الكثير من الأشخاص لا يتخيلون المائدة بدون طبق من اللحوم الحمراء، معتقدين أنها مكون أساسي من مكونات الطعام ولا يمكن التخلي عنه، لاحتوائه على البروتينات التي يحتاجها الجسم، وعلى الرغم من أن هناك فوائد للحوم الحمراء، لكن أغلبنا يجهل أن هناك أضرار كثيرة لها، ويمكن أن تكون أكثر من فوائدها، ولا يعرفون أنه لابد من تناولها بمقدار معين لأن الإكثار منها يُعدّ خطرا على صحة الإنسان، خاصة الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة، بالإضافة إلى أنها تقلل من عمر الإنسان، لذلك ينصح الكثير من الأشخاص بالاعتماد على المأكولات النباتية.
أما القيمة الغذائية للحوم الحمراء، فهي تحتوي على البروتينات السهلة الهضم، بالإضافة إلى قيم غذائية أخرى مثل فيتامين ب12 والحديد و الزنك والسيلنيوم، كما يوجد به كم ضئيل من فيتامين د وفيتامينات ب المتعددة وفيتامين هـ، كما تحتوي على دهون لكن تختلف نسبة الدهون في اللحوم بحسب اختلاف أجزاء اللحم، فهناك أجزاء في لحم الحيوان تُصنّف على أنها عالية في نسبة دهونها، وهناك أجزاء أخرى تُصنّف على أنها خالية من الدهون، لكن اللحوم لا تحتوي على كربوهيدرات، ويُصنّف اللحم المشوي بأنه أسرع في الهضم من اللحم المسلوق، واللحم الأبيض أخف ضررا من اللحم الأحمر لقلة نسبة الدهون المسببة للكوليسترول المسبب لانسداد الشرايين.
ذكرت العديد من الدراسات أهمية التخلي عن اللحوم الحمراء على صحة الإنسان واستبدالها بالأنظمة الغذائية النباتية، فوفق دراسة حديثة أجراها باحثون في ولاية أريزونا الأمريكية، أكدت أن الأشخاص الذين يعتمدون على المأكولات النباتية لمدة 17 سنة على الأقل، يكسبون نحو 4 سنوات إضافية على أعمارهم، إذ أن معدلات الوفاة ترتفع مع معدلات تناول اللحوم، خاصة تلك اللحوم الحمراء والمصنعة منها.
واكتشف الأطباء الذين أجروا الدراسة أن نسبة الوفاة لأسباب متعددة أقل من النسبة التي تحدث بسبب تناول اللحوم بانتظام، وقد أجرى الباحثون البحث على 1.5 مليون شخص، واتضح أنّ تناول اللحوم المصنّعة رفع بشكل كبير معدل الوفيات، كما أن تناولها يرتبط بالإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
الجهاز الهضمي
وعن الأضرار التي تسببها تناول اللحوم للجسم، يقول د. أشرف عبدالعزيز، أستاذ التغذية بجامعة حلوان: إن هناك الكثير من الأضرار على صحة الإنسان التي تصاحب تناول اللحوم الحمراء ومشتقاتها الداخلية، وكذلك الأطعمة التي تتكون منها، فهي من شأنها أن تؤدي إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي وحدوث انتفاخ، وكذلك يمكن أن تؤدي إلى أمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع مستوى الكوليسترول نظرا لما تحتويه من أحماض دهنية مشبعة، كما أنها تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، لذلك يحذر من تناولها بكميات كبيرة خاصة لدى الأشخاص المصابين بأمراض القلب والسكري والكبد، نظرا لخطورة تكون مركبات الأمونيا عليه.
ويضيف عبدالعزيز: المخاطر لا تتوقف عند اللحوم فقط، بل إنها تتطرّق إلى الأعضاء الداخلية للذبيح مثل الكبد والكلى وخلافه، لافتا إلى أنه يجب عدم الإكثار من تناول هذه الأشياء بكميات كبيرة لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الكوليسترول، بالإضافة إلى أنها تحتوي على مركبات نيتروجينية من شانها أن تشكل عبئا كبيرا على الكلى. وينصح بعدم تناولها لمرضى القلب والسكري على وجه الخصوص، لأنها تحتوي على نسبة كبيرة من الجيلاتين، وهو بروتيني سهل الهضم، ويزيد من تنشيط العصارات الهاضمة وفاتح للشهية.
ويشير عبدالعزيز إلى أن تناول اللحوم بكميات كبيرة يؤدي إلى تحفيز العصب السمبتاوي، والذي يؤدي إلى زيادة إفراز الغدة الدرقية، والذي من شأنه أن يؤدي إلى زيادة النشاط وزيادة الانفعالات، كما أنه يزيد من فرصة تكون حصوات المرارة، ويزيد الإصابة بمرض النقرس وتكون حصاوي في الكلى وحدوث أمراض الحساسية، أما إذا استخدمت اللحوم المشوية فهي تعمل على تكسير في البروتينات الموجودة بها، وعدم استفادة الجسم منها، وتكوين مركبات نيتروجينية تشكل عبئا على الكلى لكي تتخلص منها مما يؤدي إلى إرهاق الكلى.
وينصح أنه إذا كان لابد من تناول اللحوم الحمراء، فإنه لابد من إزالة الدهون المرئية منها، وكذلك قبل عملية الطهي مباشرة، فهذه العملية إذا تمت بدقة فاللحوم تتخلص من 60% من الدهون الكلية لها ومن حوالي نصف الدهون المشبعة بها وينخفض محتواها من الكوليسترول، وتعتبر هذه العوامل الثلاثة التي تزيد من خطر تناول اللحوم الحمراء وترفع من نسب أضرارها على جسم وصحة الإنسان.
ويقول: إن الحد من تناول اللحوم الحمراء أو التوقف عنها يسبب نقصا في عنصر الحديد، فنقص الحديد يوثر بشكل سلبي على الجهاز المناعي بجسم الإنسان، وينتج عنه الإصابة بالأنيميا والإرهاق وشحوب الجلد وسرعة ضربات القلب وقصر التنفس وآلام الصدر، وهي أعراض مصاحبة للأنيميا.
وخلاصة القول: إنه لا يمكن الاستغناء عن اللحوم الحمراء بشكل نهائي، لأنها تحتوي على مكونات يصعب تعويضها بأي نوع آخر من الطعام مثل الحديد، كما تحتوي اللحوم على الكثير من الفيتامينات ب، لذلك تناولها بكميات صغيرة يُعتبر صحيا.
وهناك دراسة أمريكية تشير إلى أنه يمكن تجنب 16 بالمئة من حالات الوفاة الناتجة عن أمراض قلبية وتصلب الشرايين، وتشير الإحصائيات إلى أن بين 15 و25 بالمئة من الاستهلاك العالمي للمياه يكون للحيوانات الجاهزة للذبح في المزارع، وأن حوالي 20 بالمئة من غازات الاحتباس الحراري ناتجة من المزارع الحيوانية الكبيرة المملوءة بالحيوانات.
اقرأ/ي أيضًا| الالتهاب الرئوي حين يفتك بالأطفال
التعليقات