، ويطلق على الذكر “أبله” والأنثى “بلهاء”، وسنه العقلية من سنتين إلى سبع سنوات، وذكاؤه من 25 -49 درجة، إما ذكاء الأبله الكبير فيعادل ذكاء الطفل ما بين الثانية والسابعة من العمر، فهو يحافظ على نفسه من الأخطار العادية، ويتناول طعامه ويبدو لديه حب الاستطلاع والمحاكاة، لكنه في مستوى ضعيف، ولديه انفعالات بدائية غير مهذبة.

المعتوهون العلماء

ويوجد نوع آخر وهو الرجل المأفون، وهو أقل في درجات النقص العقلي شدة، والمأفون من كانت سنه العقلية ما بين السابعة والثانية عشرة، ونسبة ذكائه من 50 إلى 75، وهم أقرب ما يكون للأسوياء، فهم اجتماعيون ويحبون الاختلاط بمن هم على شاكلتهم وأمثالهم، وقد يلتحق بعضهم بالمدارس العادية في فترة الصغر، ويصابون بنوبات صرع في بعض الأحيان.

أما المتوسطون، فيعتبرون من الأسوياء لولا بعض مظاهر الضعف العقلي ونسبة ذكائهم من 70 إلى 85، وهم يجتازون مراحل التعليم العادي لكن بشيء من الصعوبة، حيث تتمثل متاعبهم في سوء تصرفهم بثرواتهم التي قد تصل في بعض الأحيان إلى حد التبديد.

وبالنسبة للمعتوهين العلماء، فهم فئة من ناقصي العقل يظهرون تفوقًا ظاهرًا في بعض النواحي التي يكونون فيها بمرتبة سويّة أو فوق المعدل، وهناك أسباب عديدة تؤدي لهذا المرض الخطير، منها الضعف العقلي الأول، ويعود إلى عوامل وراثية، ويحدث في حوالي 80% من حالات الضعف العقلي، أو الضعف العقلي الثانوي، ويحدث بعد إخصاب البويضة سواء أثناء أو نتيجة إصابة الأم أو تناولها لبعض العقاقير الضارة، أو إصابتها ببعض الأمراض والسموم، أو أثناء عملية الولادة “نتيجة إصابة الدماغ أثناء عملية الوضع″، أو بعد الولادة “نتيجة إصابة أو مرض من أي مرحلة من المراحل قبل اكتمال النمو العقلي”.

وعلى الجانب الآخر، تجد من هو سهل التهيّج كثيرا، ما يثور لأتفه الأسباب، وتنتابه نوبات من ضيق الحلق والغضب وحدة المزاج، فيثور ولا يتحكم في سلوكه، فيدق الأرض بقدميه ويصيح، وكثيرا ما تصدر عنه تصرفات مخالفة للقانون والعرف لكنه غير مسؤول عنها، وربما يهدأ بعد فترة ويعود ساكنا.

أما الأقزام فيتميزون بقصر القامة بدرجة ملحوظة، ولا يزيد مستوى الذكاء لديهم على مستوى العته والبله، ويتميزون بشعر خشن خفيف، وشفتين غليظتين، ولسان متضخم، ورقبة مقبرة سميكة، وصوت خشن، ونمو جنسي متأخر.

بالإضافة إلى ذلك، فيوجد فريق من ضعاف العقول، يتميزون بصغر الرأس ويأخذ الوجه الشكل المخروطي، ويفيض جلد الرأس على العظم الذي يغطيه فيبدو مجعدا، والنمو اللغوي متخلف، والكلام غير واضح، وكثيرا ما يصاب بنوبات تشنج وصرع وزيادة في النشاط الحركي وعدم الاستقرار، وسبب هذه الحالة هو إصابة الجنين في الشهور الأولى نتيجة علاج الأم بالأشعة أو الصدمات الكهربائية أو حدوث عدوى أثناء الحمل أو وجود جين مورث مسؤول عن الحالة، أو التحام عظم الجمجمة مبكرا، بحيث لا يسمح بنمو المخ طبيعيا، أما الذين يتميزون بكبر الجمجمة، فهؤلاء يتميزون بزيادة في حجم المخ، وترجع هذه الحالة إلى وجود عيب في المخ عن طريق الجينات أدى إلى نمو شاذ في أنسجة المخ والجمجمة.

التعليقات