يعتمد تحديد المستوى الصحي للإنسان على عاداته الغذائية والأطعمة التي يتناولها، فإذا كان من هواة تناول اللحوم، ويعتمد عليها بصورة أساسية في وجباته اليومية، فإن ذلك يعرضه للموت مبكرا بنحو أربع سنوات، وذلك وفقا لدراسة أميركية تم إجراؤها في ولاية أريزونا، أما إذا كان من هواة الأطعمة النباتية فإن معدل سنوات حياته يزيد نحو أربع سنوات إضافية.
وقد توصلت دراسة حديثة أعدها مركز 'مايو كلينيك الصحي' في الولايات المتحدة، إلى أن الإكثار من تناول اللحوم لا سيما الحمراء والمصنعة مثل السجق والبيكون والهوت دوغ، يؤدي إلى نقص معدل عمر الإنسان نحو أربعة أعوام، لاحتوائها على مواد حافظة تفوق حاجة الجسم منها، بصورة تتسبب في تسمم الخلايا الجسدية، مما يؤدي إلى إتلافها سريعا، دون محاولات إحيائها مرة أخرة من جانب مواد غذائية معززة، لأنها تمنع أيضا امتصاص الجسم لكل ما هو مفيد ويحمي من الأمراض.
وأثبتت الدراسة أن الإفراط في تناول اللحوم يصيب الإنسان بأمراض مزمنة، مثل القلب وتصلب الشرايين، لأنها تحتوي على نسبة عالية من الألياف التي تعيق حركة الدماء داخل الأوردة بصورة طبيعية، ما يتسبب معه جلطات دموية بصورة متكررة، تتطور تدريجيا حتى تصل إلى المراحل الأخيرة من مرض تصلب الشرايين، الأمر الذي يصعب معه محاولات معالجة المرض، كما تتسبب إعاقة حركة الدماء إلى وصوله ببطء إلى القلب، بشكل يؤدي إلى إرهاق القلب وعدم قيامه بمهامه، وهو ما يفضي إلى الوفاة مبكرا بمعدل يصل إلى أربعة أعوام.
وقد شملت الدراسة عددا كبيرا من الأشخاص الذين لا يتناولون المأكولات النباتية لمدة أعوام متتالية، لمراقبة حركة التأثيرات الصحية على أجسادهم وحالتهم المزاجية، تبين من خلال ذلك ملاحظة انخفاض في المستوى الصحي لديهم، وبعد إجراء الفحوصات الطبية التي أظهرت إعياء شديدا أصاب أجهزة الجسم المختلفة، مثل الجهاز الهضمي الذي يتعسر في القيام بمهامه الطبيعية، بسبب احتواء اللحوم الحمراء على مواد تحتاج إلى أوقات ممتدة حتى تتم عملية الهضم، ومع مرور الوقت يتوقف الجهاز الهضمي عن القيام بمهامه بصورة طبيعية، ويصبح بحاجة إلى فترات علاجية قد تأتي بنتيجة وقد لا تأتي، ويعد ذلك من الأسباب التي تؤثر من خلالها اللحوم على معدل حياة الإنسان.
وأكد الباحثون أن تناول الإنسان 85 جراما من اللحوم الحمراء، خلال الوجبات الغذائية بصورة يومية، يزيد من فرص الوفاة بنسبة تزيد عن 13% خلال 20 عاما، بالمقارنة مع آخرين ممن لا يعتمدون في أنظمتهم الغذائية على اللحوم بصورة أساسية، أي يتناولونها على مدار أيام متباعدة وبصورة منتظمة، ويحافظون بهذه العادات على المعدل الطبيعي لأعمارهم، كما يقللون من فرص إصابتهم بالأمراض التي تفضي إلى الموت سريعا.
وتقول دراسة أخرى أجراها باحثون أميركيون تابعون لموقع 'لوس أنجليس تايمز': إن 'الاستعاضة عن اللحوم يكون من خلال تناول حبات البندق، التي تمد الجسم بالمواد الغذائية التي توجد في لحوم الأبقار، ولا تصيبه بالأمراض التي تؤثر على المعدل العام لعمر الإنسان، فقد أثبتت الدراسة أنه يقلل من فرص الموت المبكر بنسبة تصل إلى 19%، كما أن تناول الحبوب يعالج ما تفسده اللحوم في الجسم، ويعوضه عن المواد الغذائية التي يفتقدها في حالة امتناع الإنسان عن تناول اللحوم الحمراء، بالإضافة إلى تناول الدواجن يفيد كثيرا عن اللحوم الحمراء، ويقلل فرص الموت المبكر بنسبة لا تقل عن 14%'.
اقرأ/ي أيضًا | قطرات جديدة لعلاج جفاف العين
وأفادت الدراسة أن الألبان ومشتقاتها تقوم بوظيفة اللحوم ولكن بعيدا عن تأثيرها الضار، الذي ينخفض بنسبة 10%، شريطة أن يتم تناولها خالية الدسم، حتى لا تتسبب في زيادة نسبة الكوليسترول في الدم، وهو ما يؤدي إلى الوفاة، كما أن تناول البقوليات من الأطعمة البديلة للحوم، حيث تقل أضرارها ولا تؤثر على المعدل العمري للإنسان بنسبة تزيد عن 7%، كما هو الحال بالنسبة للأسماك التي تمد الجسم بكل ما هو مفيد.
التعليقات