05/07/2016 - 09:42

فواكه البحر: الحل الأمثل لتقوية الذاكرة

تعمل الأوميجا 3، الموجودة في فواكه البحر، على تحسين الذاكرة الدلالية والإدراك الحسي.

فواكه البحر: الحل الأمثل لتقوية الذاكرة

انتشر خلال الآونة الأخيرة وبصورة كبيرة مرض فقدان الذاكرة التدريجي “الزهايمر” والنسيان وضعف القدرات الذاكرية خاصة لدى كبار السن، كأحد أعراض الشيخوخة والتقدم في العمر، إلا أن الإصابة بالنسيان وضعف الذاكرة لم يقتصر فقط على هذه الفئة العمرية بل إنها نالت من الشباب أيضا وصغار السن، وهو ما يرجعه المتخصصون إلى سوء التغذية وعدم تناول الأطعمة الصحية التي تنشط الذاكرة، ما يجعل العلاج من ضعف الذاكرة يكمن في الأطعمة الصحية والتي تقوي الذاكرة وتحمي من أمراض الشيخوخة، وفي مقدمتها “فواكه البحر” الغنية بالأوميجا 3، والفسفور والفيتامينات، والتي لها تأثير إيجابي في استعادة المرء لقدراته الاستيعابية والتركيزية.

كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة "واغنغن" الهولندية، أن “الأوميجا 3” الموجودة في فواكه البحر تعمل على تحسين الذاكرة الدلالية والإدراك الحسي، حيث قام الباحثون بمتابعة 915 شخصا فوق سن 80 عاما لمدة 5 سنوات، لمتابعة ذاكرتهم ومعرفة مدى تغيرها مع مرور الوقت، حيث خضع متطوعون لاختبارات لتحليل الأنظمة الخمسة للذاكرة والإدراك الحسي، وخلال فترة الدراسة تم اكتشاف النمط الغذائي لحياتهم، ولاحظ الباحثون تأثير فواكه البحر الإيجابي على الذاكرة الدلالية والإدراك الحسي للأشخاص الذين يحرصون على تناولها بانتظام، مرجعين ذلك إلى وجود حمض الدوكوساهيكسانويك DHA، وهو من أحماض الأوميجا 3 والموجودة في فواكه البحر، بينما لم يلحظ الباحثون هذا التحسن في الذاكرة لدى المجموعة الأخرى التي لم تتناول فواكه البحر على الإطلاق.

وقالت د. مارثا كلير موريس، القائمة على الدراسة: جسم الإنسان لا يستطيع إنتاج الأوميجا 3 من تلقاء نفسه، لذلك من الضروري الحصول عليه من خلال الأطعمة الغنية به والمتمثلة في زيت بذور اللفت ودهون الأسماك، لافتة إلى أنه يمكن الحصول على الكمية الكاملة من الأوميجا 3، من خلال الكشف عن سلسلة من الأحماض مثل حمض ألفا لينوليك الغذائي، وحمض ALA وحمض الدوكوساهيكسانويك DHA وحمض الإيكوسابينتينويك EPA بشكل متتال، مشيرة إلى أنه لكي يحصل الجسم على حاجته المقدرة فلابد من تناول ملعقة كبيرة من زيت بذور اللفت، كما يمكن للشخص الاستمتاع بتناول 115 جراما من السردين، وحوالي نصف علبة من سمك الماكريل المعلب أو 50 جراما من السلمون النيئ.

ويعقب على ذلك د. محمد مسعود، أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث، قائلا: إن فواكه البحر تعد من أشهى الأطباق الغنية بقيمة غذائية عالية تعمل على تنشيط الذاكرة والوقاية من الإصابة بمرض الزهايمر، مشيرا إلى أن الكلماري يحتوي على السيلينيوم الذي يقي الجسم من التهابات المفاصل وتخفيف الصداع النصفي كما أنه يبني العظام والأسنان، وينصح مرضى السكر بتناوله لأنه ينظم مستويات السكر في الدم ومرضى الضغط لاحتوائه على البوتاسيوم ومرضى القلب لأنه يقي من التوقف المفاجئ لعضلة القلب والجلطات، كما أنه يحافظ على صحة القلب والأوعية الدموية، والحماية من خطر الإصابة بتصلب الشرايين.

وتضيف د. سونيا المراسي، أستاذة التغذية بجامعة حلوان: هناك أكثر من 200 نوع من الأسماك ومن ضمنها فواكه البحر، تتميز عن غيرها من الأنواع بأنها تحتوي على نسبة عالية من اليود الذي يؤدي نقصه إلى تضخم الغدة الدرقية، كما أنها تعد مصدرا هاما للبروتين الحيواني الذي يساهم في بناء الجسم وترميم أنسجته، حيث أنه يدخل في تكوين الإنزيمات والهرمونات الموجودة في الجسم، مشيرة إلى أن فواكه البحر لها القدرة في حماية الجسم من أمراض القلب لاحتوائها على أوميجا 3 التي تقلل من تجمع الصفائح الدموية المسببة للجلطات، كما أنها تحد من ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار، وتقلل من نسبة جلوكوز الدم.

وتشير المراسي إلى أن فواكه البحر تعد مصدرا غنيا بالفيتامينات، وتعتبر من أهم مصادر الفسفور والحديد والحديد والزنك والمغنيسيوم والكالسيوم، لذلك تعمل على بناء الجسم والهيكل العظمي للأطفال وتعويض الفاقد من عظام الكبار، كما أنها تقي من خطر الإصابة بمرض هشاشة العظام، والذي انتشر بصورة كبيرة خلال الآونة الأخيرة خاصة لدى كبار السن من النساء في مرحلة انقطاع الحيض، وتعمل فواكه البحر على إمداد الجسم بالمواد المضادة للأكسدة التي من شأنها أن ترفع من جهاز المناعة في الجسم، بالإضافة إلى أنها ثبتت قدرتها على مقاومة الإصابة ببعض أمراض النخاع الشوكي.

وفي سياق متصل، يؤكد د. عبدالرحمن عطية، العميد الأسبق لكلية الاقتصاد المنزلي بجامعة حلوان، أن جميع الأسماك بصفة عامة تعتبر من الأغذية المنشطة للمخ وخلايا الدماغ، لأنها تساعد على تقوية الذاكرة لاحتوائها على أحماض دهنية تنشط عمل أنسجة الخلايا العصبية، ويجب أن يتعامل معها بحذر الشخص المصاب بارتفاع في نسبة الكوليسترول في الدم، كما أن الأسماك القشرية تتميز عن غيرها باحتوائها على مواد تفيد المصابين بخشونة العظام والتهاب المفاصل، وتقلل من حالات الاكتئاب لأنها تؤثر إيجابيا على مراكز السعادة والذاكرة في الدماغ.

اقرأ/ي أيضًا| إدمان الشوكولاتة ... تأثير يضاهي الأفيون

التعليقات